كــــــلــــمة و رؤيــــــــا

في ذكرى تأسيس البعث

نصر شمالي

 في هذا اليوم 7 نيسان /إبريل، في ذكرى تأسيس حزب البعث في دمشق عام 1947، أقول:
لقد انطلقت الأحزاب عمومآ في بداياتها، وفي اجتهاداتها المختلفة، كمحاولات مخلصة للنهوض بالأمة، ولكن، لقد فعل بها الورثة ما فعله ورثة الأديان بالأديان! ومأساة حزب البعث في مصيره هي مأساة الأحزاب الأخرى عمومآ في مصيرها، وإنً "الشماتة" هنا هي ضرب من قصر النظر والسطحية إن لم نقل أكثر! فما حلً بالأحزاب بمجملها من كوارث هو بالضبط ما حلً بالأمة العربية عمومآ من كوارث، وإنً إخضاع الأحزاب لمصالح الاستبداد هو بالضبط إخضاع الأمة لمصالح الاستبداد! وهكذا فإن الشاتمين إنما يشتمون أنفسهم عندما يشتمون الأحزاب، سواء انخرطوا في صفوفها أم لم ينخرطوا، فالمطلوب هو النقد لا الشتم، وإن الشامتين بمصيرها إنما يشمتون بأنفسهم أو بأمتهم، وهذا مدعاة للسخرية حقآ! وإن ما ينبغي هو قراءة مأساة الأحزاب كقراءة نقدية في مأساة الأمة، وهذا ما يفعله العقلاء المنصفون، الصادقون، المخلصون لأمتهم.
******
قول على قول..
----
يا صديقي الطيب.. بتاريخ ١٦-١١-١٩٧٠ كنت في زنزانة إنفرادية في سجن المزة، على البلاط وأتوسد حذائي..
وكنت قد تحدثت في مؤتمر الحزب القومي قبل أيام من سجني حديثاً لم يعجب البعض، وذاك كان ذنبي!
وقد قررت، في الزنزانة، أنني لن أكون بعد اليوم حزبياً منظما في أحوال عامة كهذه، لكنني سأبقى ما حييت أدافع عن المشروع القومي لحزب البعث..
وقررت أن لا أهاجر لأعيش خارج سورية أبداً، بل سأبقى فيها: في البيت أو في السجن، أو في القبر..
وقد التزمت تماماً بقراري حتى هذه اللحظة..