كــــــلــــمة و رؤيــــــــا

عندما كذب بشار الأسد على مصطفى طلاس ولم يمدد له عام 2005

خاص فينكس

ذات يوم من أيار عام 2005، أوصى وزير الدفاع الأسبق العماد مصطفى طلاس لموظفي مكتبه بإحضار أكاليل الورد الخاص بالتهنئة، على أن يجدها ريثما يذهب "مشواراً" صغيراً لعند الرئيس السوري (المخلوع) بشار الأسد يأتي بموجبه بقرار تمديد خدمته وزيراً للدفاع لعام إضافي آخر.

فعلاً، ذهب مصطفى طلاس لمقابلة بشار الأسد. وحقاً، أحضر موظفو مكتبه أكاليل الورد الخاصة بالمناسبة، بيد أن طلاس لم يعد إلى مكتبه مع قرار التمديد، بل ذهب خائباً إلى منزله، فما القصة؟ وماذا جرى يومها؟

لمعرفة ما جرى ذلك اليوم، تواصلت فينكس، مع مسؤول رفيع المستوى من هاتيك الحقبة، زار العماد طلاس في منزله لمعرفة ما حصل، والنتيجة أن بشار الأسد كذّاب!

يقول المسؤول رفيع المستوى، والذي رفض الإفصاح عن اسمه، في 10 أو 11 أيار اتصلتُ بأخينا اللواء هشام عثمان (مدير مكتب العماد طلاس)، وقلت له: "ما أخبار معلمنا سيادة العماد؟"، فأجاب: "طلع لفوق حتى يمدد الخدمة (أي لعند بشار الأسد)". قلت له: "أرجوك أن تخبرني عندما يعود، بدي أجي سلّم عليه وأبارك له".

ويكمل المسؤول رفيع المستوى: "بعد حوالي ساعة اتصل بي هشام وقال: المعلم إجا وفات اتشطح ببدلته العسكرية بغرفة النوم، ويبدو انه مو مبسوط، أنا بانتظارك".

ثم يقول المصدر المسؤول: "قدتُ سيارتي بنفسي وأوقفتها بعيدا عن البيت، وذهبت سيرا على القدمين، وإذ بهشام ينتظرني على الباب. قال لي: انه مزعوج جدا ولم يتكلم مع أحد منا، ودخل إلى غرفه النوم. فقلت له: أوصلني إليه". دخلت إلى الصالون، وفوجئت بوجود العقيد مالك عيسى (كان مرؤوسا عند العميد مناف، وهو يعرفني)، فسلمت عليه، وقلت له: "ماذا تفعل هنا؟"، قال: "أنا من أهل البيت". فقلت له: "انت ما شفتني ولا شفتك". قال: "حاضر سيدي".

ويكمل المسؤول: "ودخلت أنا مباشرة إلى غرفة النوم، وسلمت على السيد العماد".. قال: "أهلين ...". حاول أن ينهض ليسلم عليّ، قلت له: "والله ما بتقوم"، وكان بلباسه العسكري، فجلست بجانبه، وقلت له: "كيفك سيدي شو أخبارك؟". قال: "أنا بخير، بس بدي اسالك سؤال يا (...)، وأنا بعرف إنك بتعرف الجواب". قلت له: "تفضل سيدي". قال: "أنت بتعرف كل الضباط اللي مروا على الجيش". قلت: "نعم". قال: "هل مرَّ عليك في تاريخ الجيش ضابط أكذب من بشار؟". فقلت له: "يا سيدي أرجوك، سيادتك كبير، وأنتم عندي بمقام الرئيس حافظ الأسد، وبشار مثل ولد من أولادك.. إلي رجاء يا سيدي لا تحكي هذه الكلمة قدام غيري، وأنا بدي اعتبر حالي ما سمعتها". قال لي: "لا أنا مصر إنك تجاوبني؟". قلت: "سيادتك بتعرفه أكثر مني". قال: "عجبك..!. طلعت لعند بشار منشان التمديد وإذ به يقول: نحن نشكرك على خدماتك الطويلة وعلى مواقفك معنا، وأنت صاحب فضل.. ومن هالكلام الكذب.. فقلت له: نحن ما اشتغلنا غير واجبنا. فقال لي: أنا بدي طوّر الجيش وحدثه، لذلك ارتأيت إنك تطلع وترتاح".. وأضاف السيد العماد (والكلام للمصدر المسؤول السابق): أنت بتعرف يا (...) إني أنا اللي بنيت الجيش، وأنا اللي طورته وحدثته، هلق ما فيه عقبة ضد تطوير الجيش وتحديثه غيري أنا!؟". سألته: "وماذا أجبته؟". قال، قلت له: "شو عليه مثل بتريد". وحملت حالي وطلعت. قال لي: "عجبك يا (...)، هو بدو يطور الجيش ويحدثه والجيش ما بيتطور وبيتحدث بوجود العماد مصطفى، بربك هذا بني آدم؟". قلت: "والله يا سيدي هو بدو يخرب الجيش وعلى كل حال، أنتم السابقون ونحن اللاحقون، ما رح يخلي حدا على وجهو ضو بالجيش". وأضفتُ: "بعدين بشو كذب عليك سيدي". قال لي: "يا (....) كان الاتفاق بيناتنا انه أنا ببقى نائب قائد عام وزير دفاع، لحتى يصير دور مناف بالترفيع لرتبة عماد بيرفعو لعماد وبيعينو رئيس أركان الجيش، وانا بنفس اللحظة بقدم طلب إحالة على المعاش... قال شو قال بدو يطور الجيش!". قلت: "يا سيدي بترجاك، وأنا بعرف انك بتحبني، إلي رجاء لا بقى تحكي بها الموضوع.. هذا واحد خويتي ما بتعرف شو بيساوي بكره..روح انبسط.. كل الناس بتحبك.. كل الناس بتريدك.. وسيادتك إلك فضل على كل الناس ورجائي أن تعتبرني مثل ولد من أولادك، اعتبر كل مكان عملي تحت تصرفك، وأي شي بتريدو لا تحكي انت مع حدا، خلي حدا من عندك يحكي معي، وشو بتريد أنا بخدمتك". قال لي: "والله أنا بعرف.. بعرف محبتك، وبتعرف إني سميتك من زمان: بوذا العلويين، و(....) طلاس". قلت له: "يا سيدي هذا شرف كبير إلي، وسام وبعلقه على صدري".. وأستاذنته بالمغادرة ..

ويختم المصدر المسؤول رفيع المستوى السابق، لفينكس: هذه هي قصة السيد العماد مع ذلك الكذاب. وكانت قصتي أنا مع الكذاب مشابهة.. سيأتي اليوم الذي أشرح لكم ما فعله بي هو وشوباصيته..

تنويه من فينكس: الفراغ (...) كنابة عن اسم المسؤول السابق الذي رفض التصريح عن اسمه.