كــــــلــــمة و رؤيــــــــا

سوريا العروبة.. القلب النابض لمحور المقاومة

عدنان عبد الله الجميد- اليمن- فينكس

تعتبر سوريا النواة الحقيقية للأمة الإسلامية والعربية في مناهضة المشروع الاستعماري لدول قوى الاستكبار العالمي في المنطقة، ولها بصمة وجود في أغلب الثورات العربية إبّان العمل على طرد الاحتلال الأجنبي والاستعمار من اجل نيل الحرية والسيادة، ومن هذه الثورات الثورة الجزائرية ضد الاستعمار الفرنسي، والثورة اليمنية ضد الاستعمار البريطاني، وغيرها من الثورات. 

وكان للجيش العربي السوري دور بارز في مواجهة العدو الإسرائيلي في لبنان ومصر وغيرها.

وكان الفضل بعد الله إلى سوريا في نشر وتأصيل الفكر الحر والمقاوم، حيث انتشر المقاومون السوريون في أصقاع المجتمعات العربية لنشر الوعي المقاوم منهم الشهيد الشيخ / عز الدين القسام رضوان الله عليه الذي قاد ثورة فلسطينية، وسميت كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري للمقاومة الإسلامية حماس بهذا الإسم نسبة له، وفتحت أبوابها لعشرات الآلاف من الفلسطينيين الذين شردتهم نكبة 1948م. 

سوريا هي المنشئأ والحاضن للمقاومات الإسلامية والعربية ضد العدو الإسرائيلي، فالمقاومة الفلسطينية أنطلقت من قلب سوريا عام 1965م، وسورية هي الحاضنة للمقاومة اللبنانية، إذ فتحت أبوابها لآلاف اللبنانيين في حرب تموز 2006م، وزودت حزب الله بمختلف أنواع الأسلحة. 

سوريا فتحت المكاتب لحركات المقاومة منها حركة حماس وأعطت لمجاهدي حركات المقاومة امتيازات خاصة، وفتحت الكليات العسكرية لكل الأحرار والشرفاء من أبناء الوطن العربي، وزودت المقاومين بالخبرات العسكرية والتدريب والتسليح إلى جانب الاحتضان والدعم السياسي، والذي أفضى إلى تعزيز الأدوار وتشكيل محور المقاومة في مناهضة المشروع الاستعماري لدول قوى الاستكبار العالمي المتمثل باللوبي اليهودي الصهيوني. 

استمرت سوريا في هذه المهام والدور الذي ميزها عن غيرها، وأيضاً وصولها إلى الاكتفاء الذاتي، كما أقامت تجارة بينية مع الدول العربية، وأنشأت مراكز أبحاث، وهذا الذي لم تتحمله قوى الاستكبار العالمي وأصبحت قلقة من إنجازات سوريا في احتضان المقاومة ودعمها، فخطط للقضاء على سوريا، تزامناً مع التغيير في الواقع العربي الذي جاء به عام 2011م والذي اطلعت عليه باسم الربيع العربي فرسمت الخطة لإسقاط سوريا وجلبت الحركات التكفيرية والإرهابية من أصقاع العالم للقتال في سوريا، واصدار علماء الجور والسوء الفتاوي التي نراها اليوم غائبة في فلسطين ولم نسمع فتاوي جهادية، وإصدار البيانات من الأنظمة المطبعة والتي لم نرها اليوم تتضامن مع الشعب الفلسطيني، ودعم الإرهابيين مالياً ولوجستياً وإنزال الأسلحة لهم عبر الجو، ومعالجة جرحاهم في مستشفيات صهيونية وذلك من أجل تدمير سوريا في جميع المجالات. ولم تكتف -قوى الاستكبار العالمي- بهذا طوال 14عاماً، بل أقدمت على محاصرة سوريا دولياً، فأصدرت قانون قيصر والذي زعموا بأنه حماية للمدنيين في سوريا، واتضح كذبهم وزيفهم عندما وقعت كارثة الزلزال على سوريا شباط عام 2023م، فاتضح أن قانون قيصر هو من ساهم في قتل المدنيين ولم يحمهم. 

ونتيجة إلى العمق الثقافي لسوريا قيادتاً وشعباً، وصمود جيشها الذي قلب الطاولة على دول قوى الاستكبار العالمي، (وَلَا يَحِيقُ الْـمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ)، وذلك بإعادة العلاقة بين النظام السوري وحركة المقاومة الإسلامية حماس ومن ثمارها تولدت معركة طوفان الأقصى، والقادم أعظم وانتظروا المفاجآت.