كــــــلــــمة و رؤيــــــــا

إلى حضرة الشيخ بشّار طه المحترم

عيسى ابراهيم

إلى حضرة الشيخ بشّار طه المحترم:
- نحن معاً أبناء مدينة جبله، في بداية 2011 ثار قسم منها ضد النظام السابق، ولم تَثُر كلها، ولكلٍ اعتباراته في ذلك.
وأنا كنت من هؤلاء المُنتفضين، كما بعض سنة المدينة، وليس كلهم.
هذه المدينة بقسمها السني، كان منها في عهد الأسد الأب والابن حصة كبيرة جداً، لا تتناسب البّتّة مع المساحة والعدد، في مناصب الدولة العامة ومسؤولي ادارات عامة وأعضاء بلديات ورؤساء بلديات ووزراء ونواب في مجلس الوزارء وزراء ونواب رئيس الوزراء ومسؤولين أمنيين كبار وكذلك مخبرين….. الخ.
طبعاً أصبح ممجوجاً القول "مساعد علوي يأمرهم"!
وعلى قاعدة الولاء للنظام التي تجمعهم مع الأسد الأب والابن ومع علويين ومسيحيين ومرشديين واسماعيليين… الخ.
أخرين وعلى نفس قاعدة الولاء لا الانتماء الفئوي.
عند قيام الثورة حاول نظام الأسد الابن خلق فتنة طائفية كادت أن تُحدِث عمليات اقتتال بين السنة والعلويين في جبله، حيث نشر أتباعه بكلا الجانبين السني والعلوي، أخبار مفادها أن هناك استعدادات عسكرية من المقلب الأخر.. الخ.
عندها تعاونت مع عائلات أحترمها وأعرفها لتفادي ذلك، ولا أنسى ما حييت عندما ركنت سيارتي في أول حي العمارة من جهة الفوّار "إثر اتصال بيني وبين السيد معتز بارود وأبيه وأخوته وغيرهم حول ضرورة معالجة هذا الأمر ونزع الفتنة"، ونزلت في الشارع المُقفر باتجاه ساحة السينما كمشهد سينمائي مُرعب… وحيث لا أحد في الشارع، وخاطبني أحد السكان من نافذة منزله في حي العمارة وهو يعرفني بشكل شخصي:
وين نيزيل أستاذ عيسى!؟ ارجع بيقتلوك…!!! هناك استعداد للهجوم علينا ولديهم دعم من البحر… الخ.
ونزلت ووصلت إلى ساحة السينما، حيث كان هناك حاجز من أبناء سنة المدينة مع اطارات معيقة للسير جانب السينما، حيث كانوا بانتظاري وتم استقبالي وذهبوا بي إلى بيت السيد بارود وكان هناك تجمع كبير… وقلق كبير.. وجو مشحون…. الخ.
وتبادلنا الحديث لوقت طويل…
حينها وبعد جهد تم فتح نافذة للتواصل، نافذه منعت فتنة وأسست لمشهد مشترك لاحقاً بحد أدنى بين طرفي المدينة….
أميل حضرة الشيخ بشّار طه إلى اعتبار ما قلته في خطبة جامع السلطان إبراهيم ابن أدهم بحسن نيّة ومحصور بتعبير "فلول النظام" ولدي إصرار نفسي شخصي على كون ذلك بهذا الاتجاه.
مُنوِّهاً لنفسي ولك أن الكلمة مسؤولية في الحالات العادية، فكيف الفعل وفي حالات الاحتقان وانهيار مؤسسات الدولة!
لذلك أدعو نفسي وأدعوك إلى اعتماد منبر ذلك الصوفي، المحترم أيضاً لدى العلويين وأنا منهم، السلطان إبراهيم بن أدهم، كنافذة للمحبة وبناء المشترك في الرؤية والقول والفعل.
إعتلاء المنبر مسؤولية، والقول منه مسؤولية، والدعوة للفعل منه مسؤولية.
ودَعني أنا وأنت نَقيس الأفعال الجرمية على القانون ومدى انطباقه عليها…
لا على فئة القاتل أو المقتول، فنحمل الأمر على ما نريد في الادانة أو التبرئة.
ودَعنا - أنا وأنت - نُطالب سلطة الأمر الواقع في دمشق بوقف المصالحات والتسويات مع أركان النظام المافياوي السابق من العلويين ومن السنة ومن غيرهم، وبنفس الوقت قتل الناس من العلويين في الساحل بذريعة "مكافحة فلول النظام"!
فكيف وأن طبقة الضباط الأمراء تم تهريب الفاعلين فيهم بحراسة عناصر الهيئة التي سُلمت السلطة في دمشق، بإيصالهم إلى مطار حميميم وبعدها ذهبوا إلى روسيا وغيرها، والضباط غير الأمراء معتقلين بعد التسوية في سجن حارم المركزي وحماه المركزي وحمص الممركزي ودمشق… الخ.
فأين الفلول!؟
هذه الكلمة التي أصبحت تشبه عناوين الأسد لقتل معارضيه دون اعتبار طائفي. والفرق هنا أنها عنوان حق يُراد به باطل لقتل المواطنين السوريين العلويين والمواطنات السوريات العلويات، بالوقت عينه الذي تُصالح سلطة الأمر الواقع في دمشق، تُصالح مجرمي حرب وأركان نظام علويين!؟
علينا حضرة الشيخ أن نتذكر سوية أننا مَدى حيوي لبعضنا، وأن السنة في جبله مداهم الحيوي، هو محيطهم.
وكل كلمة وفعل في الحال الطبيعية، مسؤولية.
فما بالك الآن!؟ 
29 آذار 2025