كــــــلــــمة و رؤيــــــــا

د. جبور وساعات مع الرئيس المؤسس

.     *30 و 31 اب 1973*
.  *حين كتبتُ، بل حين كتب، بقلم الرئيس حافظ الاسد القرار 3379.*
-------------------
*ا. د. جورج جبور.- فينكس*
*مؤسس ورئيس اللجنة العربية لدعم القرار 3379.*
*رئيس الرابطة العربية للقانون الدولي.* 
*الرئيس المؤسس والفخري للرابطة السورية للامم المتحدة.*
*ليست فكرة ارتباط الصهيونية بالعنصربة جديدة في التاريخ العربي والعالمي المعاصر وإن تباينت الأسس التي بنيت عليها تلك الفكرة.*
*وليس صعباً أن نرى في المادة 11 من دستور حزب البعث العربي في العام 1947 جذراً فكرياً للقرار 3379.*
*ثم جاءت الحركة الافرو آسيوية ومعها حركة عدم الانحياز لتضع مزيداً من اللبنات في بناء ما أصبح عام 1975 القرار3379.*
*الرئيس حافظ الاسد قائد طموح واستراتيجي مقتدر .* 
*شعر بأهمية مؤتمر دعي الى المشاركة فيه وهو يعد لحرب تشرين.*
*دعته الجزائر مضيفة مؤتمر القمة الرابع لدول عدم الانحياز.*
*يُعقد المؤتمر في أيلول 1973 في الدولة التي انتصرت على الاستعمار الاستيطاني، بل في القارة التي جعلتها أوروبا حقل تجارب لمختلف اشكال الاستعمار الاستيطاني.* 
*وفي موسم قمة الجزائر كانت مشكلة روديسيا محط انظار الافريقيين والعالم.*
*للرئيس الأسد كاتب خطب متمرس هو أ. أسعد كامل إلياس رحمه الله .* *فلسطيني لجأ الى سورية.* 
*تدرج في الأعمال الاعلامية.* 
*أخلاقي السلوك من الدرجة الأولى.*
*لم أسمع ابداً من أي أحد انتقاصاً ينال منه.* 
*لم يشأ الرئيس الاسد ان يكتفي بمساعدة ا. الياس له في  كلمته التي سيلقيها في أكبر مؤتمر دولي يشارك فيه.*
*طلب اليَّ المشاركة.*
*لعله تذكر انه كان تبنى اقتراحاً لي عام 1971 لإنشاء مؤسسة تُعنى بدراسات الاستعمار الاستيطاني.*
*لعله تذكر ان أول ما سألني فعله بعد ان استقر في القصر منهياً جولته في المحافظات كان تلخيصاً لكتابي عن الاستعمار الاستيطاني.*
*على مدى مسائيِّ الخميس 30 آب والجمعة 31 منه كان لثلاثة لقاءان في مكتب الرئيس يوماً وفي منزله اليوم الثاني.*
*لقاءان؟* 
*بل حلقتا بحث في التاريخ والجغرافيا والعقائد والسياسة.*
*بدقة كان يصاغ السؤال وبدقة كانت تنسج الإجابة لتصبح لبنة في بنيان الكلمة الرئاسية.*
*عبر عشر ساعات ست منها مساء الخميس وأربع مساء الجمعة خرجت كلمة رئيس الجمهورية العربية السورية لتلفت أنظار وأذهان المشاركين في مؤتمر الجزائر.*
*لماذا؟ ربطت بين جنوب افريقيا والكيان الصهيوني وروديسيا التي أصبحت زيمبابوي لاحقا.* 
*اشارت الى رسالة خطها هرتزل ليستجدي بها العنصري سيسيل رودس مؤسس روديسيا.*
*طالبت بأن توصف بالعنصربة الايديولوجية الصهيونية في فلسطين .*
*وكان الأمر لي في لجنة الصياغة التي كتبت خلاصة أعمال المؤتمر الحاشد. الخلاصة الأساس واضحة. الصهيونية في فلسطين "عُنصرية استعمارٍ استيطاني".*
*وتثور في الذاكرة حكايتان أذكرهما بتحفظ اذ لا استطيع البرهنة على حدوثهما.* 
*ما أن عدنا من مؤتمر الجزائر حتى هتف لي صديق مجرب هو أ د. مجد الدين الشرابي* 
*المختص في تقنيات الافادة من الذرة في الزراعة*
*كان هو وسيلة التعارف الأولى مع زميله في الدراسة بأمريكا العلامة د. عبد الوهاب المسيري رحمهما  الله. قال مجد الدين:*
*أهكذا جعلت خطاب الرئيس كأنه صفحات من كتابك؟*
*حكاية مضيئة* 
*ما أحلى صاحب فكر مؤثراً على صاحب الحكم.* 
*أما الحكاية الثانية ففيها جانب عتمة*
*هل أذكرها؟* 
*نعم ولكن بطلب خاص.*
*أفضل من ذكرها اختتام بمجد شخصي ما يزال طنينه في أذني.*
*أتى صديقي الهندي الى دمشق، رئيساً للجنة أمم متحدة تتقصى مايأتي به الاحتلال من انتهاكات وجرائم.* 
*ما أن تبادلنا الحديث بعد  سنوات فراق حتى قال لي.*
*ألست سعيدا؟* 
*جعلنا كتابك قراراً دولياً.*
*كان يشير الى كتاب لي بالانجليزية صدر في آب 1970 عن مركز الابحاث الفلسطينية في بيروت وانفقت على نشره جامعة الخرطوم .*
*تلكم ذكريات عن 3379  احياها في الوجدان وحبب اليَّ البوح بها صباح الجمعة 21 حزيران الظهور الإعلامي السوري لأمر اطلعني عليه قبل ايام امين عام سابق لمجموعة شُرفت برئاستها.*
*ما الذي ظهر اعلامياً في سورية؟*
*مذكرة وقعها حقوقيون ومثقفون عرب، يتقدمهم المفكر المعروف عبد الحسين شعبان، تطالب بإعادة الاعتبار للقرار 3379.*
*ولا ينتهي الحديث عن ال 3379.* 
*لي عنه قريباً ان شاء الله وقفتان.*
*-- أولاهما شخصية عنوانها.*
*عملي رئيساً للجنة دعم القرار.*
*وعملي مديراً لمكتب رئيس الجمهورية للدراسات السياسية.*
*هل يتكامل العملان أم يتناقضان؟*
*-- وثانيتهما فكرية فلسفية دينية عنوانها.*  *هل القرار 3379 مناهض للسامية ام هو مناهض لمناهضي السامية؟*
*أما اليوم فاختم كما يلي:*
*جهد مبارك يقوم به من لم تضعف عزيمته في الحديث معي عن القرار 3379 منذ جمعنا رصيف مجاور لبيت العائلة في حي الروضة بدمشق عشية إعلان ظهر عام1986 مؤداه إنشاء اللجنة العربية لدعم القرار 3379.*
*أحييك صديقي عبد الحسين أبا ياسر الورد.* *بوركت جهودك وأعلن أننا معاً، انني معك، أنت الفتى، في هذا المضمار.*
-------------------------------
*دمشق.*
*قبل ظهر الجمعة*
*21 حزيران 2024.*