البويهيّون
2025.11.28
زين العابدين رمضان
البويهيّونَ هُم تلكَ الأُسرة الدَّيلَمِيَّة مِن المُغامرينَ الذين خبروا قيادة الجنود أكثر من إدارة شؤون البلاد، وكانوا يعيشون مِنَ الغنائم التي أصابوها في تلك الأقطار في بداية أمرهم.
وبفضل حنكة (كبيرِهِم)، ومؤسّس دولَتِهم (علي بن بُوَيْه)، ومعرفته اقتناص الفُرَص في الوقت المناسب، وأيضاً بفضل حالة التَّفَكُّكِ، والاضطرابِ التي شهِدَتْها الخلافةُ العبّاسيّةُ في تلك المرحلة.١
وهـم مُسلِمونَ عَلَوِيُّونَ مِنَ الدَّيلَمِ اُشتُهِروا بالتَّقوى، والعَدلِ٢. استَلَموا الحُكمَ في بغدادَ عام (322هـ)، وأوَّلُ وزيرٍ منهُم هو:
1- مُعِزُّ الدَّولة (أبو الحُسَين) أحمدُ بنُ أبي شُجاع بُوَيه.٣، وأتى بعدَه عشرةُ وزراء، منهم:
- عِزُّ الدَّولة (باختيار).٤
- عِماد الدَّولة.٥
- رُكن الدَّولة.٦
- عَضد الدَّولة (فناخَسرو).٧
- صمصام الدَّولة.٨
وانتهى حُكمُهم أثناء حُكم (الرَّحيمِ أبو النَّصر) عام (447هـ) على يدِ السَّلاجقة في عهد الخليفة القائم بأمر اللَّه (عبد اللَّه)، وشهِدَت بغدادُ قبل هذه النهاية عدّة اشتباكات بينهما منذ أوائل هذا القرن، فلاحقَ هؤلاء (العلويِّينَ)، وبَطَشوا بهم، وقتلوا الكثير منهم، وهربَ مَنِ استطاعُ الهربَ إلى حلبَ، وسِنجار، وجبال العلويِّينَ.
----------------------------------------------------------
١تاريخ الدولة البُوَيهيّة (334- 447هـ/945 - 1055م) - ص (18)، د. حسن منيمنة.
٢ تاريخ صافيتا في العهد العثماني - ص (247)، منير عبد الحميد صقر - الطبعة الثانية 2012م.
٣ معزّ الدَّولة حاكمُ الدولة العبّاسيّة الفعلي، وفي مدّة حكمه تكاثر العلويون في شمالي شبه جزيرة العرب، والبلاد الشرقية.
٤ عزّ الدولة (بختيار) هو ابن مؤسّس الدولة البويهيّة، ثاني حكّام البويهيِّينَ في العراق.
وُلِدَ عام (331هـ)، تولّى الحُكمَ بعد وفاةِ أبيه مُعزّ الدَّولة عام (356هـ). وكان في الخامسة والعشرين من عمره، وذلك في عهد الخليفة المُطيع للَّه العبّاسي. استمرَّ حُكمُ عزّ الدولة البويهي حتى مقتله عام (367هـ) على يدِ ابن عمِّه عضد الدَّولة.
٥ عماد الدولة (أخ معزّ الدَّولة).
٦ ركن الدولة أبو علي الحُسين ابن بوَيه الدّيلمي (أخ معزّ الدَّولة).
وهو والد عضد الدَّولة (شجاع فناخَسرو)، ومؤيّد الدَّولة، وفخر الدَّولة. دام مُلكه (44) سنة.
٧ عضد الدَّولة، واسمُه شُجاع فناخَسرو.
وُلد سنة 937م، وتوفّيَ سنة 983م.
وهو أوّلُ مَن لُقِّبَ بـِ(المَلِك) في الإسلام.
وقد كان من الفُضلاء المعروفين، وقد مدحَهُ المتنبّي.
طوَّرَ الزراعةَ، وأسهمَ في ازدِهارِها، واهتمَّ بالعلم، والأدب كثيراً.
وأطلقَ عضدُ الدولة على نفسِه لقبَاً هو (مُعين المؤمنين) بدلاً من (أمير المؤمنين) لحديثِ الإمام علي (ع): "لا يقولُها بَعدي إلَّا كُلُّ مأفونٌ في عقلِه، مفتونٌ في دينِه".
٨ صمصام الدولة (أخ معزّ الدَّولة).