كــــــلــــمة و رؤيــــــــا

إنشاء دولة حلب عام 1921م

Alaaeddin Taljbini‎
في 20 حزيران/ يونيو 1921، وفي خطاب - للجنرال غورو في دمشق، صرّح بما يلي:
"إن إنشاء الدول المستقلة ذاتياً كان من هدفه ونتيجته إرضاء الخصوصيات ومنحها إطاراً يسمح بإشراكها في كُلّ منسجم. لكني لم أتوقف فقط عن اعتبار أن صلة يجب أن توجد بين هذه الدول... يجب استكمال تنظيم هذه الدول وجعلها أكثر سلاسة، هذا من جهة، ومن جهة أخرى بناء الصلة الفدرالية، وتنظيم الدول لن يكون بالضرورة هو نفسه، يمكن أن يتطور بصورة مختلفة قليلاً في دمشق وحلب واللاذقية بحسب سرعة التقدم في البلاد. وهنا لا أضع لبنان بين دول الاتحاد الكونفدرالي، فتقاليد لبنان الخاصة تجعله يتطور ضمن شراكة أقل وثاقة وفقط اقتصادية مع الاتحاد الكونفدرالي السوري، وذلك حتى يقرر هو ذات يوم الدخول فيه."
متل اليوم في 3 أيلول/ سبتمبر 1920
صدر القرار رقم 367 عن سلطات الانتداب القاضي بإنشاء (دولة حلب) على أن لا تحدد الحدود الشمالية نهائيا حتى انجاز السلام مع تركيا أما من الشرق فكانت حدودها نهر الخابور حين التقائه بالفرات و في الجنوب ينطلق من البوكمال تبدأ بعده دولتا دمشق و العلويين أما من الغرب فيحدها البحر من جهتي سنجق حلب ، غربا يقع سنجق اسكندرون (مستقل اداريا) و سنجق دير الزور شرقا حيث شكل مركزا هذين السنجقين مع انطاكية حول العاصمة حلب المدن الرئيسية في الدولة الجديدة.
كان يقدر عدد سكان دولة حلب عام 1922 ب 600 ألف نسمة فُصل عنها لوائي مرعش وأورفة، وأُلحِقا بتركيا. وفي 20 / 10 / 1921م تم سلخ كيليكيا عن ولاية حلب وضُمّها إلى تركيا بموجب اتفاق أنقرة، ونصّت المادة السابعة منه على وضع نظام إداري خاص لمنطقة إسكندرونة وأن تكون اللغة التركية في اللواء لغة رسمية. وبعد هذه التغيرات أصبحت دولة حلب تضم الألوية التالية (لواء حلب، إسكندرونة المستقل، دير الزور). فضمّ لواء حلب الأقضية التالية (جبل سمعان، إعزاز، الباب، منبج، جرابلس، المعرة، إدلب، حارم، جسر الشغور، كره طاغ).
بينما ضمّ لواء إسكندرونة المستقل التابع إدارياً لدولة حلب قضائي أنطاكية وبيلان. في حين ضمّ لواء دير الزور الأقضية التالية (البوكمال، الميادين، الحسكة، الحميدي، الرقة). وبموجب هذه المناطق التي تكوّنت منها دولة حلب أصبحت مساحتها آنذاك ما يقارب 43,224 كم². أما المدينة فقد قدر عدد سكانها بنحو 156,758 نسمة، المسلمون منهم مئة ألف، والمسيحيون خمسون ألفاً و اليهود من ستة آلاف إلى سبعة آلاف.
فيما يتعلق بالتنظيم الإداري لدولة حلب بقي التنظيم العثماني على حاله فكان يحكم إلى جانب الوالي مجلس للحكومة ولجنة إدارية يتضمن مجلس الحكومة الذي يترأسه الحاكم قانونا, المديرين و الرؤوساء الروحيين الذين كانوا يشكلون جزءا من المجلس الاداري في الدولة العثمانية و عضوين منتخبين من المجلس الاداري للسنجق و رؤوساء بلديات حلب و الاسكندرون و انطاكية و لم يكن هذا المجلس يجتمع الا مرة واحدة سنويا لدراسة موازنة السنة التالية.
في مطلع عام 1921 صادق الجنرال دي لاموت على علم ولاية حلب و تم الاحتفال برفع علم ولاية حلب على الدوائر الرسمية في 15 كانون الثاني 1921
تناوب على ادارة ولاية حلب كل من
1- الفريق كامل باشا القدسي (جنرال سابق في الجيش التركي)
2- زكي الكوراني (بالوكالة)
3- مصطفى حلمي برمدا
4- المهندس وجيه الجابري (بالوكالة)
5- مرعي باشا الملاح (الوجه الاجتماعي و السياسي البارز)
يقول يوسف الحكيم في كتابه سوريا و الانتداب الفرنسي (لم يعترض هدوء الحياة في الدولة الحلبية الراقية اجتماعيا و اقتصاديا سوى ثورة الزعيم الوطني الكبير ابراهيم هنانو) حيث كانت الحرب سجالا بينه و بين الجيش الفرنسي و الذي انتهت ثورته بعد انقطاع مدد السلاح عنها بعد الهدنة الفرنسية التركية).
في 28 حزيران/ يونيو 1922 جمع الجنرال غورو دولة دمشق و حلب و العلويين فى اتحاد فدرالي واسع سمي بالاتحاد السوري.
في يوم 26 حزيران 1924 أعلن المفوض السامي الفرنسي الوحدة السورية
وتأليف الدولة العربية السورية من حكومتي حلب ودمشق فقط، فخرجت دولة العلويين ودولة جبل الدروز كما خرجت دولة لبنان الكبير بالطبع من باب الوحدة، فأصبح بذلك عدد دول الشام ستة بدلا من سبع أي أن المدن الأربع عادت فألفت حكومة واحدة.
صورة تظهر خريطة دولة حلب :
تظهر الخارطة حدود ولاية حلب بألويتها الثلاث في نهاية
العهد العثماني. تم رسمها استناداً على خارطة منشورة في الصفحة 126 من المجلّد الثاني من أطلس La Turquie d’Asie الفرنسي، منشور سنة 1892. ورسمتها للمقارنة مع الحدود المعاصرة المصدر مصدر موقع مؤنث البخاري معنونة
صورة تظهر علم دولة حلب
يقول الباحث جمال باروت في كتاب العلاقات العربية - التركية السيرورة والتاريخ والمصائر
كانت هذه الراية، حين رفعها الجنرال دولاموت في 15 كانون الثاني/يناير 1921 في حفل دعي بـ"رفع الراية الحلبية"، لونها أبيض، وفي جانبها الأيسر الأعلى علم فرنسي صغير، وفي وسطه نجمة مخمسة الأضلاع ترمز إلى الألوية التي تتألف منها الدولة، وهي: حلب، ودير الزور، ولواء إسكندرون المستقل، وأورفة، ومرعش. وسرعان ما حذفت من الراية نجمتان في إشارة إلى سلخ أورفة وعتاب عنها في إثر توقيع اتفاقية أنقرة.
أما لواء إسكندرون، فلقد ظلت نجمة في راية دولة حلب ترمز إليه، لكنه مُنح نظاماً خاصاً يضمن "تنمية الثقافة التركية". وقد مهد الجنرال غورو له في المرحلة الأخيرة من المفاوضات الفرنسية - التركية، لتسهيل التوصل إلى الاتفاقية النهائية، بأن أصدر قرارين سيصبح أنهما. الصورة المرفقة لأحتفالية برفع علم دولة حلب على السرايا يظهر فيها الفريق كامل باشا القدسي، حاكم دولة حلب العام آنذاك بلباسه المدني متقلداً الأوسمة، والجنرال دو لاموط مندوب المفوض السامي بحلب بلباسه العسكري. (مصدر Aleppo Geographic
4 -صورة ل حاكم حلب مرعي باشا الملاح
5 -صورة ل طابع مالي صادر عن دولة حلب هو طابع بالأساس فرنسي الإصدار ( يسمى ماريان- جاندراك ) نسبة الى الصورة الموجودة عليه وهي صورة للمقاومة الفرنسية الشهيرة جاندارك. وشح على الطابع ختم دولة حلب حسب قرار الصادر عن (عالية -- لبنان ) مقر الحاكم الفرنسي العسكري حيث صدر القرار403 الموقع باسم الجنرال غورو بتاريخ 9/10/1920و القاضي بتشكيل حكومة حلب المستقلة.
6-صورة من ارشيف السيد مهند الكاطع (13 ايلول/ سبتمبر من العام 1920 الجنرال غورو يقف بلباسه العسكري الأبيض مستعرضاً قوات من الفرقة الثانية من جيش المشرق في ساحة باب الفرج على ما أرجح، ويظهر خلفه وعن يساره أول ولاة حلب في عهد الانتداب الفرنسي الفريق كامل باشا القدسي (أول حاكم لدولة حلب لاحقاً) باللباس المدني متقلداً الأوسمة.
لم يكن إنشاء هذه الدويلات عبثا بل وضع التقسيم من قبل الانتداب الفرنسي لخلق دويلات ضعيفة متنازعة تبقى بحاجة إليه دائما، لقد تحولت حلب و دمشق قلب بلاد الشام من مراكز حضارة تتصل بالبحر إلى كيانات محاصرة خلف حدود مصطنعة.
مصادر أخرى
تطور سوريا السياسي في ظل الانتداب لادمون رباط
تاريخ سورية الحديث عبد الرحمن نموس
سوريا والانتداب الفرنسي ل يوسف الحكيم

العلاقات العربية - التركية السيرورة والتاريخ والمصائر لجمال باروت