من ذكريات النضال في الجولان
2024.06.25
نصر شمالي
وتعود بي الذاكرة اليوم أيضا إلى النصف الثاني من عقد الستينيات، إلى زمن العمل الفدائي ودورات ممارسة الكفاح المسلح للبعثيين جميعا قبل غيرهم على طريق حرب التحرير الشعبية العربية الطويلة الأمد، التي اعتمدتها دمشق حينئذ رسميا طريقا لتحقيق كامل التطلعات التحررية العربية، فأتذكر أولئك المناضلين المتفانين، وأتذكر أولئك الشهداء الأبرار، وأتذكر من المتفانين على وجه التحديد قريبي وصديقي ورفيقي على مدى العمر المحامي الأستاذ ابراهيم خوجة (١٩٤٨ - ٢٠١٦) من أهالي مدينة حماة، فأعود إلى العام ١٩٦٩ لأتذكره متواجدا في إحدى معسكرات العمل الفدائي مستعدا بحماسة للمشاركة بعملية فدائية في الجولان المحتل، حيث كانت سورية حينئذ تغص بتلك المعسكرات..
ثم أتذكر وجودي في "وادي الرقاد" في منطقة حوران في ذلك الفجر، كامنا مع رفاقي بين صخور السفح الشرقي من ذلك الوادي الشديد الوعورة، ننتظر بفارغ صبر عودة مجموعة مقاتلين من عملية فدائية في الجولان المحتل جرى تنفيذها ضد قوات العدو خلف مرتفعات قرية "كفر ألما" المحتلة، وفي جملة أولئك المقاتلين إبراهيم خوجة.. ثم رأيناهم، نحن مجموعة تغطية انسحابهم، وهم يتسلقون المرتفع الشديد الوعورة ويتقدمون باتجاهنا تحت وابل من إطلاق النار المتبادل بيننا وبين العدو الإسرائيلي.. ورأيت إبراهيم مقبلا معهم نحونا.. إنه ابن خالتي ورفيقي الذي لا ينسى، والذي تمر في مثل هذه الأيام ذكرى وفاته رحمه الله.
(الصورة تجمعنا في مكتبي بدمشق في الثمانينيات)