وثيقة مجلّة “كيفونيم” الاسرائيلية (خطة ينون بالإنجليزية: Yinon Plan) لتقسيم الدول العربية!
2025.08.18
سمير جبارة
قبل ثلاثة وأربعين عامًا وتحديدًا في 13 حزيران 1982 قام داعية السلام اليهودي -غير الصهيوني- إسرائيل شاحاك بترجمة ما عُرف باسم وثيقة “كيفونيم”، والتي تعكس خطة صهيونية لتجزئة الوطن العربي باكمله الى دويلات، وقد استعان بها المفكر القومي الدكتور عصمت سيف الدولة في دفاعه عن تنظيم ثورة مصر..
وتنطلق الخطة الإسرائيلية من الدولة العربية العراق، وذلك بتقسيمها حسب الاهواء الصهيونية إلى دولة شيعية، وأخرى سنية، إضافة إلى انفصال إقليم كردستان..
وترى الخطة الإسرائيلية أنه يجب التركيز على الانقسامات العرقية والدينية في دول العالم العربي، والتي تقدرها بحوالى 19 دولة واصفة إيّاها بأنها مثل البيت المؤقت والذي لا يقوم بناؤه على أساس قوي، وإن بث الكراهية بين أصحاب هذا البيت من خلال الخلافات أو الانقسامات هو السبيل الأفضل لتغيير معالم وحدود الدول العربية الحديثة..
ماذا تتضمن الوثيقة “كيفونيم”؟
أنقل:
"أولا: - نظرة عامة على العالم العربي والاسلامي:
1- ان العالم العربى الاسلامى هو بمثابة برج من الورق أقامه الاجانب (فرنسا وبريطانيا فى العشرينيات) دون أن توضع فى الحسبان رغبات وتطلعات سكان هذا العالم..
2- لقد قسم هذا العالم الى 19 دولة كلها تتكون من خليط من الأقليات والطوائف المختلفة، والتى تعادي كل منهما الأخرى وعليه فان كل دولة عربية اسلامية معرضة اليوم لخطر التفتت العرقي والاجتماعي فى الداخل الى حد الحرب الداخلية كما هو الحال فى بعض هذه الدول..
3- وإذا ما اضفنا الى ذلك الوضع الاقتصادي يتبين لنا كيف أن المنطقة كلها، فى الواقع، بناء مصطنع كبرج الورق، لايمكنه التصدي للمشكلات الخطيرة التى تواجهه..
4- فى هذا العالم الضخم والمشتت، توجد جماعات قليلة من واسعي الثراء وجماهير غفيرة من الفقراء.. ان معظم العرب متوسط دخلهم السنوى حوالى 300 دولار فى العام..
5- ان هذه الصورة قائمة وعاصفة جدا للوضع من حول اسرائيل، وتشكل بالنسبة لاسرائيل تحديات ومشكلات واخطار، ولكنها تشكل أيضا فرصا عظيمة"..
انتهى النقل..
ثمّ تشرحُ هذه الوثيقة وضع عدّة بلدان كلّ على حدة.. ابتداء من مصر مروراً بليبيا والسودان والعراق ولبنان وسوريا وخطّة تفكيكِ كلٍّ منها..
ما يهمني هو نقل ما تقولهُ الوثيقة عن سوريا.. اقرأوا:
أنقلُ حرفيّاً:
.
"خامساً – سوريا
1- ان سوريا لاتختلف اختلافا جوهريا عن لبنان الطائفية باستثناء النظام العسكري القوي الذى يحكمها. ولكن الحرب الداخلية الحقيقية اليوم (الكلام عام 1982) بين الأغلبية السنية والأقلية الحاكمة من الشيعة العلويين الذين يشكلون 12% فقط من عـدد السكان، تدل على مدى خطورة المشكلة الداخلية..
2- ان تفكك سوريا والعراق فى وقت لاحق الى أقاليم ذات طابع قومي وديني مستقل - كما هو الحال فى لبنان - هو هدف اسرائيل الأسمى فى الجبهة الشرقية على المدى القصير.. فسوف تتفتت سوريا تبعا لتركيبها العرقي والطائفي الى دويلات عدة كما هو الحال الآن فى لبنان..
3- وعليه فسوف تظهر على الشاطئ دولة علوية..
4- وفى منطقة حلب دويلة سنية..
5- وفى منطقة دمشق دويلة سنية أخرى معادية لتلك التى فى الشمال..
6- وأما الدروز فسوف يشكلون دويلة فى الجولان التى نسيطر عليها..
7- وكذلك فى حوران وشمال الاردن وسوف يكون ذلك ضمانا للأمن والسلام فى المنطقة بكاملها على المدى القريب. وهذا الأمر هو اليوم فى متناول ايدينا"..
انتهى النقل..
هذا ما يخصّ سوريا من بنود وثيقة “كيفونيم” منها ما تم تنفيذه مثل السودان وليبيا ومنها ما هو على طريق التنفيذ كما يجري في العراق اليوم وسوريا ولبنان..
ومازال الأغبياء يتفلسفون ويحرّضون طائفياً بدل التمسّك بالمواطنة والمطالبة بالديموقراطية لنحافظ على وحدةِ بلدنا..