كــــــلــــمة و رؤيــــــــا

داعش في وادي حوران!

يوم الأحد 12 كانون الثاني 2025، وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين، يقول:
"وادي حوران الممتد بين الأنبار ودرعا تحول إلى ممر لداعش".
علي سليمان يونس
كنت قد نشرت بتاريخ 25/ 1/2020 مقالاً حول وادي حوران، أعيد نشره للضرورة..
لغز وادي حوران..
وادي حوران أكبر وديان العراق يقع في محافظة الأنبار غرب العراق يمتد لمسافة 350 كلم من الحدود العراقية-السعودية إلى نهر الفرات قرب حديثة. سبب التسمية نسبةً لمملكة حوران القديمة زمن العماليق حيث كانت تمتد من حوران الشام إلى بادية الأنبار.
السؤال اللغز هو: أين ذهب مقاتلو "داعش" بعد هزيمتهم في العراق وسورية وانهيار "دولتهم المزعومة" نهاية العام 2017، وكيف ذابت حشودهم وآثارهم وعرباتهم العسكرية وسياراتهم والأموال والكنوز والآثار التي نهبوها بعد أن كان عددهم يقدّر بعشرات الآلاف؟
يعرف كثير من الباحثين الاستراتيجيين، وخاصة العراقيين منهم، أن وادي حوران الذي يبلغ طوله نحو (350) كم، ولهُ التواءات كثيرة، يبدأ من الحدود العراقية السعودية جنوب مجنا وشمال عرعر، وينتهي بنهر الفرات قرب حديثة، ويمتاز بطبيعة جغرافية وعرة جداً، كان الأكثر خطورة في المعركة مع "داعش"، فهو أحد أكبر الأودية في العراق، أرضه وعرة وواسعة إلى درجة إذا سار رتل عسكري كبير فيه سيختفي، حيث يحتوي على صحراء واسعة وتلال وكهوف ووديان وجروف مختلفة الارتفاعات. وبحسب مصادر عراقية أن قرابة (2500) - (3000)؟ إرهابي من داعش يتمركزون اليوم في الوادي، ويستغلون العواصف الغبارية والظروف الجوية الصعبة والصحراء المترامية التي يعرفون تفاصيلها وإحداثياتها، فضلاً عن ظلام الليل، لشن هجمات مباغتة وتنفيذ عمليات إرهابية في سورية والعراق بغطاء من قوات الاحتلال الأمريكية؟ ونقلت مصادر عراقية مختلفة معلومات متقاطعة تؤكد أنه إبان الاحتلال الأمريكي للعراق عام 2003م، بدأت الإدارة الأمريكية بناء قاعدة سرية في وهاد وادي حوران بالعراق، وعلى مدار 10 سنوات تم تشييد قاعدة متكاملة داخل أرض الوادي، وبعد اتفاقية انسحاب القوات الأمريكية من العراق عام 2011م، والتي سمحت للولايات المتحدة بالبقاء في العراق مدة أطول بشكل آخر، أصبحت قاعدة وداي حوران تحتوي على معدات عسكرية كاملة وأجهزة تنصت وقوات عسكرية، وتعد اليوم إحدى القواعد السرية التي لم تفصح عنها الإدارة الأمريكية. وألمحت المصادر نفسها، رغم نفي جهات حكومية عراقية بعض هذه المعلومات، إلى أن القوات الأمريكية منعت وعرقلت أكثر من مرة عمليات استهداف مقاتلي "داعش" في منطقة وادي حوران، مشيرة إلى أن القوات الأمريكية تعلم أن وادي حوران يضم مئات الإرهابيين من جنسيات مختلفة، معظمهم انتحاريون.
وكان الأمين العام لحركة النجباء الشيخ أكرم الكعبي، اتهم الأمريكيين أواخر عام 2017 بمنع تحليق الطيران العراقي فوق تلك المنطقة، محذراً من انتشار تنظيم "داعش" الإرهابي في الصحراء الغربية بالأنبار، وأنه يتلقى الدعم من أجهزة مخابرات عربية وأميركية.

وذكرت المصادر أن "داعش" أعلنت سيطرتها الكاملة على وادي حوران في حزيران من عام 2014م، مؤكدة بالقول: منذ 2003م, ووادي حوران يعتبر من أخطر مناطق العراق أمنياً بسبب وعورة تضاريسه وعزلته في عمق الصحراء وبعده عن المراكز الحضرية والطرق الممهدة. وحدثت في الوادي العديد من المعارك بين القوات الأمنية والمسلحين وأخطر هذه الاشتباكات المسلحة ما حدث يوم 20 كانون الأول 2013 وأسفر عن مقتل 24 من عناصر الجيش العراقي من بينهم قائد الفرقة السابعة العميد محمد الكروي ومساعده العقيد نومان محمد وعقيد آخر يعمل مديراً لاستخبارات محافظة الأنبار إضافة إلى ثمانية ضباط وثلاثة عشر جندياً آخرين. وفي 22 حزيران 2014 هاجمت "داعش" مدينة الرطبة انطلاقاً من وادي حوران مستخدمة خمسين سيارة مسلحة وسيطرت على المدينة بعد اشتباكات متقطعة مع القوات الأمنية. وأُطلقت على وادي حوران تسميات عدة، فمنهم من قال إنه وادي الموت، وآخرون شبّهوه ب (مثلث برمودا) الأمريكي الذي يتوسط الحدود العراقية الأردنية السورية ويهيمن على الطرقات الصحراوية التي تتفرع من المنطقة وإليها، غير أنه ومهما تعدّدت التسميات فإن الوادي سيبقى اللغز الذي تختفي في وهاده الأسرار المجهولة لإدارة وتوجيه إرهابيي "داعش"، ولاسيما أنه وحتى اللحظة - كما أسلفنا- لم تستطع أي جهة عسكرية أو استخباراتية فك اللغز الأمريكي وتأكيد أين اختفت حشود الإرهابيين الذين ابتلعتهم صحراء وادي حوران بعد هزيمتهم عام 2017؟.