كــــــلــــمة و رؤيــــــــا

ربع مدعوم ..

 مفيد عيسى أحمد - فينكس:

أوقعنا قرار الحكومة الأخير القاضي برفع الدعم عن شرائح من المواطنين في (حيص بيص)، فقد قسّم هذا القرار المواطنين إلى فئتين: مدعوم و غير مدعوم.

القاصي والداني والغائب والحاضر، عرف أنّ "غير المدعوم" هو من عليه شراء المواد التي كان يحصل عليها بسعر الدعم المحدد من قبل الحكومة بسعر السوق. أمّا "المدعوم" فعنده المفارقة، فالمتعارف عليه أن "المدعوم" هو "المسنود بأصحاب النفوذ" وهو كيفما ألقيته يقع واقفاً، لا بل في الغالب لا تهزّه ريح ولا يقع.

"المدعوم" الآخر والذي حددته الحكومة، هو من لا يزال يتمتّع بتلك النعمة التي تمنحه إياها بالحصول على تلك المواد بسعر الدعم، وهو من نسمة خفيفة "يقع من طوله" و لن يقف ثانيةً إلا ببراغي وقضبان وصفائح معدنية، يعني هو "المدعوم " بلقمة العيش. هذا الخلط سبّب لـ "المدعوم - المسنود" أزمة نفسية، فكيف يوضع مع المدعوم بلقمة العيش، ذلك الذي بالكاد يستطيع تأمين قوت يومه في خانة واحدة، فليس من اللباقة و الاحترام و لا من المنطق فعل ذلك!؟.

في المقابل، انتابت المدعوم حالة نفسية، تصيب عادة الفئات المميزة في المجتمع، فنفخ أوداجه، وصار يمشي بخيلاء، ويرد السلام تمتمةً (من روس شفايفه)، وأحياناً لا يرده، لكنه بعد فترة لم يلبث أن تراخى تواضعاً وعاد تقريباً إلى حالته الطبيعية بعدما اكتشف أنه لا يفرق عن غير المدعوم كثيراً.

فإذا كان يحتاج إلى أسطوانة غاز كل شهر، ولا يحصل إلا على واحدة بسعر الدعم كل /٤/ أشهر، وإذا كان بحاجة إلى برميلي مازوت تدفئة في الشتاء، ويحصل على /١٠٠/ ليتر فقط بسعر الدعم أو /٥٠/ ليتراً أو لا شيء في بعض الحالات، وإذا كان توزيع المواد الغذائية المقننة المدعومة غير منتظم، وكل هذه المواد يضطر لشرائها بسعر السوق لسد حاجته لها، ووفق ذلك وبحساب بسيط نجد أنه ربع مدعوم، فهو يحصل على ربع حاجته بسعر الدعم، والثلاثة أرباع الباقية بسعر السوق.

تبقى الحالة النفسية "للمدعوم - المسنود" بحاجة إلى حل، وهذا الأمر برسم الحكومة، فعليها إيجاد مصطلح يفرق بين الحالتين، ويمكنها الاستعانة بمجمع اللغة العربية في سبيل ذلك، أو اللجوء إلى أحد كتاب الدراما، أو إلى إحدى الحارات الشعبية حيث نجد من هم بارعون في استنباط المصطلحات الخاصة بكل ما يعانون منه.