كــــــلــــمة و رؤيــــــــا

د. نوفل نيّوف: "مجهولو النسب".. بين العنصرية والتلفيق..

الانتقال بمناقشة قضية الأطفال "مجهولي النسب"، وليس الأيتام أو اللقطاء، أو أيتام مئات آلاف الشهداء والضحايا والمشردين المدنيين السوريين، وهم الأَولى والأحق بالرعاية والاهتمام، يليهم في هذا الحق الآخرون، الذين لم يكن لهم وجود قبل بدعة (جهاد النكاح) الذي مارسه أتباع داعش والنصرة من كل بلد ولغة وجنس...، الانتقال بهذه المناقشة إلى لغة الشتيمة (السفلة!)، والاتهام (بالداعشية!) والإقصاء والعنصرية وكراهية الآخر... ليس إلا افتراء على حقيقة المسألة والتفافاً عليها، يستحق النظر في صلة هؤلاء الصميمة بالسفالة والداعشية. هؤلاء الذين يسارعون إلى الهجوم وقلبِ الوقائع والتشويش عليها ليضيع الهدف وينتفي إمكان الوصول إلى حل عاقل ومنصف.

إنها طريقة مألوفة في كمِّ الأفواه وتضليل الناس. إذ لم يسبق لوزارة الأوقاف أو العدل أو الشؤون الاجتماعية أو الداخلية وغيرها (ولا لهؤلاء الاتهاميين) أن ناقشوا أو رفعوا أصواتهم بخصوص حماية الطفولة وحقوق الطفل السوري في محاكمنا وقوانيننا وممارساتنا اليومية الفاجعة. لا يريد أحد من أولئك (جهات كان أو أفراداً) أن يبيّن سبب اعتماد تعبير (مجهولو النسب) بديلاً لتعبير مألوف وثابت في القانون والعرف هو (الأيتام واللقطاء والمشردون)؟! "مجهولو النسب" هؤلاء ناتج واضح النسب: أبناء مغتصبات سوريات، أو متطوعات أجنبيات معروفو الآباء، ولا بد من دراسة أوضاعهم وإعطائها صفة قانونية يدرسها ويناقشها أهل الاختصاص من جميع الأديان والطوائف والإثنيات السورية قبل طرحها على مجلس تشريعي أو تنفيذي أو سواه. عشرات آلاف الآباء المعوقين والأمهات الأرامل والأطفال الذين لا سبيل أمامهم إلى تأمين المسكن والثوب والحذاء واللقمة، إذاً إلى حياة طبيعية، وإلى مستقبل مكفول ولو بالحدود الدنيا. هؤلاء ليسوا محط اهتمام وقانون... وفجأة وإذا بقضية حياة ومستقبل (مجهولي النسب) وما هم بمجهولين، تتصدر دائرة الاهتمام والأهمية.

لم يعد في الدولة إلا وزارة الأوقاف ومشتقاتها وتوابعها: من المناهج إلى القبيسيات إلى الفريق الشبابي المؤمن إلى مجهولي النسب... والناعقون ظلماً وزواً باسم الطفولة والعدالة، بل في الحقيقة، دفاعاً أعمى عمّا يرمون به الآخرين من عنصرية وظلامية واضحتين.

حقاً، إن الفاشية ليست أيديولوجيا بقدْر ما هي ممارسة. إذ قد تجد معادياً للفاشية حتى الموت، ولكنه فاشيّ في ممارساته. كذلك هناك من يعادون الداعشية (يقيناً أو لفظاً) ويتهمون الآخرين بها من دون أن يرفّ لهم جفن، ولكن ممارساتهم داعشية صافية.

مواد ذات صلة: النائب ديما سليمان للنواب المنافحين عن أبناء جهاد النكاح: أين كانت إنسانيتكم عندما كانوا يذبحون أولادنا؟ http://www.fenks.co/%D8%A7%D9%84%D8%AE%D8%B7-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%A7%D8%AE%D9%86/18749-%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%A7%D8%A6%D8%A8-%D8%AF%D9%8A%D9%85%D8%A7-%D8%B3%D9%84%D9%8A%D9%85%D8%A7%D9%86-%D9%84%D9%84%D9%85%D9%86%D8%A7%D9%81%D8%AD%D9%8A%D9%86-%D8%B9%D9%86-%D8%A3%D8%A8%D9%86%D8%A7%D8%A1-%D8%AC%D9%87%D8%A7%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D9%86%D9%83%D8%A7%D8%AD-%D8%A3%D9%8A%D9%86-%D9%83%D8%A7%D9%86%D8%AA-%D8%A5%D9%86%D8%B3%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%AA%D9%83%D9%85-%D8%B9%D9%86%D8%AF%D9%85%D8%A7-%D9%83%D8%A7%D9%86%D9%88%D8%A7-%D9%8A%D8%B0%D8%A8%D8%AD%D9%88%D9%86-%D8%A3%D9%88%D9%84%D8%A7%D8%AF%D9%86%D8%A7%D8%9F.html

نبيل صالح: "مجلـس الشعب" يقـرّ قـانـونَ "رعـايـة مواليـد جهـاد النكـاح"(!) http://www.fenks.co/%D8%A7%D9%84%D8%AE%D8%B7-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%A7%D8%AE%D9%86/18718-%D9%86%D8%A8%D9%8A%D9%84-%D8%B5%D8%A7%D9%84%D8%AD-%D9%85%D8%AC%D9%84%D9%80%D8%B3-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B9%D8%A8-%D9%8A%D9%82%D9%80%D8%B1%D9%91-%D9%82%D9%80%D8%A7%D9%86%D9%80%D9%88%D9%86%D9%8E-%D8%B1%D8%B9%D9%80%D8%A7%D9%8A%D9%80%D8%A9-%D9%85%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%8A%D9%80%D8%AF-%D8%AC%D9%87%D9%80%D8%A7%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D9%86%D9%83%D9%80%D8%A7%D8%AD.html

يحيى زيدو: جزية النكاح http://www.fenks.co/%D8%B1%D8%A7%D9%8A-%D9%88%D8%AA%D8%B9%D9%84%D9%8A%D9%82/%D8%B1%D8%A3%D9%8A-%D9%88%D8%AA%D8%B9%D9%84%D9%8A%D9%82-%D9%81%D9%8A%D9%86%D9%83%D8%B3-%D8%A8%D8%A7%D8%B1%D9%83/18750-%D9%8A%D8%AD%D9%8A%D9%89-%D8%B2%D9%8A%D8%AF%D9%88-%D8%AC%D8%B2%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%86%D9%83%D8%A7%D8%AD.html

فضيحة “البيجر"
رسالة من نزار نيّوف يؤكّد فيها أن هيثم المالح نصّاب وطائفي
السافل رامي عبد الرحمن والعدوان الإسرائيلي
الإمارات الشريان الحيوي لاسرائيل.. من المساعدات الإستخباراتية والتسليحية الى معاداة المقاومة الفلسطينية
محور فيلادلفيا واشكالية السيادة
من سيتلافى خطر المنحدر الممتد من قرية بسماقة حتى مرسحين في طرطوس؟
البرازيل تحجب منصة “إكس”.. والسبب!
قاسم الجوجة منشق عن الإخوان: الأخوان هم من ورطوا حماة والعنف من طبيعيهم.. وأطالب البيانوني وزهير سالم بتقديم شهادتهما
معلومات جديدة عن عملية اغتيال الشهيد هنية
الإعلام السوري يخيّب أمل جمهوره المقاوم!
قصي خولي منتقدا حفل افتتاح أولمبياد باريس 2024
الوطنية لا تتجزأ.. دعوة من أحفاد سلطان باشا الأطرش إلى الأهل في فلسطين
من هي الدول العربية التي ضاعفت تجارتها مع الاحتلال إبّان حرب الإبادة؟
زلزال الإحباط.. من المسؤول عن ضحايا سكن الجمعيات؟
هذا ماكتبه رئيس الموساد السابق مئير داغان في هآرتس