من تركيا القاتلة لبلدي تقبل التكريم يا أدونيس!
2024.06.10
الصحفي فراس القاضي
صعقني منذ قليل خبر تسلم أدونيس لجائزة من ولاية أزمير التركية خلال فعاليات الدورة الأولى لمهرجان (هوميروس الدولي للفنون الأدبية).. أزمير يا أدونيس؟
كلنا نعلم بأن الجوائز مقتلك وهوسك، ورغم أن هذا غريب على رجل يحمل مثل عقلك، إلا أننا كنا نجد لك مبررات، أو بشكل أدق، نجد لأنفسنا مبررات للدفاع عنك.
ورغم علمنا بأن كل ما يروى عن احتمالات ترشيحك لجائزة نوبل هو كذب أنت موافق عليه وتروّجه، كنا نبرر ونقول الرجل يستحقها. تجاوزنا الكثير من مواقفك الغربية، بل إن بعضنا كسر خطوطاً حمراء لم يتجاوزها في حياته، فقط ليقول انسوا كل شيء وتذكروا فقط أن هذا الرجل سوري، لكن أن تنحدر إلى مستوى تسلم جائزة من ولاية في تركيا؟ كيف سندافع عنك الآن يا أدونيس؟ بمَ سنبرر لك هذا الهوس؟ كيف سنمنع أنفسنا من اعتقاد تقبّلك لجائزة من بلدية في تل أبيب؟
لن أذكرك بأن البلاد التي سلمتك الجائزة تحتل قطعاً من وطنك، وجيشها يتهيأ الآن خلال تسلمك الجائزة ليقتطع ويحتل المزيد من سورية. ضع كل هذا على جنب رغم أنه لا يوضع، لكن: ماذا قدمت تركيا عبر تاريخها للإنسانية؟ ماذا قدمت للثقافة؟ للشعر؟
تذكرتُ وأنا أقرأ خبر تسلمك الجائزة وحضورك شخصياً إلى أزمير، الممثل الأمريكي مارلون براندو الذي رفض الجائزة التي يحلم بها كل ممثل طوال عمره، رفض الأوسكار عام 1973 وامتنع عن حضور حفل تسليم الجوائز، احتجاجاً على طريقة تصوير هوليود للأمريكيين الأصليين في الأفلام.
وأنت، ألم تجد سبباً يمنعك من قبول جائزة من تركيا؟
مَن الذي يتاجر بقضية اللاجئين من أبناء بلدك؟ من يحرك الإسلاميين في أوروبا و"العالم الحر" الذي تحب؟ من يمولهم؟ من الذي يتحدث عن إحياء العثمانية التي لم تقدم للبشرية إلا التخلف والدمار؟ من الذي يرفض حتى مجرد تقديم اعتذار على المذابح الأرمنية؟ ألم تخجل مما قلته في كتابك (موسيقى الحوت الأزرق) الذي تحدثت فيه بشكل ولا أجمل عن الهوية؟
تركيا يا أدونيس؟
تساءلتَ خلال كلمتك التي ألقيتها في المهرجان (ما الذي على الشعر أن يفعله يا جلجامش وأنت يا هوميروس؟).
شخصياً أرى أن أول ما على الشعر أن يفعله يا أدونيس هو أن يمنعنا عن تسلم جائزة من تركيا.
أخجل والله من وصف ما فعلته كما أريد، لأنك أدونيس
تحية لك د.نادية خوست ولما كتبتِ على صفحتك