كــــــلــــمة و رؤيــــــــا

‏حقا الكرامة لا تتجزأ.. ارفعوا الحصار عن السويداء

‏معين العماطوري- السويداء

في ظل ما تعيشه السويداء من ضغوطات اقتصادية وسوء في تأمين مستلزمات الحياة المعيشية، وبعد تهجير أكثر من 190 الف نسمة من عائلات القاطنين في القرى الغربية والشمالية من السويداء وحرق منازلهم، واستشهاد أكثر من ثلاثة آلاف شهيد وجرح أضعاف ذلك وخطف وفقد المئات... ‏وقف جبل العرب على منكبيه يستعيد قواه بالرجوع الى قيم مضافاته ونخوة رجاله الابطال المذاويد الذين لم ولن يساوموا على كرامة أهلهم، كما قام العديد من اصحاب الدماء الاصيلة الذين كرامتهم لا تتجزأ وغير نابعة من ردات فعل اجتماعية استعراضية، بل هي غريزية انسانية تكمن في خلجات ضمائر الشرفاء الاحياء، بإعفاء العديد من المستأجرين من اجور السكن، خلال هذا الشهر، وهو دلالة على مساهمتهم في مشاركتهم الوجدانية الانسانية بحمل هموم الازمة مع اخوتهم، ومنهم الاخوة امين وايمن ابو فخر ابناء الشيخ الوقور صاحب الايادي البيضاء في تاريخ الجبل ابا حسين يوسف ابو فخر المعروف بكرمه ووجدانه واياديه البيضاء، اذ ما قدموه يدخل في الدائرة الكرامة التي لا تتجزأ، ولهم سوابق بهذا النوع من العمل الانساني من خلال مساهماتهم الخيرية بالخفاء ورفضهم الاعلان به...

‏ان المكان يتضمن اكثر من اربعة عشر شقة سكنية مؤجرة تم اعفاء اصحابها من اجور هذا الشهر هو عمل يستحق التوثيق الاخلاقي...في لحظة يعيشها جبل العرب عصيبة بتاريخه المعاصر. ‏لعل السويداء المنكوبة التي تثبت شوارعها واحياؤها وابنيتها وقراها نكبتها على يد همجية ووحشية الارهاب الداعشي المتطرف، المتسلل بلبوس الدولة تحت مسمى الامن العام وعصابات العشائر، شاهرين سيف الحقد والطائفية والقتل والاجرام، قد احرقوا اكثر من واحد واربعين قرية من القرى الغربية والشمالية، وشردوا اهلها وقتلوا شيوخها وشبابها ونسوتها، باسم الطائفية، لا باسم الوطن والوطنية، لان رسالتهم لم تكن وطنية او تصالحية او انسانية، افعالهم دلت على اقوالهم، ووصلت جرائمهم لتكون بمصاف جرائم الحرب التي يستوجب من المحاكم الدولية محاكمة مرتكبيها والاقصاء منهم....

‏السويداء ما زالت تحت الحصار منذ ما ينوف عن شهر وهي تناشد المنظمات الدولية والدول الكبرى الراعية لفك الحصار عنها، ووقف اطلاق النار، مطالبة فتح معبر انساني لدخول مستلزمات الحياة من ماء ودواء ومحروقات وطحين واغذية للكبار والصغار، والمجتمع اصم عن تلك المطالب لا بل عمدت عصابات العشائر المساندة للامن العام وعلى مراى منهم، استهداف قافلات الاغاثة، الواردة عبر معبر ازرع ومنعهم من الدخول، وهم يتشدقون عبر منابرهم الاعلامية المضللة، ان السويداء ليست تحت الحصار.... ‏والمستغرب انهم ينكرون ذلك ويذهبون الى دول الجوار لتفاوض من اجل فتح معبر عبر الاردن او غيره... لعمري موقف ادانة لا يسوغه تعطيل او تشبيه فيما يفعلون... بمنعهم فك الحصار...

‏اذا بات يقينا ان العناصر المشاركة في الحصار كثيرة وقرار رفع الحصار لا يحتاج الى الكثير من التفاوض من اجل فتح معبر سوري سوري... ‏

لكن الامر الدويلي خرج من دائرة الانتماء الى دائرة المصالح والاملاءات وهذا ما ترفضه السويداء لانها لا تقبل المساومة على تاريخها وكرامتها....ومن باع الوطن وكرامته بالامس لا يستطيع ان يسوق ما يرغب اليوم، فالكرامة لا تتجزأ... ‏واصوات تعلو على ما تبقى من اصحاب الضمير رافة بالانسانية ان ترفعوا الحصار عن السويداء... اذا كنتم تملكون الكرامة....