كــــــلــــمة و رؤيــــــــا

الأنارشية (فوضى الجريمة) بوست من غير المألوف!

د. عبد الوهاب أسعد

في تعليق على أقوال أحد المجرمين الذين يضرمون نيران الفتنة قلت (حمير الفيسبوك إذا بيضلوا على هالسحبة لسة كم شهر بيصير مستحيل السنة والعلويين يسكنوا ببلد واحد)!
أمور ثلاثة حصلت في الأيام الأخيرة جعلتني كتلة نيران غضب وسخط وثورة لا توصف.
أولها، الحرائق (التي تشير أخبار بأنها مفتعلة) طالت الشجر والحجر والبشر، رئة سوريا في ساحلها والذي يضم مواطنين من أعراق وديانات متنوعة، وكادت أو هي في طريقها لكي تأتي على الغطاء الخضري لبلدنا الجريح المعذب، ولكي تحرم مئات الألوف وربما الملايين من المواطنين السوريين من مصادر عيشهم!
وثانيها، خبر الجريمة النكراء التي حصلت في قلب العاصمة دمشق، حيث أن سيدة أكاديمية فاضلة ساعية فاعلة خير قد نهب منزلها وذبحت بحضرة ولدها المقعد. مثل هذه الحادثة النكراء وفي قلب العاصمة ولو حصلت في بلد متمدن ديمقراطي كانت كفيلة على الأقل بإستقالة وزير الداخلية والمسؤولين عن الأمن وتقديمهم إلى المحاكمة.
منذ سنوات عديدة ونحن نحذر ونقرع أجراس الخطر من أننا أصبحنا على أبواب الأنارشية أي فوضى الإجرام غير المحدود خصوصا وأن الضائقة المعيشية تعض بأسنانها النتنة والعملاء الخونة يسرحون ويمرحون ومنذ سنوات عديدة.
أعيدوا موظفي وزارة الداخلية ومسؤولي الأمن الداخلي الخبراء إلى أعمالهم فورا، وإلا فالقادم أسوأ من السيء.
وثالثها، غضبت علي آلهة سوريا وفي مقدمتها أمنا عشتار وكذلك أنبياء الثقافة والتأريخ السوري وفي مقدمتهم سعادة والأرسوزي وأدونيس والسواح والماجدي والطرابيشي وخليف وأمثالهم، وبمحض الصدفة إستمعت لدقائق لبث فديو لأحد الحمير البغال السورية الذي نفث من فمه الكريه معلومات كاذبة ملفقة هدفها إضرام نيران الفتنة. نعلم بأننا في عصر فلتان الحمير والرعاع ولكن إتقوا الله في أنفسكم وفي الأبرياء وفي أمنا الأرض السورية المعطاءة (ماما باتشا / تعبير مأخوذ من حضارة المايا) وإن كان لديكم ما تقولونه ويهديء النفوس ويصلح ما بين الأهل في الوطن الجريح قولوه وإلا فسوف يختم الله على أفواهكم ونفوسكم لتقول أعضاؤكم ما تسببتم به من إزهاق للأرواح البريئة.
قلت في معرض الإشارة للمعتقد الديني أني (أتبع العلم والفكر والعقل والأخلاق الإنسانية وبأن قيمة الإنسان تقاس بعمله وإنتاجه وأفضل الناس من أفاد مجتمعه بأعماله الخيرة ) والله سبحانه وتعالى غفور رحيم ويحاسب الإنسان على أفعاله الخيرة.
كما أني ذكرت مرارا قول كبير مشايخنا المرحوم صالح العلي (إذا إحتاج الوطن كلنا سنة). ولا مانع لدي أن تنعتوني فينيقيا أو سريانيا أو مسلما سنيا أو علويا أو إسماعيليا أو درزيا أو حتى إيزيديا إذا كان في ذلك خيرا وسلاما وأمنا لوطني الحبيب سوريا!
عشت في بيت يعتني بالشأن العام وشهدت لقاءات في مناسبات عديدة تجمع فيها أشراف القوم من ديانات مختلفة من أجل حل إشكالات متعددة. وكانت المرحومة والدتي تلقنني دائما (يا إبني إتقي الله وكل مين على دينو الله يعينو)!
روى لي المرحوم والدي أنه وعندما أدركت المنية صديقه المرحوم فريد بك العضم من كبار شخصيات حماة أرسل في طلب حوالي عشرة أشخاص من أصدقائه المقربين لأجل وداعهم وتزويدهم بالوصايا، وكان المرحوم والدي من بينهم، وكذلك الأمر في أثناء وفاة المرحوم إبراهيم آغا الكنج فاضل.
ومن بعد وفاة المرحوم والدي، وعلى الرغم من تواجد قريبات وأقرباء كثر إلا أن المرحومة والدتي إختارت المرحوم أحمد حاج إبراهيم من أعيان جبلة مؤتمنا على أموالنا، وفي أثناء متابعتي الدراسة الثانوية كان بمثابة المشرف على أحوالي في جبلة، تغمده الله بواسع رحمته.
ما دمت حيا لن أنسى اللقاء الحميمي الذي جمعني بصاحب ورشة حدادة حلبي سني بجوار قلعة حلب، عندما أخبرته أني من عشائر الحداديين حلبية الأصل، وبالصدفة وهو أيضا من نفس العشيرة. وحتى يومنا هذا عشيرتنا منها السنة ومنها العلويين. قاتلكم الله كيف تريدون وتسعون لتمزيق أهل البيت الواحد.
صحيح أنه زمان الغوغاء الرعاع المدفوعين من قبل أعداء سوريا والإنسانية، ولكنكم لن تستطيعوا قتل الروح السورية، فسوريا مهد حضارة الإنسان وأقدم وأعرق مدنية بناها إنسان، وفيها قامات وطنية سامقة لو أفسح لها المجال - وسوف يأتي زمانها - بإمكانها النهوض بسوريا العراقة والإنسانية.
إني أرى حلم نهضة سوريا وهي كطائر العنقاء الذي يخرج من تحت الرماد ويحلق عاليا إلى مكانة تليق بسوريا. الشام باقية ما أراد الله لها ذلك ولا تقنطوا من رحمة الله.
الله يعمرك يا شام المحبة والأصالة.
حييتم جميعا وتحيا سوريتنا المدنية الحضارية. 
الفيدرالية.. “حلم 2013” لفتاة كانت تتهم بالخيانة لأنها فكّرت
"ذكرى سقوط نظام الأسد" لحظة مراجعة تاريخية وبناء رؤية وطنية جديد
غياب فضيلة النقد الذاتي، والاعتقاد أننا استثناء عن بقية البشر
سوريا هي افغانستان الرعب
حافظ الأسد.. الرجل الذي أرعب العالم
حكي بلا فلتر.. خالد بكداش وجلال الطالباني وأحمد الشرع
"استفهامات حول التعافي الوهمي" الاقتصاد السوري في مؤشرات صندوق النقد الدولي
دلالات استدعاء فريد المذهان مجددًا إلى الكونغرس
نهاية التاريخ الموثوق في سوريا
في البحث عن هُويّة لايسرقها حاكم ولايهينها عدو
من التاريخ السوري في حماة.. الانتقام والحشيش
توقيف الرواتب التقاعدية: عدم الشرعية، خرق القانون ومساس بالعدالة
أين تتجه سورية الجديدة؟
الظلام القادم من الضوء
من دستور المدينة إلى الحالة السورية الجديدة.. حين انحرف الدِّينُ عن مقاصده وغابت الدولة عن عقدها