كــــــلــــمة و رؤيــــــــا

هيكل سليمان- انهيار الخرافة ح3

لطفي السومي- فينكس:

 في هذه الحلقة الثالثة والأخيرة ننتقل من العالم الخرافي الذي تحدثنا عنه الكتب المقدسة وخاصة التناخ الى عالم الواقع الذي كشف عنه علم الآثار والدراسات التوراتية الحديثة كما أسلفنا، وأننا سوف نذهل أمام تدني هذا الواقع بالمقارنة بما يقدمه التناخ (التوراة باللغة الدارجة) حيث ينقلنا هذا الواقع من عصر ذهبي تزينه القصور والهيكل الذي ظل لما ينوف عن الألفي سنة واسطة العقد الفريد التي دابت خيالات المفكرين وعلى رأسهم نيوتن والفنانين وعلى رأسهم مايكل أنجلو، ناهيك عن الملايين بل والمليارات من المؤمنين من المتدينين في الديانات المختلفة وخاصة اليهود والمسيحيين والكثير من المسلمين وغيرهم.
ومن أجل أن لا يبدو أننا نجدف على هؤلاء الملوك التوراتيين العظام، فإننا سنلجأ الى شهادات علماء الاثار وعلماء الدراسات التوراتية، ومن بينهم عدد مهم بل ورائد من العلماء الإسرائيليين واليهود الأمريكيين وغيرهم فيما يلي:هيكل سليمان للطفي السومي
1. تقول عالمة الاثار الهولندية مارغريت شتاينر، والتي قامت بدراسة ونشر نتائج حفريات عالمة الأثار البريطانية الرائدة "كاثلين كينيون" (في اثناء الحفريات الكثيرة التي جرت في أورشليم وحولها، لم يعثر على أي اثر لمدينة محصنة، لا أسوار كبيرة ولا بيوت ولا حتى قطع من آوان فخارية سائبة، إلّا ما ندر في الحشوات اللاحقة وطبقات الأنقاض الكثيرة، ويبدو أنه لا يمكنني الاستنتاج أنه لم تقم مدينة في أورشليم في أثناء فترة رسائل العمارنة، ومن الناحية الأثرية لم تكن أورشليم ببساطة مأهولة أثناء العصر البرونزي المتأخر، يبدو لي هذا واحدا من الأمثلة الكثيرة التي يبدو فيها أن النصوص التوراتية وعلم الآثار يناقض و أحدهما الآخر). 
2. بينما يقول عالم الدراسات التوراتية الأهم، الأمريكي المقيم في كوبنهاغن (إن حجم أورشليم لا يدل على صفة المدينة الكبرى حتى النصف الثاني من القرن السابع ق. م ومن الواضح أن أورشليم خرافات دَاوُدَ وسليمان لا تلقى دعماً تاريخياً). كما يقول أيضاً (و لا يتوافر دليل على وجود ملوك يدعون شاؤل أو دَاوُدَ أو سليمان ولا نملك دليلاً على وجود هيكل في أورشليم في هذه الفترة).
3. كما يقول عالم الآثار الإسرائيلي زائيف هيرتزوغ من جامعة بار ايلان في تل أبيب (تصبح الصورة أكثر تعقيداً على ضوء الحفريات في أورشليم والمفترض أنها عاصمة المملكة الموحدة، حيث لم توجد بقايا لأبنية، فقط القليل من قطع الفخار من مراحل سابقة أو لاحقة، ولقد أصبح واضحاً أن أورشليم في المرحلة المفترضة لداوُد وسليمان لم تكن في أحسن الحالات أكثر من مدينة صغيرة لا يمكن أن تكون عاصمة لإمبراطورية... وبذلك فان مملكة دَاوُدَ وسليمان العظيمة الموحدة هي عبارة عن مغالطة تاريخية). 
4. كما يقول رئيس قسم الآثار في جامعة تل أبيب إسرائيل فنكلشتاين (لقد نقبت مدينة أورشليم مرة بعد مرة مع التركيز في السبعينات والثمانينات على البحث عن آثار المدينة العائدة للعصر البرونزي والعصر الحديدي تحت إشراف "ييغال شيلوح" من الجامعة العبرية في مدينة دَاوُدَ اللب الحضري الأصلي لأورشليم . الأمر المفاجئ والمدهش كما أشار اليه عالم آثار جامعة تل أبيب "ديفيد اوسيشكن" إن العمل الميداني أخفق في تزويد دليل هام على أن المدينة آهلة بالسكّان في القرن العاشر ق. م، ولم توجد بقايا أثرية حتى لقطع فخار بسيطة). كما يقول أيضاً (كانت الملحمة المجيدة للحكم الملكي المتحد "عهد شاؤل وداود وسليمان" مثلها مثل قصص الآباء "ابراهيم واسحق ويعقوب" وقصص الخروج الجماعي "من مصر" وقصص غزو كنعان تأليفاً رائعاً نسج من حكايات وأساطير بطولية قديمة أدمجت مع نبوءات متماسكة ومقنعة لشعب اسرائيل في القرن السابع ق. م.).
نكتفي بهذا القدر من الاقتباسات الكثيرة التي تثبت أن أورشليم لم تكن مأهولة في القرن العاشر ق. م أي مرحلة دَاوُدَ وسليمان، وبالتالي فلا الهيكل ولا بانيه كان لهم وجود تاريخي.
أرجو أن أكون قد وفقت حتى بالحد الأدنى لإثبات سقوط الخرافات التوراتية وضرورة التمسك بعرًى العلم الذي يخرجنا من غياهب الخرافات الى نور العلم والمعرفة.
شكر خاص للصديقة لورا عدرا التي صممت الصورة المرفقة.
روابط ذات صاة

هيكل سليمان- انهيار الخرافة ح1

هيكل سليمان- انهيار الخرافة ح2

 
وجهة نظر عن سبب نجاح عدد غير مسبوق من حزب جبهة العمل الإسلامي في الانتخابات البرلمانية في الأردن
كأنّ الغرب الأوربي الأمريكي بصدد فرض طبعة جديدة مزيدة ومنقحة من مؤامرة "الربيع العربي"؟
محاولات لتدبير انقلاب في أنغولا.. هذه هي الرواية كاملة
حوار في الجيوبوليتيك.. مقاربات كمال خلف الطويل
حوار المناضل والكاتب السياسي عدنان بدر حلو مع مجلة الهدف
الفلسطينيون والخلل في نهج المقاومة وفي المفاوضات
لماذا حدثت انقلابات خمسينات القرن الماضي؟
دراسة لصلاح جديد حول مشروع الوحدة المقترحة بين العراق وسورية 1979
لمناسبة الذكرى المئوية لتأسيس الحزب الشيوعي السوري.. منظمة كفربو- كيف سقينا السنديانة الحمراء
قسد تسقي "اسرائيل".. والحكسة تموت عطشاً!
حول المسألة الكردية
التعبئة والفساد.. اوكرانيا تحكمها عصابات
حوار تحليلي معمق مع الدكتور حسن أحمد حسن.. إعداد محمد أبو الجدايل
حركة هواش بن اسماعيل خيربك ١٨٤٦-١٨٩٦ م
حوارات السوريين.. بين مؤيدين للدولة ومعارضين لها