كــــــلــــمة و رؤيــــــــا

هكذا جُزّ رأس جندي للعدو.. ذكريات 1962 من سهل الحولة

أُبي حسن- فينكس:

حدّثني قريب لي (ثمانيني), قال:

كنت أخدم خدمة العلم الالزامية عام 1962 في القطاع الشمالي (اللواء السادس), كان قائد القطّاع مع اللواء السادس اللواء زياد الحريري  و كان برتبة عقيد (الصورة), و كان قائد كتيبتنا الرائد متري عرنوق من قرية "متن عرنوق", فيما كان العماد الراحل علي حبيب برتبة ملازم أوّل و يشغل منصب ضابط أمن الكتيبة.
كما كان في الكتيبة ضابط (مسيحي) برتبة ملازم أوّل من بانياس الساحل, كانت زوجته حاملاً و تتوحم على الخيار, و الطقس شتاء.
رأى الملازم الأوّل (المسيحي), عبر المنظار, مزرعة في سهل الحولة فيها خيار, و كان السهل محتلاً من قبل العدو الاسرائيلي, فاعتنم في كبد الليل الفرصة, و دخل السهل المحتل, باغت الجندي "الاسرائيلي" البعيد نسبياً عن زملائه, فقتله و جزّ رأسه, و قطف خياراً, و أحضر معه (غير الخيار) رأس الجندي الاسرائيلي و علبة تبغه, و عاد الى معسكره الذي لم يكن يبعد أكثر من خمسمائة متر عن سهل الحولة المحتل.
انزعج الرائد متري عرنوق من تصرف الملازم الأوّل, إذ اعتبره تصرفاً خاطئاً, فرفع به عقوبة عشرين يوماً سجناً مقترحاً طلب زيادتها إلى الأربعين يوماً. و عندما وصل الكتاب إلى اللواء زياد الحريري, و كان قد عرف أن أحد أسباب دخول الملازم الأوّل الى سهل الحولة المحتّل هو الحصول على الخيار كون زوجة الضابط تتوحم عليه, سأل الضابط: هل يُعقل أن تغامر بحياتك من أجل موضوع كهذا؟! أجابه الملازم الأوّل: بخصوص موضوع الوحام, مع الأسف يا سيدي لم أجد محلّاً فيه خيار كون الفصل شتاء, فيما في السهل المحتل رأيت مزرعة فيها ما أريد. و الأهم يا سيدي أنّي أتيتُ برأس جندي للعدو و علبة سجائره, و هذا فخر لنا.
فكان أن كافأ اللواء زياد الحريري, الملازم الأوّل, و من ضمن المكافأة ابدال عقوبة العشرين يوماً المقترحة, بعشرين يوم إجازة.