كــــــلــــمة و رؤيــــــــا

وجهة نظر عن سبب نجاح عدد غير مسبوق من حزب جبهة العمل الإسلامي في الانتخابات البرلمانية في الأردن

مروان حبش- فينكس
نجاح عدد غير مسبوق من حزب جبهة العمل الإسلامي في الانتخابات البرلمانية الأردنية يعود إلى عدة عوامل رئيسية متداخلة تشمل السياق المحلي، السياسي، والاجتماعي في الأردن، بالإضافة إلى الظروف الإقليمية والدولية. يمكن تقسيم هذه الأسباب إلى جوانب سياسية واجتماعية داخلية وخارجية:

اولا- الحرب على غزة بقيادة حماس قد تؤثر بشكل غير مباشر على نتائج الانتخابات البرلمانية في الأردن، بما في ذلك نجاح *حزب جبهة العمل الإسلامي*، الذراع السياسي لجماعة الإخوان المسلمين في الأردن.
فيما يلي بعض العوامل التي يمكن أن تربط بين الأحداث في غزة وبين أداء الحزب في الانتخابات:
١-. التضامن الشعبي: الحرب على غزة غالبًا ما تثير مشاعر التضامن بين الشعب الأردني مع الفلسطينيين، وخاصةً بسبب الروابط التاريخية والجغرافية. حزب جبهة العمل الإسلامي يعتمد بشكل كبير على الدعم الشعبي للقضية الفلسطينية، وبالتالي قد تزيد الحرب من تعاطف الناخبين مع مواقفه التي تركز على دعم المقاومة الفلسطينية.
٢- استغلال الحدث للتعبئة السياسية: الحزب قد يستفيد من استغلال الأحداث الجارية في غزة كوسيلة للتعبئة الشعبية، حيث يمكنه تقديم نفسه على أنه المدافع عن القضية الفلسطينية ومقاومة الاحتلال الإسرائيلي، مما قد يزيد من قاعدته الشعبية.
٣-الخطاب السياسي
مواقف الحزب تجاه القضية الفلسطينية تعزز مصداقيته في أعين الناخبين الذين يربطون بين موقفه الإسلامي والسياسي الداعم للمقاومة، وخاصةً في ظل الظروف التي تجري فيها الانتخابات. الحرب قد تجعل هذه المواقف أكثر بروزًا وتأثيرًا في توجيه الرأي العام.
٤- ضغط الشارع الأردني: الموقف الأردني الشعبي عادة ما يكون حساسًا تجاه الأزمات الفلسطينية، وقد تخلق الحرب في غزة ضغوطا على الحكومة الأردنية بسبب تزايد الغضب الشعبي، مما قد يؤثر على تفضيلات الناخبين ويدفعهم نحو الأحزاب المعارضة مثل جبهة العمل الإسلامي.
بالمجمل، قد لا تكون الحرب في غزة العامل الوحيد الذي يحدد نجاح حزب جبهة العمل الإسلامي، لكنها تلعب دورًا في تشكيل البيئة السياسية العامة التي تؤثر على مواقف الناخبين واختياراتهم. فهناك:
١-السياق السياسي المحلي:
- التغيير في قانون الانتخاب: في بعض الفترات، شهدت قوانين الانتخابات في الأردن تعديلات متكررة بهدف تقليص تمثيل الأحزاب السياسية المعارضة، وخصوصًا جبهة العمل الإسلامي. ومع ذلك، شهدت بعض الانتخابات تحسينات أو تغيرات في القوانين سمحت بزيادة فرص الأحزاب، ومنها جبهة العمل الإسلامي، لتحقيق نتائج أكبر في الانتخابات.
- الدور الفعّال للحزب: حزب جبهة العمل الإسلامي يعتبر الجناح السياسي لـ"جماعة الإخوان المسلمين" في الأردن، وله تأثير كبير في المجتمع الأردني، حيث يتمتع بقاعدة شعبية كبيرة، ويستند إلى شبكة قوية من الأنشطة الخيرية والاجتماعية التي تعزز الثقة به لدى شرائح واسعة من المجتمع.
- القدرة التنظيمية: الحزب يتميز بتنظيم داخلي محكم، وقدرته على حشد التأييد الجماهيري كانت من العوامل المهمة في نجاحه في الانتخابات. الحزب لديه خبرة طويلة في العمل السياسي والمشاركة في الانتخابات، مما مكنه من الاستفادة من فرص التحالفات والتعبئة الانتخابية بفعالية.
٣- الوضع الاقتصادي والاجتماعي:
- الأزمة الاقتصادية والبطالة: في ظل التحديات الاقتصادية التي واجهها الأردن مثل البطالة، الفقر، وارتفاع تكاليف المعيشة، قدم الحزب نفسه كبديل سياسي قادر على تحسين الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، مما جذب قطاعاً كبيراً من الناخبين الذين يبحثون عن تغيير في السياسات الاقتصادية.
- الثقة في نظافة الحزب: العديد من المواطنين الأردنيين ينظرون إلى جبهة العمل الإسلامي على أنها بعيدة عن الفساد، مما يزيد من جاذبيتها في سياق يتسم بعدم الرضا عن النخب السياسية التقليدية المتهمة بالفساد وعدم الفاعلية.
٣- السياق الإقليمي والدولي:
- دور الحركات الإسلامية في المنطقة: الحركات الإسلامية، بما في ذلك جبهة العمل الإسلامي، استفادت من التحولات السياسية التي شهدتها المنطقة العربية منذ بداية ما يسمى "الربيع العربي". الثورات والاحتجاجات في عدد من الدول العربية أعطت دفعة للحركات التي تتبنى خطابًا إسلاميًا وتحمل طموحات سياسية ترتبط بالإصلاح والتغيير. 
- الوضع السياسي الإقليمي: بعض الأحداث الإقليمية مثل الحرب في سوريا، والاضطرابات في العراق، والانقسام الفلسطيني-الإسرائيلي، دفعت العديد من الناخبين إلى تبني توجهات سياسية مرتبطة بالهوية الإسلامية، معتقدين أن هذه الأحزاب الإسلامية قادرة على تقديم حلول شاملة لأزمات المنطقة.
٤- استراتيجية الحزب في الانتخابات:
- تقديم مرشحين متنوعين: جبهة العمل الإسلامي كانت قادرة على تقديم مرشحين من مختلف الخلفيات الاجتماعية والمناطق الجغرافية، مما ساعدها في جذب تأييد أوسع من الناخبين.
- الخطاب المعتدل: تبنى الحزب خطابًا سياسيًا معتدلاً، وركز على القضايا الوطنية والمحلية دون تبني مواقف متطرفة، مما عزز قبوله لدى فئات أوسع من الناخبين، بما في ذلك الطبقات المتوسطة والفقيرة.
انعكاس هذا النجاح على الشارع العربي
نجاح جبهة العمل الإسلامي في الانتخابات الأردنية له انعكاسات متعددة على الشارع العربي:
١- تعزيز دور الحركات الإسلامية في السياسة العربية:
- نجاح جبهة العمل الإسلامي في الأردن قد يشجع الحركات الإسلامية في دول عربية أخرى على تعزيز دورها في المشهد السياسي، ويظهر أن هذه الحركات يمكن أن تكون جزءًا من العملية الديمقراطية بشكل ناجح دون اللجوء للعنف أو التطرف.
- قد يساهم هذا النجاح في تجديد الأمل لدى التيارات الإسلامية الأخرى في العالم العربي التي تعرضت للاضطهاد أو تم تهميشها من قبل الأنظمة الحاكمة.
٢- تأثير على سياسات الحكومات العربية:
- الحكومات العربية قد ترى في نجاح جبهة العمل الإسلامي تحذيرًا من أن التيارات الإسلامية لا تزال قادرة على جذب الدعم الشعبي إذا لم يتم معالجة الأزمات الاقتصادية والاجتماعية. قد يدفع هذا الأنظمة إلى تبني سياسات أكثر انفتاحًا أو استجابة لمطالب الإصلاح السياسي.
- قد يشجع هذا النجاح أيضًا الدول العربية على تحسين سياساتها الانتخابية لتجنب إعطاء التيارات الإسلامية مزيدًا من الزخم.
٣- الأمل في التغيير والإصلاح:
- الشارع العربي، وخصوصًا في الدول التي تعاني من الفقر والبطالة، قد يرى في هذا النجاح بارقة أمل في إمكانية التغيير الديمقراطي دون اللجوء إلى العنف أو الثورات. نجاح الأحزاب الإسلامية في الانتخابات يعزز الثقة في العملية الديمقراطية حتى في ظل الظروف الصعبة.
٤- زيادة التفاعل مع القضايا القومية والدينية:
- هذا النجاح قد يعزز التوجهات التي تدعو إلى ربط السياسات الوطنية بالقضايا القومية والدينية، مثل القضية الفلسطينية أو حماية الهوية الإسلامية في ظل التدخلات الأجنبية والسياسات الغربية.
وختاما 
يعد نجاح حزب جبهة العمل الإسلامي في الانتخابات البرلمانية الأردنية نتيجة طبيعية لمزيج من العوامل الداخلية والخارجية التي ساعدت في تكوين قاعدة شعبية واسعة له. هذا النجاح يسلط الضوء على أهمية الحركات الإسلامية في المشهد السياسي العربي، وقد يدفع المزيد من الدول والحكومات إلى إعادة تقييم سياساتها تجاه هذه الحركات. كما أن الشارع العربي قد يتأثر بهذا النجاح في اتجاه تعزيز مطالب الإصلاح السياسي والاقتصادي، وفتح المجال أمام الحركات الإسلامية المعتدلة للعب دور أكبر في الحكم. 
وجهة نظر عن سبب نجاح عدد غير مسبوق من حزب جبهة العمل الإسلامي في الانتخابات البرلمانية في الأردن
كأنّ الغرب الأوربي الأمريكي بصدد فرض طبعة جديدة مزيدة ومنقحة من مؤامرة "الربيع العربي"؟
محاولات لتدبير انقلاب في أنغولا.. هذه هي الرواية كاملة
حوار في الجيوبوليتيك.. مقاربات كمال خلف الطويل
حوار المناضل والكاتب السياسي عدنان بدر حلو مع مجلة الهدف
الفلسطينيون والخلل في نهج المقاومة وفي المفاوضات
لماذا حدثت انقلابات خمسينات القرن الماضي؟
دراسة لصلاح جديد حول مشروع الوحدة المقترحة بين العراق وسورية 1979
لمناسبة الذكرى المئوية لتأسيس الحزب الشيوعي السوري.. منظمة كفربو- كيف سقينا السنديانة الحمراء
قسد تسقي "اسرائيل".. والحكسة تموت عطشاً!
حول المسألة الكردية
التعبئة والفساد.. اوكرانيا تحكمها عصابات
حوار تحليلي معمق مع الدكتور حسن أحمد حسن.. إعداد محمد أبو الجدايل
حركة هواش بن اسماعيل خيربك ١٨٤٦-١٨٩٦ م
حوارات السوريين.. بين مؤيدين للدولة ومعارضين لها