كــــــلــــمة و رؤيــــــــا

كلمة د. ابراهيم معروف في إحياء ذكرى علي بن عقيل

كلمتي التي أذيعت في الندوة التي نظمت اليوم في مركز تريم للدراسات والنشر (حضرموت - اليمن) إحياءً لذكرى الرفيق المرحوم علي عقيل، عضو القيادة القومية للحزب قبل انقلاب 1970:
كلمة المهندس ابراهيم معروف عضو قيادة حزب البعث الديمقراطي الاشتراكي العربي:
أيها الحفل الكريم
السلام عليكم ورحمة الله
أحييكم باسمي وباسم رفاقي في حزب البعث الديمقراطي الاشتراكي العربي، وأشكر الهيئة الفاضلة التي تنظم هذا اللقاء، إحياءً لذكرى الرفيق المرحوم علي بن عقيل، أحد الذين شاركوا في قيادة النضال من أجل تحرر ووحدة وتقدم الأمة العربية.
لقد كان للرفيق أبي العباس شرف المشاركة باتخاذ قرارات هامة مثل:
- اعتماد استرتيجية حرب التحرير الشعبية لتحرير الأرض العربية المحتلة
- مشاركة الطيران العربي السوري بفك الحصار عن صنعاء الذي هدد يومها مصير الجمهورية في اليمن العزيز.
لم يكتف الرفيق أبو العباس ورفاقه في قيادة الحزب، باتخاذ القرارات الخطيرة، بل تقدموا الصفوف في الميدان، وشاركوا فعلياً بتنفيذ هذه القرارات، وخاضوا المعارك المسلحة المباشرة في الجولان وجنوب لبنان وأغوار الأردن. وكانت مشاركة الرفيق أبو العباس في معارك العرقوب إلى جانب الشهيد الأخضر العربي مثالاً ناصعاً على ذلك، كما كان له دور كبير في الإشراف المباشر على الجسر الجوي الذي نفذه الطيران العربي السوري لفك الحصار السبعيني عن صنعاء.
وعلى الرغم من الجهود المضنية، والتضحيات الجسيمة، فإن تلك المرحلة المضيئة لم تستمر، فقد كان لمكر الزمان كلمته، فخرج من بين الصفوف من غدر برفاقه، وخان العهد.
أتذكر لقاء جمعنا عام 1986 في باريس، أثناء رحلتك العلاجية، وشاركنا اللقاء يومها الرفيق محمد عواضة أبو خطار، يومها عبّرت بصدق وعمق عن مأسي الأمة والتحديات الكبيرة التي تواجهها، وتحدثت عما أصابها من وهن، ناتج عما صغتَه في بيت من الشعر:
يلهو بقومي وأوطاني سماسرة تروج الشك والتدليس والخُدُعَا
وكان رأيك أننا بأمس الحاجة لفكر علمي، يشكل دليلاً للعمل، وسلاحاً لمواجهة أمواج التضليل والتزييف العاتية التي تعصف بالأمة.
ماذا أخبرك أيها الرفيق عن رفاقك والشام؟
رفاقك في القيادة رحلوا.
فبعد أكثر من عشرين سنة من الاعتقال بدون أي تهمة خرجوا مثقلين بالتعب والمرض، ولم يلبثوا طويلاً فرحلوا عن دنيانا، وكان في مقدمة الراحلين الرفيق الدكتور نور الدين الأتاسي رئيس الدولة والأمين العام للحزب بينما اغتيل في السجن، غدراً وخسة، الرفيق اللواء صلاح جديد الأمين العام المساعد للحزب.
أما بردى فهو حزين اليوم أيها الرفيق
فعاصمة بلاد الشام ابتليت بالطغيان والفساد من جهة، ومن تدخل وتكالب القوى الاستعمارية وأدواتها من جهة ثانية.
وعلى الرغم من تردي أوضاع الأمة، وقتامة الصورة، إلّا أن حيوية الأمة أكبر، وستبقى راية النضال العربي مرفوعة، وها هو شعبنا العربي الفلسطيني المقاوم يرسم بنضاله وتضحياته طريق الخروج والخلاص، ويؤسس لنهوض جديد لا بد أنه آتٍ.
الرحمة والسلام لروحك ولأرواح شهداء ومناضلي الأمة
والنصر لإرادة الشعوب المناضلة.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
04/05/2024

المهندس ابراهيم معروف عضو قيادة البعث الديمقراطي