كــــــلــــمة و رؤيــــــــا

"المنار".. هل تنطفئ شعلتها في سوريا؟

فينكس- خاص:

لسنا بحاجة للحديث عن العلاقة الأخوية المميزة التي تجمع حزب الله بسوريا قيادة و شعباً، و نحن بغنى عن الحديث عن المواقف المشرّفة لحزب الصادقين مع سوريا خاصّة إبّان الحرب الظالمة على وطننا.. صحيح أن سوريا قدمت للحزب الكثير، و لا أخال أن هناك أحداً ينكر هذا، و ما قدمته سوريا للحزب يذكره أبناء حزب الصادقين بكثير من الامتنان و الوفاء و العرفان بالجميل، و هم ترجموا هذا العرفان في مواقفهم و أفعالهم قبل تصريحاتهم و أقوالهم..

لماذا المقدمة أعلاه؟ ببساطة، علمت فينكس من مصادر خاصة جداً، أنه يجري التضييق على قناة المنار في قلب العروبة النابض بطريقة مزعجة من قبل بعض المعنيين بالإعلام و الذين قد لا يكونوا قدموا شيئاً للوطن و الاعلام على حد سواء، طوال سني الحرب، و هذه مفارقة! و هذا التضييق يأتي مع الأسف بذريعة تطبيق القانون (؟!)

تعود القصة إلى وزير إعلام سابق، إذ أصدر قراراً ارتأى بموجبه أن تعامل قناة المنار بوصفها إعلاماً أجنبياً، متغافلاً ذلك الوزير الشعارات التي كان يطلقها الإعلام الذي كان يديره عن حزب الله و مناره، و أبسط هذه الشعارات "شركاء الدم"، و "أخوة الدم و التراب".. إلخ، تعبيراً عن التضحيات الجسام للحزب و رجاله في محاربة الإرهاب و الإرهابيين إلى جانب بواسل الجيش العربي السوري و القوى الرديفة بغية إفشال المؤامرة على سوريا!

ببساطة، لن نستغرب موقف الوزير المقصود، فهو قبل أن يصبح وزيراً بطريقة يعرفها الكثير من السوريين، كان من المروجين للخطاب الانهزامي(على الأقل في جلساته الخاصة)، و كان يسخر من محور المقاومة، لا بل وصلت السفاهة به أن كان يطلق الألفاظ البذيئة على القيادة السورية في مطلع الحرب على وطننا (و لن نطيل هنا أكثر)!

و علمت فينكس أن إدارة قناة المنار في دمشق قدمت يوم الثلاثاء 7 شباط 2023 طلباً الى وزارة الإعلام بغية الموافقة لقدوم فريق من مركز قناة المنار (بيروت) ليساعد مراسلهم في حلب في تغطية آثار الزلزال المدمّر، و حتى الآن لم يحصلوا على الموافقة، علماً أن تواجد الإعلام أكثر من ضروري في هكذا ظرف، و لا تحتاج الموافقة إلى كل هذا التأخير!

دعونا نغض النظر عن كل ما سبق ذكره، لنوجّه بضعة أسئلة لمسؤولي الاعلام حالياً: تُرى ما هو المكسب الوطني الذي ستحققه سوريا من خلال تعامل بعض المعنيين في وزارة الإعلام مع قناة المنار بوصفها إعلاماً أجنبياً؟ و هل تطبيق القرار الذي اتخذه وزير سابق روّج للخطاب الانهزامي و سخر من محور المقاومة و القيادة السورية (طبعاً قبل أن يصبح وزيراً)، ينبغي الأخذ به؟ فكيف إذا لم يكن لذلك الوزير أي أثر صحفي يعتد به؟! من ثمّ: هل يجوز شرعاً و وطنياً و أخلاقياً أن تعامل "المنار" مثلما تًعامل بقية وسائل الإعلام؟! لنفترض أن الحرب انتهت غداً أو بعد غد، و عادت قنوات سفك الدم السوري للعمل داخل سوريا، ترى هل يجوز لعاقل أن يقبل أن تكون طريقة التعامل مع "المنار"، و بذريعة تطبيق القانون، كطريقة التعامل مع "الجزيرة" أو "فرانس برس".. الخ؟ ترى: أين الوفاء لأخوة الدم و المصير؟

من ثمّ، و حال أردنا التحدث بمنطق القانون، ترى أليست إحدى وظائف القانون خدمة المواطن و حماية الوطن؟ و حال كان الأمر كذلك فأليس كل ما يخدم الوطن هو قانوني حتى لو نصت بعض التشريعات نقيض ذلك؟ من هنا نتساءل: ألا تؤدي المنار خدمة إعلامية وطنية لوطننا؟ ترى: ألم يسمع من نعني بما قاله سيد الوطن "إن الوطن لمن يدافع عنه"؟

نعم، أين الوفاء من قبل بعض المعنيين بالإعلام، و المفترض أنّهم يمثلّون الواجهة الإعلامية لدولة و نظام أهم سماته (سمات النظام) الوفاء للأصدقاء، فكيف سيكون الحال إذا ما كان الأمرّ يتعلّق بحزب الصادقين، و هو أكثر من صديق بما لا يُقاس؟!

كي لا نطيل: ندرك أن فناة المنار، قد تُغلق مكاتبها في سوريا، إذا ما استمر التعامل معها بطريقة لا تليق لا بماضيها و لا حاضرها و لا بما قدمته و تقدمه، عدا أنها طريقة تسيء لنا نحن السوريين، و هذا ما لا نرتضيه لأحد.