كــــــلــــمة و رؤيــــــــا

عن هذا العالم الذي يحكمه أعضاء نادي بيدربيرغ

د. ثائر دوري- فينكس:

لعقود ظلت حكايات الحكومة العالمية التي تدير العالم أشبه بالأساطير أو بقصص العنقاء! فلا إجابات واضحة على: من هي هذه الحكومة وكيف تشكلت وكيف تدير العالم وكيف تصدر قراراتها وكيف تمتلك القوة التنفيذية ومن هم أعضاء هذه الحكومة؟!
كلها أسئلة لا أحد يملك إجابات واضحة لها، وكأن الحديث يدور حول عالم الجن أو الشياطين!
ومن الطبيعي أن ينقسم الموقف في هذه الحالة بين مؤمن بوجودها باستقراء الوقائع التي تجري في العالم وبين رافض لوجودها استناداً لرفضه نظرية المؤامرة.. و أيضاً بين لا مبالي ويعتبر الأمر لا يقدم و لا يؤخر، تماماً كما الموقف من حكايات الجن!
لكن ما تسرب حول الاجتماع السري الضخم الذي انعقد في 1 - 4 June 2017 in Chantilly, Virginia, USA، حمل أول إثبات نصي على وجود هذه الحكومة العالمية، وبالتالي نقلها من عالم الأساطير إلى عالم الواقع..
بالنسبة إلي على الأقل! إن قراءة تفاصيل هذا الاجتماع وكيفية تحضيره وانتقاء أعضائه، ما لبثت أن أعادتني من جديد إلى حكايات الجن و الشياطين! ولنتابع مع التقرير..
يقول التقرير في المقدمة: "حضر الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون قمة بيلدربيرج لأول مرة عام 1991، وبعد عامين فقط أصبح رئيسا للجمهورية!.. وقبل أربعة أعوام من توليه رئاسة مجلس الوزراء البريطاني ظهر توني بلير، رئيس الوزراء الأسبق في هذه القمة عام 1992!..
حتى ديفيد كاميرون رئيس الوزراء البريطاني حضر قمة بيلدربيرج قبل أن يصبح على رأس السلطة!.. فهل هذه مجرد صدفة أم أن للقمة تدخلًا في ذلك؟"!.. هذا الاجتماع المحاط بالسرية يحضره عدد من الشخصيات يتراوح بين 120و150 من كبار الشخصيات في العالم.. هم من عالم السياسة والاقتصاد والصناعة والإعلام والتعليم، ويتألف ثلثا الحاضرون لهذا الاجتماع من دول أوروبا، والبقية من أمريكا الشمالية «الولايات المتحدة وكندا والمكسيك»، أما عن صفات الحضور فثلثهم دائمًا يجب أن يكون من السياسيين والبقية من المجالات الأخرى.. ويتناقش هؤلاء حول القضايا الأساسية في العالم المعاصر، ويدلي كل شخص بمعلوماته عن الموضوعات المطروحة بحرية كاملة ودون أن يكون مجبراً على الافصاح عن مصادرها.. فعلى سبيل المثال، ناقشت قمة الخميس الماضي القضايا التالية: "رئاسة دونالد ترامب، والصين، والذكاء الاصطناعي، وعلاقات روسيا الدولية، والطاقة النووية، وحرب المعلومات، واتجاه الاتحاد الأوروبي، وهل يمكن تبطئة العولمة، ونمو الشعبوية، واليمين المتطرف، والناتو، والأحداث الجارية"!..
هذا كل ما يعلمه الناس العاديون عن القمة، أما ما يجري في الداخل وما هي المقررات فلا يتسرب عنها شيء!.. و"يُحصّن مكان انعقاد القمة كما لو أنها حالة حرب: طائرات هليكوبتر تؤمن السماء!.. وعلى الأرض يوجد نقاط تفتيش، ومجموعة ضخمة من رجال الشرطة والجيش، ونقاط تفتيش على بعد كيلومترات من المكان.. كما أن أجهزة قطع الإرسال الشبكي تحيط بالمكان!.. ودائمًا ما تُعقد القمة من يوم الخميس وتستمر حتى يوم الأحد، ولكن: يُخلى المكان منذ بداية يوم الأربعاء، ويُستبدل الموظفون الأصليون بآخرين موثوق بهم، فإذا كان المكان فندقًا يُعطى جميع العاملين بالفندق إجازة، بداية من الشخص الذي يفتح لك الأبواب، وحتى رئيس مجلس الإدارة"!.. وفي نهاية القمة في كل عام يتسلم كل شخص من المشاركين تحليلَا لمحتوى القمة وما نوقش فيها من مسائل وتحديات، وبعض الخطوات والحلول التي يجب أن يسير عليها كل شخص في الجهة التابع لها سواء كانت شركة أو حكومة أو مصرفاً.
وبالاستناد إلى ما قاله الرئيس الأمريكي الأسبق روزفلت: "لا توجد مصادفة من وراء حدث سياسي، فعندما يقع يمكن الجزم بأنه وقع، هكذا وفق ما خُطط له"!..
بعد قراءة هذا التقرير تصبح قصة الانتخابات والديمقراطية وحرية اختيار الشعب لممثليه في الغرب قصة خرافية تشبه قصص العنقاء والخل الوفي! فالأمر لا يعدو كونه ستاراً رقيقاً لتغطية عملية غامضة تدار في الظلام من قبل أمراء ظلام! بل يمكن القول: إن الديمقراطية الغربية والانتخابات الحرة أشبه بعملية غسيل الأموال التي تضفي الشرعية على أموال غير شرعية!