كــــــلــــمة و رؤيــــــــا

لماذا يوفد مدير الرقابة الداخلية في وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك إلى الصين؟!

د. عمرو سالم

لقد ازدادت المهمات الخارجيَة في وزارة التجارة الداخلية عن حدّها بشكل لم يعد من الممكن السكوت عنه.
ففي الوقت الذي نعاني فيه من قلَة الموارد، يتم إيفاد عدد من مسؤولي الوزارة وموظَفيها إلى الخارج لحضور مؤتمرات واجتماعات لا علاقة لوظيفتهم بها..
وهذا ليس هدراً للمال العام فحسب، بل هو إحراج كبير للجمهوريّة العربية السورية.
فهم وفي أوقات فراغهم من السياحة التي يقضونها في الخارج، يلقون كلمات ويصرحون تصريحات لا علاقة لها بالمؤتمر أو الندوة التي يمثلون فيها الجمهورية العربية السورية متسببين بسخرية الوفود الأخرى وخروجها من القاعة أثناء إلقاء الكلمة.
لكنّ آخر إيفاد جعل الكيل يطفح إلى درجةٍ تثير أسئلة لا يمكن السكوت عنها.
فإيفاد مدير الرقابة الداخليَة في الوزارة في وقت يتم فيه التحقيق من قبل الجهات المعنيَة مع مديرين سابقين ومتعهدين في مواضيع تمس سرقة الإسمنت والأقماح أثناء نقلها. وبتواري مدراء آخرين عن الأنظار بعد طلبهم للتحقيق.
ومدير الرقابة الداخلية في الوزارة معني مباشرة بهذه التحقيقات التي سبق وحقق فيها وقال بعدم وجود مخالفات، بينما انكشفت تلك المخالفات رغم كل جهود إخفائها.
فماذا يفعل هذا المدير في الصين موفداً على حساب الجمهورية العربية السورية. وليس في إيفاده أي موضوع يتعلق بالرقابة الداخلية.
آن لهذه المهزلة أن تتوقف فالإيفادات ليست جوائز ترضية ولا لإبعاد أشخاصِ عن الواجهة.
إذا لم يكن في الإيفاد مصلحةٌ وطنية فهو مريب وفيه هدر للمال العام.
وقد قلت مراراً بأنني لن أقبل بهدم هذه الوزارة الهامة والأكثر ارتباطاً بقوت الناس.