بعض حصاد المرحلة القادمة..!
2025.05.28
أحمد حسن
قد يبدو العنوان غريباً بعض الشيء، وقد يبدو، أيضاً، متناقضاً في بنيته اللغوية!
السبب في ذلك بسيط وواضح: الغرابة والتناقض وعدم اليقين هو ما يميز صورة هذه الأيام.. وبالتالي فإن الحصاد القادم سيكون من زرع اليوم..ولنتابع:
الزرع 1: أعلن المبعوث الأميركي لسوريا، توماس باراك، "إن حقبة التدخل الغربي في الشرق الأوسط انتهت" مشيراً إلى أن الأمر "أصبح متروكاً للحلول الإقليمية والشراكات والدبلوماسية".
الزرع 2: قال "باراك": "منذ قرن من الزمان، فرض الغرب خرائط وحدوداً مرسومة ووصايات وحكماً أجنبياً، فقد قسّمت اتفاقية سايكس-بيكو سوريا والمنطقة الأوسع لتحقيق مصالح إمبريالية، لا من أجل السلام. وقد كلّف هذا الخطأ أجيالاً كاملة، ولن نسمح بتكراره مرة أخرى".
الحصاد: هذا تدخل من نوع جديد-قديم في الآن ذاته وسيكون حصاده جغرافيا سياسية جديدة – وهذه تختلف في مدلولها وبنيتها عن عبارة جغرافيا طبيعية جديدة- تقتضي الغاء، أو تعديل، القديمة التي أنتجتها الحرب العالمية الأولى وثبّتتها الحرب العالمية الثانية عبر وضع "الرجل المريض" -وهو اليوم الجغرافيا العربية- في غرفة عناية مشددة يشرف عليها "التركي والإسرائيلي" برعاية أمريكية حصرية، مع ترك بعض الأدوار "التمريضية" و"التمويلية طبعاً" لبعض دول المنطقة الأخرى بما يتسق، بالمحصلة، مع رؤية أمريكا الترامبية ومصالحها "الإمبريالية أيضاً" للنظام العالمي القادم.
هامش بمثابة المتن: بالتأكيد لم يكن للزرع السابق وحصاده القادم أن يحصلا لولا قيامنا، نحن، خلال القرن الماضي من عمر سايكس-بيكو بالعناية التامة بما زرعه هذان الرجلان أكثر مما كانا يتوقعان.
وعليه، لنبدأ سريعاً ببناء "برج ترامب"، فذلك هو حصادنا "الطبيعي" لزرعنا السابق..