كــــــلــــمة و رؤيــــــــا

قاسم الجوجة منشق عن الإخوان: الأخوان هم من ورطوا حماة والعنف من طبيعيهم.. وأطالب البيانوني وزهير سالم بتقديم شهادتهما

فينكس

لعلها أوّل شهادة من ضمن بيت الإخواني السوري التي تعترف أن تنظيم الاخوان المسلمين هو من ورط مدينة حماه في الحرب التي قادها التنظيم الأخواني ضد الدولة السورية عام 1982، هي الشهادة التي قدمها قاسم الجوجة ين مدينة تل أبيض في محافظة الرقة والمقيم في أوربا، والذي التقاه مؤخراً الإعلامي المخضرم شعبان عبود ضمن برنامج "الذاكرة السورية"، وفي شهادته يتهم الجوجة الإخوان بعدم فهمهم لا للدين ولا للسياسة، ويضيف أن الرئيس حافظ الأسد كان صادقاً في مصالحته معهم إبّان المفاوضات لكن الإخوان لم يكونوا كذلك.. ويقول: إن عدنان سعد الدين المراقب العام للإخوان في تلك الفترة (ومعه آخرون من القيادات) هو من الذين ورطوا الإخوان في أحداث حماه، وقال: هذا ما يعرفه علي صدر البيانوني والدكتور زهير سالم (مازالا أحياء) وهما كان رافضين لذلك التوريط، وتمنى عليهما أن يقدما شهادتهما بهذا الخصوص.

يقول الجوجة في حواره ذاك، والذي عُرض آواخر تموز 2024: ان من يتحمّل المسؤولية بالدرجة الأولى عما حدث في حماه هم الاخوان المسلمون، وان قوات النظام لما كانت دخلت المدينة إطلاقاً فيما لو انسحب منها مقاتلو الاخوان، وهذا ما يعرفه زهير سالم وعلي صدر البيانوني اللذين أتمنى أن يقولا شهادتهما، وأن من ورط المدينة سنتذاك هو المراقب العام للأخوان عدنان سعد الدين ومعه آخرون من قيادات الأخوان.

نستطرد هنا كي نؤكد أن الجوجة مازال معارضاً للنظام ولايشيد به إطلاقاً ومن هنا تكتسب شهادته عن فظائع الإخوان وأكاذيبهم وإرهابهم أعلى درجات المصداقية. وهو في تقديمه لما يشبه النقد الذاتي، يقول: إن الاخوان ولأنهم جبناء رفضوا لقاء نائب الرئيس (وكان سنتذاك زهير مشارقة) عندما ذهب الى حلب للتفاوض معهم وأرسلوا عوضاً عنهم الشيخ امين يكن وطاهر حمدو للتفاوض، وكان تصرفهم ذاك ينم عن انعدام نضج سياسي في الحد الأدنى تجلى ذلك من خلال شروطهم غير الطبيعية وكأنهم الفريق المنتصر! ليقول إنهم ومن خلال التجارب التي عشناها معهم لايفهمون بالسياسة ولا يفهمون حتى في الدين نهائيا، لان من يفهم السياسة والدين لايغرق بلده في مشاكل لها أول وليس لها آخر.. لا بل يقول في غير مكان من الحوار: لو ان الاخوان كانوا صادقين في وقف حمام الدم في سوريا لكانوا ذهبوا الى (الرئيس) حافظ الأسد، لأنه كان يريد المصالحة مع الاخوان المسلمين، بدليل أنه أفرج عن خمسمائة معتقل أخواني بعد زيارة زهير مشارقة إلى حلب، فماذا كانت النتيجة؟ بقد انخرط المُفرج عنهم في القتال ضد النظام!

وأضاف الجوجة: ان حافظ الأسد، وبمعزل عن رأيي الشخصي بحكمه، قال في إحدى اطلالته التلفزيونية ان ليس كل الأخوان المسلمين مجرمين، أي أنه ميّز بينهم، لكن الاخوان المسلمين لم يستفيدوا من هذه النفطة، ويستشهد بقول لباتريك سيل عندما قال: "إن الاخوان المسلمين أضاعوا فرصة ذهبية لايقاف حمام الدم"، هنا يقاطعه الزميل عبود، قائلا: ان مسؤولية العنف -أي عنف- يتحمل مسؤوليته الطرفان، وعندما يريد تغيير السؤال، يعود الجوجة اليه قائلا: في مفاوضات 1980 افرج حافظ الأسد عن 500 انسان من الاخوان، ومنهم قيادات مكعبد الله الطنطاوي وعمر حاج قدور وغيرهما الكثير، هذا عام 1980، طيب ماذا فعل هؤلاء؟ التحقوا بالعمل المسلح ضد النظام!

ويكشف الجوجة كيف أن الأخوان بعد أحداث حماة كانوا يرسلون السيارات المفخخة لبعض القرى (المسلمة) العلوية! كما يتحدث عن المعتقلات التي أقاموها في مراكز التدريب التابعة لهم في العراق حيث كان هو مدرباً عسكرياً فيها آواخر سبعينات القرن الماضي ومطلع ثمانيناته، وكيف كانوا يزجون أعضاء من قاعدتهم الأخوانية فيها ويتعرضون لتعذيب مبرح، وكان قائد المعسكر سنتذاك والمسؤول الرئيسي فيه رياض الشقفة (المراقب العام للاخوان من 2010 الى 2014) ومعه رشيد عيسى، والشقفة هو من كان مسؤولا عن إرسال السيارات الى سوريا، وهو من وضعني مدرباً في المعسكر، وكانت فترة عام 1981 هي فترة تدريب على السلاح في العراق وإرسال سيارات السلاح إلى سوريا (تحديداً مدينة حماة) من أجل الاستعداد لساعة الصفر التي ستبدأ في مدينة حماة.

ومن الشهادات الهامة التي قالها الجوجة إن الإخوان كانوا غطاء للطليعة المقاتلة، وتحالفوا معهم لاحقاً علناً بما في ذلك عصام العطار الذي كان يحب أن يظهر نفسه كحمامة سلام للرأي العام. كما تحدث عن الاغتيالات التي قاموا بها والتي طالت الدكتور محمد خليل شحادة والدكتور محمد الفاضل والعميد عبد الكريم رزوق.. الخ.

ولم يخف الجوجة أنه شعر بالسعادة، بحكم صغر السن وغياب المحاكمات العقلية لديه تلك الفترة، عندما سمع بمجزرة المدفعية في حلب في حزيران 1979 التي قام بها منفذها النقيب إبراهيم اليوسف على أساس طائفي، وهنا نذكر (ربما ما لايعرفه قاسم الجوجة) أنه كان أكثر من ثلاثة طلاب ضباط من الأخوة المسلمين السنة رفضوا الخروج من القاعة تضامناً مع زملائهم من الطائفة المسلمة العلوية، وبالتالي استشهدوا مع بقية زملائهم، وكان واحد منهم من قرية "قلعة الخوابي" في محافظة طرطوس.

ومن الأمور الهامة التي ذكرها الجوجة، إن الأخوان أقاموا في العراق ما يشبه الدويلة، حيث قدّم لهم عراق صدام حسين المعسكرات والمكاتب والآليات والأسلحة بما في ذلك دبابات، كما قدّم لهم المعلومات الأمنية اللازمة، وفتح لهم الحدود مع سوريا، وكان يستقبلون في معسكراتهم عناصر أخوانية من أكثر من دولة عربية.

طبعاً، كل ماتم ذكره عن عنف الأخوان وارهابهم وعقلهم المتحجّر ليس جديداً، لكن نختم بشهادتين:

في إجدى لقاءات الروائي السوري والمعتقل السابق مصطفى خليفة عبر احدى فضائيات المعارضات السورية، يقول: كان معي ولمدة نحو أربعين يوماً في الزنزانة معتقل إسلامي (من الاخوان) وعندما كان يعود من التعذيب كنتُ أهتم به وأضمد له جراحه.. الخ، وكان يشعر نحوي بالامتنان، وبعد فترة سألته أنتم كإسلاميين ماحكمكم عليّ أنا العلماني، فأجاب بسرعة الأعدام، ثم أردف بشيء من الرفق: لكن بخصوصك أنت سأتدخل أنا كي يكون حكمك المؤبد وليس الإعدام!

وشاهد آخر، معتقل من حلب، وهو معلّم مدرسة، يتحدث عن الاستعصاء الذي جرى في سجن صيدنايا عام 2008، فيقول إن أول ضحية في السجن (صيدنايا) كانت على يد إسلامي من الأخوان، إذ ضرب بأداة حديدية معتقل آخر، فأراده قتيلاً.

رسالة من نزار نيّوف يؤكّد فيها أن هيثم المالح نصّاب وطائفي
السافل رامي عبد الرحمن والعدوان الإسرائيلي
الإمارات الشريان الحيوي لاسرائيل.. من المساعدات الإستخباراتية والتسليحية الى معاداة المقاومة الفلسطينية
محور فيلادلفيا واشكالية السيادة
من سيتلافى خطر المنحدر الممتد من قرية بسماقة حتى مرسحين في طرطوس؟
البرازيل تحجب منصة “إكس”.. والسبب!
قاسم الجوجة منشق عن الإخوان: الأخوان هم من ورطوا حماة والعنف من طبيعيهم.. وأطالب البيانوني وزهير سالم بتقديم شهادتهما
معلومات جديدة عن عملية اغتيال الشهيد هنية
الإعلام السوري يخيّب أمل جمهوره المقاوم!
قصي خولي منتقدا حفل افتتاح أولمبياد باريس 2024
الوطنية لا تتجزأ.. دعوة من أحفاد سلطان باشا الأطرش إلى الأهل في فلسطين
من هي الدول العربية التي ضاعفت تجارتها مع الاحتلال إبّان حرب الإبادة؟
زلزال الإحباط.. من المسؤول عن ضحايا سكن الجمعيات؟
هذا ماكتبه رئيس الموساد السابق مئير داغان في هآرتس
بمناسبة الإستحقاق للدور التشريعي الرابع لمجلس الشعب