الرواتب تتآكل والزيادة في مهب الوعود
2025.07.07
السويداء- معين حمد العماطوري
يبدو أن مرسوم زيادة الرواتب الذي وعد به الشعب السوري منذ الشهر الأول الذي تولت فيه الحكومة الانتقالية، لم يلق النور إلا بعد أشهر ووعود عديدة بحيث أصابت تلك الوعود مرض التقلص، بحيث كانت 400 بالمئة إلى النصف لتصبح 200 بالمئة، والأهم أن المرسوم التشريعي الصادر عن رئاسة الجمهورية صدر بعد منتصف حزيران بغية أن يتقاضى الموظف الزيادة الذي طال حلمه بها، في الشهر الذي يليه يعني في شهر تموز...
ولكن:
ما قيل من الأشعار وأمثال خيالية باتت واقعية، حيث جسد بيت الشعر القائل: ما كل ما يتمناه المرء يدركه تجري الرياح بما لا تشتهي السفن فقد تمنى الشعب وفق الوعود الأولية وتصريحات السادة الوزراء التي زارت المحافظات وقدمت تصريحات للزملاء الصحفيين، أن الزيادة ستكون 400 بالمئة، وحين سئل السيد وزير المالية متى ستكون الزيادة أجاب بوضوح قائلاً: "الشهر القادم"... طبعاً هذا الكلام في الشهر الثالث من العام الجاري، ولم تصدر الزيادة وتآكلت الأسعار شيئاً فشيئاً، شيء ينخفض وشيء يرتفع، وبدأ الشعب يعيش توفر المادة ولكن مع ضعف القوة الشرائية، أخذت مستلزمات الحياة تضيق أكثر فأكثر، لا بل بعد سقوط النظام البائد الذي حلم الشعب بالخلاص منه، وخاصة من الفساد والإفساد حيث بات ثقافة في النهج والعمل والسلوك عند العديد للكسب غير المشروع، جاء النظام الجديد والناس دخل لأفئدتها السرور والتفاؤل، حتى إذا ما باتت الوعود تنهال كالمطر على أرض صحراء قاحلة، تماهت الحياة بالاعتدال... إلّا أن الشطر الثاني من بيت المتنبي ربما كان الأصدق واقعياً: "تجري الرياح بما لا تشتهي السفن".
لقد صدر المرسوم التشريعي بزيادة الرواتب 200 بالمئة ولم يتقاضاه أي موظف في الشهر الذي يليه وفق ما جاء بالمرسوم، بل صدرت التعليمات التنفيذية من وزارة المالية حديثاً قبل أيام قليلة، لتكون الزيادة في الشهر الثامن... أي بعد شهرين من المرسوم... ولعل ذلك مخالفة لمضمون المرسوم. السؤال الأهم إن الزيادة التي طال انتظارها، وفاق الناس على مرسوم مفرح ومبهج للغاية عساه يحقق الآمال ويسد الفراغات الموجودة في الحياة المعيشية بعد أن تسلل الجوع والفقر إلى طبقات المجتمع كافة، ولكن إلى متى نبقى تحت رحمة الوعود؟
والسؤال الآخر أن الزيادة تتآكل شيئاً فشيئاً في ارتفاع بالأسعار دون الشعور المواطن وهي الدخل العام والحسابات القومية، ولعل تلك الزيادة وارتفاع الأسعار كما قيل: "أنه كدبيب نملة سوداء على مسح أسود في ليلة ظلماء، عجبت لمن يعرف أين هي وأين تكمن، ولكنها بالنهاية مؤذية"... وفهمكم كفاية.