كــــــلــــمة و رؤيــــــــا

كيف أفسد حافظ الأسد المؤسسة العسكرية- ح2

خالد محمد جزماتي

منذ الساعة الثانية بعد منتصف الليل من صباح يوم 28 / ايلول 1961 احتلت قوات عسكرية من الجيش السوري العاصمة دمشق بقيادة العقيد الدمشقي عبد الكريم النحلاوي، وأُذيع البلاغ الأول في الساعة السادسة والنصف من اذاعة دمشق الذي شرح فيه أسباب الانقلاب على الوحدة السورية المصرية... وفي هذا المقال لست بصدد شرح مجريات الأحداث جميعها، ولكن أذكر باختصار ما يهم موضوع عنوان المقالة...
جرى ترحيل الضباط السوريين العاملين في الاقليم المصري وهم أكثر من ثلاثمائة ضابط ومنهم اللجنة العسكرية السباعية الثانية...
بتاريخ 1/ 12/ 1961 صدرت النشرة العسكرية (العدد 3) شملت 62 ضابطا من الذين تظنهم قيادة الانقلاب الانفصالي مناوئين لها، ومنهم:
- المقدم مـحـمـد عـمـران تم نقله الى وزارة الصناعة.
- الرائد صلاح جديد: تم نقله الى وزارة الاقتصاد "مديرية النقل البحري"
- الرائد عبد الكريم الجندي تم نقله الى وزارة الاقتصاد "ادارة حصر التبغ والتنباك".
- الرائد حافظ الأسد: تم نقله الى وزارة الاقتصاد "مديرية معرض دمشق الدولي".
- النقيب مصطفى طلاس: تم نقله الى وزارة التموين.
ويذكر مصطفى طلاس في المجلد الثاني من "مرآة حياتي" أن النقيب حسين ملحم والنقيب حسين زيدان انضما الى اللجنة العسكرية الثانية ليصبح تعدادها تسعة ضباط يرأسها المقدم محمد عمران..
في عهد الانفصال جرت أحداث هامة كان أشهرها انقلاب 28 اّذار 1962 الذي نفذته اللجنة العسكرية البعثية بالتحالف مع الناصريين بقيادة العقيد جاسم علوان، وكانت نتائجه كارثية وفيه تم اقتحام القيادة الشمالية من قبل سرية المظلات التي يقودها الملازم الأول محمد ابراهيم العلي يعاونه الملازم الأول سعيد دباح، وتم ذلك في الساعة الرابعة صباحا من يوم 1 / 4 / 1962، وبعد ربع ساعة فقط تمت السيطرة على مبنى القيادة الشمالية بعد أن تم قتل أربعة ضباط هم:
1- الرائد صفوت حللي رئيس الشعبة السياسية في حلب.
2 - الرائد نصوح النعال قائد كتيبة المغاوير.
3 - النقيب كامل عرنوس رئيس فرع المخابرات العسكرية.
4 - النقيب جميل قباني قائد سرية الشرطة العسكرية.
وجرى اعتقال قائد المنطقة الشمالية العميد محمد هشام الميداني، واحتلال مبنى الاذاعة من قبل الملازم الأول عبد الله عمرايا.
ثم قام الانقلابيون بالاجراءات التالية:
- دعوة اللواء خمسين احتياط وقوامه من محافظة حلب ومخازنه فيها أيضا.- تعيين الرائد محمد شنيوي قائدا للشرطة العسكرية.
- تعيين النقيب مصطفى طلاس رئيسا للشعبة السياسية.- - - -تعيين النقيب مصطفى شربا قائدا للكتيبة 82 مـظـلات "متمركزة في حلب
- تعيين النقيب حسين ملحم رئيسا لفرع المخابرات العسكرية.
وسمو أنفسهم "حـركـة الـضـبـاط الأحـرار" وأيدهم قائد المنطقة الشرقية العميد لؤي الأتاسي، واستطاعوا السيطرة على المنطقة الوسطى بعد سيطرتهم على اللواء الخامس، وتفاصيل ذلك يلزمها شروحات كثيرة لسنا بصددها.
بعد ذلك تمت السيطرة على المنطقة الوسطى مما نبه القيادة العسكرية في دمشق الى الأحداث في حلب وحمص، ومما تسبب في فوضى وانقسامات هو الرغبة في اعادة الوحدة مع مصر فورا عبر اعلان العقيد جاسم علوان ذلك عبر اذاعة حلب، بل ذهب الى طلب الدعم العسكري من مصر.. وهكذا كبر الشقاق بين قادة حركة الضباط الأحرار.
أما حافظ الأسد وصلاح جديد فقد توجها الى حمص ثم الى اللاذقية للسيطرة على القوى البحرية بالتعاون مع الرائد البحري عدنان العبد الله الذي ناور حتى الخذلان مما تسبب بمغادرة كل من حافظ الأسد وصلاح جديد مسرعين الى لبنان، حيث تم اعتقالهما ثم تسليمهما الى السلطات السورية.
أما المؤتمر العسكري العام الذي دعت اليه قيادة الجيش وحضره جميع الفرقاء فقد تمخض عن سلسلة طويلة من القرارات أهمها ترحيل قادة الانقلاب الأول الى الخارج وعلى رأسهم عبد الكريم التحلاوي - العميد عبد الغني دهمان *العقيد مهيب الهندي - العقيد هشام عبد ربه - الرائد بسام العسلي - النقيب عادل الحاج علي....
وللحديث بقية