كــــــلــــمة و رؤيــــــــا

تَداوُل

عبد الكريم الناعم

• قال بلهجة لا تخلو من الاستغراب المُلَطّف: "لا حظتُ في منشور لك أنّك ذكرتَ "غزّة"، في زمن أنا، وغيري كثيرون، قد أعرضوا عن أخبار فلسطين المحتلّة، وبعضهم من أهل فلسطين، سواء في الداخل أو في الشتات، فنحن نمرّ بظروف قاسية، متتابعة، ما يكاد الانسان يعرف فيها كوعه من بوعه"؟!!
• أجابه: "معك بعض الحقّ"...
• قاطعه بلهجة مستفِزّة: "تقول (بعض الحقّ)، أنا معي كلّ الحق"
• أجابه: "من فضلك دعني أُكمل فكرتي، قلت ( بعض، لأنّ ثمّة بعضا جوهريّاً قد أسقطتَه من اعتبارك، وهو أنّ (معظم) ما جرى، منذ أكثر من سبعين عاماً، سببه احتلال فلسطين، وأتمنّى أن نتجاوز تلك المقولات التي تفرضها ظروف طارئة، وخطيرة، تريد تغييب الكثير من الحقائق، لصالح دعم تسعى للحصول عليه، ولو عبر شطب كلّ إيجاب حدث في مرحلة ما، في هذا البلد أو ذاك،
عُدْ إلى تصوير أنّ (كلّ) الذين تسلّموا زمام الأمور، في البلدان المحيطة بالأرض المحتلّة، كانوا مرتبطين، أو أنهم مجرّد دُمى جيءَ بهم لتنفيذ مرحلة من المراحل، هذا القول لا يخلو من الشطط، وهنا لا بد من التفريق بين الأفكار التي تُوظَّف للدّعاية والإعلام، وقد تكون مقبولة لدى الذين يُختصَر التاريخ والجغرافيا عندهم للتّسويغ، وتمرير ما يصعب تمريره، و.. الحقائق.
كلّ الحروب التي خيضتْ كانت بسبب الاحتلال الصهيوني المدعوم من عواصم الغرب دعما ليس (أعمى)، بل هو دعم احتلالي (بصير).
إنّ فهْم ما سبق يضع أمامنا خطراً يخصّ سوريّة، وقد صرّح قادة صهاينة من مؤسسي ذلك الكيان، ملمّحا على تقاطع الماضي البعيد مع الرّاهن، فقال: "إنّ الخطر يأتي دائماً من الشمال"، وهنا مربط الفرس، إنّهم يسعون لتمزيق سوريّة إلى كيانات متناحرة، تتقاتل، وربّما استعانن بعضها بقوى خارجيّة، وتُصبح المواجهات السورية السورية هي الأساس، بينما يُكمل الصهاينة الاجهاز على أيّة إمكانيّة داخل الأرض المحتلة لأيّ عمل مُقاوم، ولن تكون حتى أوسلو مقبولة، بل المقبول إسرائيليّاً مجرّد (مختاريّة) لمساحة مُبعثرة، لا باسم فلسطين، بل باسم إدارة شبه محليّة، وربّما سمحوا لهم بتشكيل شرطة محليّة، ومحاكم خاصّة، دون علم دولة أو اسم دولة، ويصبحون كفلسطينيي 1948.
إنّ بقاء سوريّة موحّدة يشكّل تهديداً مستقبليّاً، ولذا فهي مستهدَفة بالصميم،
العراق، وهو ليس من دول الطّوق، جرى احتلاله، وتمزيقه، ولم يستعد عافيته بعد، لكثرة ما زرعوا فيه من الألغام، لمجرّد أنّه وقف إلى جانب الحقّ الفلسطيني في حقبة سابقة.
إنّ ما أراه، وما أتخوّف منه، وما أنا مُعتقِده من تهديد لن يشمل دول الطوق فحسب، بل وما هو أبعد منها، وهذا الذي جعلني أذكر غزّة، إضافة إلى الإبادة العلنيّة وتجويع شعبها، تحت سمع وبصر العالم، والمؤذي، بل المُخزي أنّ مظاهرات عديدة في بلدان الغرب خرجت احتجاجا على تلك المذبحة، بينما بلاد العرب في رقاد يُشبه رقاد أهل الكهف، نتيجة التدجين العميق الذي مورس على شعوب هذه البلاد، ونشر الرعب، والخوف في نفوس أبنائها.
• قاطعه: "نحن عاجزون، أتريد من عاجز أن يحمل مشلول"؟!
• أجابه: "لا، أنا أعرف أنّ شعوب هذه المنطقة قد دُجِّنَت بما فيه الكفاية، وأنّها قد أصابها العمَه لدرجة التناحر الداخلي المخيف الذي يهدّدها بالبقاء، بل يزرع فيها ما يفجّرها من داخلها.. أعرف كلّ هذا، ممّا يمهّد لأن تكون اليد الصهيونية هي العليا في المنطقة كلّها.. لذا ذكرت غزّة، لأنّ شرايين الجسد الواحد تتداخل تداخل الأنفاس، وهذا يعيدني لنقطة الخوف على سوريّة".
إنّها الأواني المستطرقة، بصيغة ما... 
الفيدرالية.. “حلم 2013” لفتاة كانت تتهم بالخيانة لأنها فكّرت
"ذكرى سقوط نظام الأسد" لحظة مراجعة تاريخية وبناء رؤية وطنية جديد
غياب فضيلة النقد الذاتي، والاعتقاد أننا استثناء عن بقية البشر
سوريا هي افغانستان الرعب
حافظ الأسد.. الرجل الذي أرعب العالم
حكي بلا فلتر.. خالد بكداش وجلال الطالباني وأحمد الشرع
"استفهامات حول التعافي الوهمي" الاقتصاد السوري في مؤشرات صندوق النقد الدولي
دلالات استدعاء فريد المذهان مجددًا إلى الكونغرس
نهاية التاريخ الموثوق في سوريا
في البحث عن هُويّة لايسرقها حاكم ولايهينها عدو
من التاريخ السوري في حماة.. الانتقام والحشيش
توقيف الرواتب التقاعدية: عدم الشرعية، خرق القانون ومساس بالعدالة
أين تتجه سورية الجديدة؟
الظلام القادم من الضوء
من دستور المدينة إلى الحالة السورية الجديدة.. حين انحرف الدِّينُ عن مقاصده وغابت الدولة عن عقدها