كــــــلــــمة و رؤيــــــــا

ما العمل؟!

محمد الوزيري

الضربة الأمريكية- الإسرائيلية المباشرة لإيران ستحصل لا محالة، وقد اتُّخذ القرار فيها بالاتفاق مع الحليف الاستراتيجي الأول والثاني (روسيا والصين) وفق قواعد وأهداف محددة لرد الاعتبار أولا، ثم لمحاولة كشف مكامن الضعف في النظام الدفاعي الإيراني، ثم لسبب أكبر هو الفضيحة الأمنية التي تعرضت لها باكورة العمل الإمبريالي "إسرائيل" باعتبارها أعظم ما أنتجته القوى الغربية وأقوى حتى من القنابل الذرية...
لكن هذه الـ(المحددة) ليست جديدة ولا تدخل ضمن التزامات إسرائيل ولا أمريكا، وإنما هي لخداع البغل الروسي المتورط حتى الركب في أوكرانيا، والصيني المسحور بالاقتصاد الصاعد الذي لا ينطوي على أي قوة حمائية طويلة الأمد، بل هي أهداف قديمة تعود إلى عام 2005م، وأضيفت إليها أهداف جديدة لتلبية رغبات الصهيوني في القضاء على مصدر الخطر الأول.
الشاهد في كل هذا أن الخلاف بين القوى الغربية وشبه حلفاء إيران، ليس عن الضربة، وإنما عن طبيعتها فقط. وذلك يفسر بقوة الرفض الإيراني القاطع للدخول في التعاون الاستراتيجي العسكري مع روسيا، لأن إيران ستجد نفسها تدافع عن مصالح روسيا لا غير، ناهيك عن تقويض الإرادة الداخلية في اتخاذ قرارات تتعلق بالسيادة والعلاقات الخارجية. فضلا عن رفض روسيا في السابق تزويد إيران بالسلاح الرادع للحفاظ على توازن القوى.
وهكذا تبرهن روسيا سواء في بنيتها القديمة أيام السوفييت أو بنيتها الجديدة الرأسمالية بأنها أسوأ حليف في التاريخ، وأسوأ مفاوض، وأغبى من مارس السياسة الدولية، وأكثر قوة دولية كررت الأخطاء نفسها، وأسخف من قدم تبريرات الإخفاق والفشل والضعف. وكان لا بد لحلفائها أن يتعلموا الدرس منذ خيانتهم لـ«كوبا» في أزمة الصواريخ النووية ليستيقنوا بأنه لا يعول عليهم. 
ملاحظة من فينكس: كُتب المقال قبل الضربة الأمريكية على إيران فجر اليوم