إلى الطاووس نتنياهو والقول الفصل
2025.11.22
لطفي السومي
لقد هيمنت هزيمة حرب العام ٢٠٠٦ مع المقاومة الإسلامية اللبنانية على نتنياهو وجيشه وشعبه طيلة الفترة من ٢٠٠٦ حتى العام ٢٠٢٤ اي لمدة ثمانية عشر عاما، كان فيها نتنياهو وجيشه يقفون على رجل واحدة خوفا من هزيمة وادي الحجير والجنوب اللبناني.
تغيرت المقاييس بعدما يجب ان نعترف انه قد حصل ما يشبه الهزيمة في العام ٢٠٢٤ وخروج نتنياهو من القمقم ليطوب نفسه وكأنه مارس إله الحرب يضرب يمينا وشمالا، دون ان يكون لجنونه اي عواقب، ويتمرد على كل الاتفاقيات في كل من فلسطين وسورية ولبنان، دون ان يحسب اي حساب لا للعرب ولا للمسلمين الذين هانوا على أنفسهم وعلى عدوهم وكذلك فإنه استهان بالقانون الدولي وبالرأي العام العالمي الذي انتفض وملأ الشوارع والميادين في كافة أرجاء العالم، وأصبحنا نجد مظاهرات مليونية في معظم بلاد العالم وفي أرقي الجامعات حتى في امريكا الحليف التاريخي للكيان الاسرائيلي. راجيا ان نحافظ على هذا الزخم الهائل في العالم والذي سيتغير الكثير منه في عالمنا في العقود القليلة القادمة.
انتقل الآن إلى البرهان الذي لا يمكن ضحده وهو البرهان الأثري حول ادعاء نتنياهو والصهيونية العالمية ان فلسطين كانت دولة يهودية قبل آلاف السنين. لقد قدمت الدليل في كتابة سابقة على انه لم تقم دولة يهوديه في فلسطين إلا في الفترة من ١٢٥ ق. م - ٦٣ق. م في يهودا أي لمدة ٦٢سنة، وفي كامل فلسطين من ١٠٣ - ٦٣ ق. م اي لمدة ٤٠ سنة. وذلك حين اجبر ارستوبولس الحشموني سكان كل من اسرائيل ويهودا وادوم وفلستيا على اعتناق اليهودية أو الجلاء أو الموت، وان هذه الدولة قد سقطت ولم يقم لليهود اية دولة بعد او قبل ذلك. ولكنهم ظلوا كمواطنين وفيما يلي خارطة انتشارهم الواضحة من خلال ما يسمى بالأحواض المدرجة والتي كانت تقام في كافة البيوت وبعض أماكن عصر النبيذ والزيتون وبالقرب من المعابد لإقامة شعائر الطهارة الطقسية التي هي من صميم الممارسات التوراتية والتي يتبين منها ما يلي:
إن مجموع عدد البرك والتي يجب ان لا يخلو منها اي بيت يهودي يساوي ٢٦٥ بركة في كافة ارجاء المنطقة وهي تدل بصورة واضحة على تواضع الوجود اليهودي أو انعدامه في شتى ارجاء المنطقة، حتى لو اكتشف غير هذه البرك وحتى لو وصل عددها إلى الآلاف وما يهمنا هو مناطق انتشارها، ولا بد من ملاحظة ما يلي:
١) انعدام الوجود اليهودي في الجنوب من بئر السبع حتى أم الرشراش (العقبة).
٢) انعدام وجود اليهود في منطقة الغور من جنوب بحيرة طبريا حتى البحر الميت.
٣) انعدام الوجود اليهودي في السهل الساحلي من عكا حتى غزة (باستثناء ٧ برك أو بيوت).
٤) انعدام الوجود اليهودي في الجليل الغربي.
٥) شبه انعدام الوجود اليهودي في منطقة نابلس (أي السامرة أو اسرائيل) بما في ذلك مرج ابن عامر أو سهل يزراعيل (ومعناه بالكنعاني يزرع كبير الالهة الكنعانية إيل).
٦) شبه انعدام الوجود اليهودي في منطقة شرق نهر الأردن وبحيرة طبريا.
فلسطين لنا منذ بدء التاريخ وستظل لنا وستعود لنا بعد ان تنهار الهيمنة الأمريكية وينهار الهوان العربي ونصبح مثل كل شعوب العالم نحترم أنفسنا ونعيش في دولة المواطن والقانون والعلم.