كــــــلــــمة و رؤيــــــــا

فينكس من الفكرة إلى العلامة المعروفة.. المساهمة في تكوين رؤية وطنية و معرفية حقيقية

مفيد عيسى أحمد:

في غمرة الاحتفال بإطلاق النسخة الجديدة من جريدة فينكس الالكترونية، رجعت بي الذاكرة إلى لحظات البدء بإحداث هذه الجريدة، منذ التفكير بذلك إلى المبادرة لجعل الفكرة واقعاً، حيث بدأ الأستاذ أبي حسن بخطوات العمل على تجسيد فكرته.

لم يكن للإعلام الالكتروني الدور الذي له الآن، حيث لم يكن ينظر إليه على أنه يوازي أو بثقل الاعلام الورقي حينها، لذلك اعتبرت ما أقدم عليه الأستاذ أبي ضرباً من المغامرة، من صحفي يكتب في الدوريات المحلية و العربية و له اسمه في ذلك، هذه المغامرة التي أضمرت في رأيي انكفاءً لم أجده مناسباً في ذلك الوقت.

عايشت مسيرة و ظروف جريدة فينكس لحظة بلحظة، و كنت و ما زلت من كوادرها، لذلك أعرف الظروف و الصعوبات التي مرت بها، و مع ذلك كان عند مؤسسها ما يكفي من الإصرار و العزيمة ليستمر، و ليكرس مشروعه الإعلامي بدأب و دون كلل. رأيت كيف كان  يحرر الجريدة غالباً بمفرده، و سعيه ليكون لها موقعاً في النسق الاعلامي المعروف، و هواجسه التي لم تكن تغادره ليحقق ما يريد.

منذ البداية كان لفينكس خطاً وطنياً لم تتخل عنها، و كان هاجس الجريدة المساهمة في تكوين رؤية وطنية و معرفية حقيقية، و ما زال هذا الخط  سبيلاً و هذه الرؤية هدفاً و غاية، لذلك تم إتخاذ شعار (كلمة و رؤيا) هذا الشعار الذي يجعل من الكلمة أداة و سبيلاً للرؤيا، و الكلمة هنا لا تكون بمفردها مجردة، فهي تتآزر مع الصورة، اللقطة، و مع المشهد، فالعلائقية بين الصورة و الكلمة معروفة، تختصرها مقولة: "الصورة تساوي عشرة آلاف كلمة".

نضجت فينكس الآن، و صار للإعلام الالكتروني دور يوازي الورقي، لا بل فاقه أهميةً، في ظل انتشار أجهزة الاتصال الحديثة كالهواتف الذكية، التي تتيح لحاملها القراءة و التصفح، و أجهزة الكومبيوتر المحمول. و كون الاعلام الكتروني أكثر قدرة على تحقيق معادلة الاعلام التفاعلي، و أسرع في نشر الخبر و المادة الاعلامية، حيث لا تمر المواد في مرحلة الطباعة.

إضافة لمزايا أخرى تتعلق بتوظيف الصورة و المؤثرات الأخرى في سياق المادة الاعلامية، أو بشكل مستقل، و خاصة الحيوية منها، أي المشهدية.

كان حفل الافتتاح للنسخة الجديدة، ثمرة و نتاجاً لجهود عشر سنوات مضت، عشر سنوات جلها كان مريراً بفعل ظروف الحرب القذرة التي شنتها قوى و مكونات الظلام على سورية، لكن رغم المرارة لم و لن يتوقف العمل في أي من مجالات الحياة و النشاط بكل وجوهه في سورية، و كان للإعلام الوطني دور و حضور هام فيما جرى و يجري، حيث واجه الاعلام الباغي و المضلل، و كانت فينكس ممن تصدى لذلك.

حفل الافتتاح للنسخة الجديدة، حمّل فينكس مسؤولية إضافية هي "قدها" و أكثر، فقد أصبح اسم فينكس و شعارها علامة معروفة  في المهنية و الوثوقية، سنعمل على أن تبقى كذلك، مع حرصنا على التطور الدائم.