كــــــلــــمة و رؤيــــــــا

بشار الجعفري سفير الكبرياء والإرادة والكرامة الوطنية

سدد الدكتور بشار الجعفري, ممثل سوريا الدائم في هيئة الأمم المتحدة, خلال يومين, ضربتي جزاء مزقتا شباك مرمى  غطرسة أعداء سوريا, على الملأ وفي ملعب أعلى هيئة سياسية دولية.

إذ سجل الدكتور الجعفري, وللمرة الثانية على التوالي خلال يومين، موقفاً تاريخياً غير مسبوق لسوريا وحلفائها, في مرمى أعدائها,.. ففي المرة الأولى وصف, في المجلس المذكور, الأعداء التاريخيين لوطنه بـ(جوقة المنافقين), موجهاً كلامه إليهم مباشرةً (الولايات المتحدة الأمريكية, فرنسا, بريطانيا.. الخ), مقتبساً عن الأديب الروسي الكبير دوستويوفسكي:

"فلتطمئنوا إنّ الجحيم يتسع للجميع.. الأمرُ لا يستحق كل هذه المنافسةِ الشرسة بينكم على من سيكون الأسوأ.."..

وطبعاً, اقتباس السيد الجعفري, لا يحتاج إلى أي تفسير, و كان أكثر من موفق فيه, ولا يوزايه شيء سوى الانتصارات التي يحققها بواسل الجيش العربي السوري في ساح الوغى والقتال, إلى درجة أن الكثير من السوريين, أخذ اقتباسه ووضعه كـ"مانشيت" عبر صفحات مواقع التواصل الاجتماعي.

وعندما هددت السيدة نيكي هايلي, مندوبة الولايات المتحدة في هيئة الأمم المتحدة, سوريا بعمل عسكري, وذلك في جلسة أمس 24 شباط 2018.. وجّه إليها الدكتور الجعفري, وبكل هدوء ورزانة ورصانة وجرأة وكبرياء وثقة, تهديداً مباشراً, توعّد فيه بضرب القوات الأمريكية المحتلة والانتصار عليها في سوريا..

التهديد الذي وجهه الدكتور الجعفري, يمثّل كبرياء شرفاء السوريين ومناضليهم, لا بل وكل المستضعفين في العالم, وكل المتضررين من العنجهية والسلبطة والبلطجة التي تمارسها الولايات المتحدة الأمريكية على مستوى العالم, وبالآتي, فإنّ تهديد الجعفري فيه إذلال للهيبة الأمريكية وسقوط فاضح وواضح لعالم القطب الواحد وغطرسته.

سبق أن شهدت جلسات الأمم المتحدة, عبر تاريخها, موقفاً للزعيم السوفيتي "نيكيتا خروتشوف", خلال دورة عادية للجمعية العامة للأمم المتحدة بتاريخ 12 اكتوبر 1960, ذلك عندما رفع حذاءه ولوّح به ثم ضرب به الطاولة أمامه, وهو في حالة عصبية لا يحسد عليها, على خلفية أزمة خليج الخنازير في كوبا.

الموقف سابق الذكر للزعيم السوفييتي, هلل له شيوعيو العالم, سنتذاك, والشيوعيون ذاتهم, سيعودون, بعد مضي عقود عليه, وينتقدونه معتبرين تصرف "رفيقهم" السابق, تصرفاً أرعناً وأحمق, ولا يمت للدبلوماسية بصلة.

في حين, موقف الدكتور بشار الجعفري, وردّه الرصين والرزين والجريء لا بل والمزلزل بتحديه وهدوئه, سيخلده التاريخ بكلمات حبرها الكرامة وورقها الكبرياء ومعناها إرادة الانتصار والوفاء لدماء الشهداء.

موقف الجعفري, الغني عن التعريف, يليق به أن يدرّس في أرقى كليّات العالم, المختصة بالعلوم السياسية والدبلوماسية.. وقبل كلّ شيء, هو موقف سيخلده التاريخ بوصفه سفيراً للكبرياء والكرامة لا السوريتين فحسب بل على مستوى الإنسانية أجمع وفي كل زمان ومكان.

رئيس التحرير