كــــــلــــمة و رؤيــــــــا

"لعنة سوريا" تلاحق مجلة "دير شبيغل" الألمانية

في العام 2018، انفجرت فضيحة صحفية تكاد تكون فريدة من نوعها، فقد تبين أن تقارير مجلة "دير شبيغل" الألمانية التي كتبها مراسلها "كلاس هندريك ريلوتيوس Claas-Hendrik Relotius" عن سوريا (درعا، حلب، حمص..) جميعها مفبركة ولا أساس لها. وقد اعترفت المجلة في عدد خاص نشرته لاحقاً (22 ديسمبر 2018) بما قام به مراسلها وأجبرته على الاستقالة، واعتذرت لقرائها.

والمفارقة في الأمر أن هذا الصحفي النصاب حصل على أربع جوائز ألمانية ودولية على تقاريره المفبركة (أعادها إلى الجهات المانحة بعد انكشاف فعلته).
فصول الفضيحة التي ملأت أخبارها صحف العالم يومها، كونها مقترفة من قبل إحدى أشهر المجلات في العالم، كشفت أن المراسل المذكور كان يكتب تقاريره من غرفة نومه ومن مطبخه، وربما من التواليت أيضاً، ويدعي أنها من سوريا، بينما جميع أبطال قصصه من "الضحايا" وجميع المصادر التي استند إليها عبارة عن أشخاص وهميين لا وجود لهم.
الألعن من ذلك أنه كتب تقارير عن قصة المهاجرين المكسيكيين "غير الشرعيين" إلى الولايات المتحدة، مدعياً أنه يكتبها من حدود المكسيك، بينما هو لم يغادر غرفة نومه، ولم يرَ حدود المكسيك في حياته! وكان تقريره عن المهاجرين المكسيكيين هو سبب انكشاف قصصه الوضيعة من قبل أحد الصحفيين المكسيكيين. وبعد تشكيل لجنة تحقيق، تبين أنه تقاريره عن سوريا (13 تقريراً من أصل ستين تقريراً هي مجمل ما كتبه للمجلة) كانت مفبركة أيضاً!
تبقى الإشارة إلى أن محرر "دير شبيغل"، "إيريك فولاث"، عميل إسرائيلي ، وكشفت تقارير غربية منذ سنوات طويلة علاقته بالموساد الإسرائيلي.
هناك إشارة لا بد منها أيضاً، وهي أن "دير شبيغل"، لمن لا يعلم، أسست في "هامبورغ" من قبل وكالة المخابرات المركزية الأميركية والمخابرات البريطانية، مطلع العام 1947، حين كان الجزء الغربي من ألمانيا لا يزال خاضعاً لاحتلال "قوات الحلفاء"، وكانت مهمتها الأساسية نشر شبكة من الجواسيس تحت ستار "صحفيين" في الجزء الشرقي من المانيا، الخاضع للاحتلال السوفييتي، وفبركة تقارير عن الشيوعيين الألمان! 
في سياق مواز، و في إطار الحرب الجائرة على سوريا، سبق أن اعترف المدعو رامي عبد الرحمن (و اسمه الحقيقي محمد سليمان) مدير ما يسمى المرصد السوري لحقوق الإنسان و موقعه في لندن، أنه كان يقدّم أخباراً كاذبة عن سوريا و عن عدد الضحايا، و قد كانت وكالات دول العالم المتآمرة على سوريا تعتمد أخباره و تقوم بترويجها و نشرها باعتبارها أخباراً حقيقية!