كــــــلــــمة و رؤيــــــــا

التجييش ومحاولة النيل من الحالة الوطنية وسيلة و غاية..

فينكس: 

سمتان أساسيتان برزتا فيما سمي "مظاهرات" السويداء هما: التجييش والعمل خارج إطار الهوية الوطنية؛ للنيل من هذه الهوية. 

فمن يرى المشاهد التي نقلتها بعض القنوات المغرضة، سيلاحظ ذلك بالتأكيد، فـ"المتظاهرون" يتعمدون التجييش وإثارة ما يسمى بـ "الحمية" بشكل بعيد كل البعد عما يدعون أنه مطالب محقة بشأن المعيشة وتحسين الخدمات والوضع الاقتصادي، وذلك من خلال شعارات وهتافات لا علاقة لها بهذه المطالب، ودافعهم لذلك هو محاولة استقتطاب أعداد أكبر للمشاركة معهم، حيث أن عددهم لا يتجاوز العشرات.

الطابع الآخر والأخطر لما يجري هو العمل على نسف الهوية الوطنية وذلك باستخدام رموز لا تمت لها بصلة، وقد ظهر ذلك جلياً من خلال رفع علم الألوان المتعددة والذي كان علماً لـ "دويلة" جبل العرب التي أحدثها الاحتلال الفرنسي بتقسيم سورية إلى خمس دويلات، إن رفع هذا العلم يدل بوضوح على تبني حالة ماضوية منافية للوطنية وصنيعة الاستعمار والعمل على استحضارها، وهي حالة التقسيم، وفي حال كان هذا العلم رمزاً لأمر آخر فهذا يدل على ازدواجية الانتماء على الأقل لمن يرفعه، وقد يكون خطوة أولى لرفعه منفرداً، وهذا أمر بمنتهى الخطورة.

 رفع العلم غير الوطني يحيلنا إلى ما جرى في لبنان، حيث عمدت قئات لبنانية على رفع أعلامها الخاصة، هذه الفئات معروفة بمشاريعها وأهدلفها الانفصالية، ويبدو ما جرى في السويداء هواستنساخ لما جرى في الشارع اللبناني، وهذا لن يؤدي إلى أية نتيجة إيجابية، ولا يمكن فهمه في سياق المطالب الحقيقية المنسجمة مع الحالة الوطنية، بل كتمهيد لطروحات قادمة بمنتهى الخطورة.

 يبقى أهلنا في جبل العرب رمزاً للوطنية الجامعة، ولن ينال من هذا الرمز القلة القليلة.