المقاومة تقرع أبواب النصر وتتوعد تل أبيب بالاشتعال
د. خيام الزعبي- فينكس
منذ بداية العدوان على غزة كتبت في مقالات عديدة، مفادها إن المقاومة الفلسطينية لن تدع إسرائيل الإرهابية تفرح كثيراً ولن تترك لها فرصة لالتقاط أنفاسها التي استعملت فيها كل أدوات ووسائل الحروب الباردة والساخنة ضد شعب غزة... لم يكن يساورني شك ان المقاومة ذاهبة الى النصر، واليوم وبفضل انتصارات رجال المقاومة الفلسطينية على الجيش الاسرائيلي، نستطيع ان ندرك وبسهولة الى أين تتجه المقاومة... طبعاً الى لحظة الإنتصار بوتيرة أعلى وبخطوات أوثق من ذي قبل بكثير.
حرب حقيقية تم إعلانها على غزة.. تقودها إسرائيل وتؤيدها أمريكا علناً وترسل خبراءها ومستشاريها الى قطاع غزة ظناً منهم جميعاً إنهم سيكسرون إرادة الشعب الفلسطيني، فموازين الحرب في غزة بدأت تشهد إنقلاباً كبيراً متدرجاً، وهو ما يعد تحولاً هاماً في دفة الحرب هناك، وعلى صعيد آخر فقد أشار رئيس الوزراء الاسرائيلي نتنياهو إلى أن حلم اسرائيل في القضاء على المقاومة "يتحطم أمام عينيه".
في هذا السياق تمكنت المقاومة الفلسطينية هذه الأيام من تحقيق إنجازات كبرى، وآخرها كسر شوكة غولاني، فبعد أكثر من 70 يوماً من قيادته المعارك البرية بغزة، أعلنت إسرائيل سحب لواء نخبتها العسكرية، المعروف بـ"لواء غولاني". وطوال هذه المدة، لعب اللواء دوراً كبيراً في الحرب، إذ كان يتقدم القوات الغازية الإسرائيلية، في عدة محاور من قطاع غزة، أهمها حي الشجاعية ومخيم خان يونس. بالمقابل كشفت عدة تقارير إعلامية حجم الخسائر الكبيرة الذي تعرض له، كما أوضحت المقاومة في أكثر من مرة كسرها شوكة اللواء الذي يعود تاريخ تأسيسه إلى ما قبل قيام إسرائيل، بمعنى إن خروج غولاني من العمل يعدّ مؤشرا كبيراً على طبيعة المعركة، ونجاعة قوات القسام والمقاومة في إدارة معركتها.
اليوم إسرائيل تخسر الحرب ونتنياهو يرفض الاعتراف بالأمر، ولا يمر يوم إلا ونحن نشاهد بالصورة عمليات نوعية ينفذها أبطال المقاومة في أكثر من جبهة وإنهيارات ونكسات تطال مواقع الجيش الاسرائيلي، ولكن الإنتصارات الأخيرة في غزة كشفت الكثير من الحقائق، وقضت على الحرب النفسية، وأثبت المقاوم الفلسطيني بسالته وشجاعته وتفانيه في تحرير بلاده، واستعداده للتضحية بحياته في سبيل وطنه وشعبه، هذه الحقائق تتجلى كل يوم وتعززها المعطيات والوقائع التي هي في مجملها بالأساس مفاجآت وصدمات لم يكن في حسبان الذين رسموا وخططوا للعدوان على غزة، لتكشف إسرائيل والدول التي تداعمها حجم الهزائم والخسائر التي أصابتهم، وليكتشفوا أنهم على وهم، وما يتحدثون عنه من إنجازات، هي في الحقيقية، أحاديث الوهم والسراب.
ولا شك إن الإدارة الأميركية والغربية، أكثر المتفاجئين بعظمة وصمود غزة، لذلك تتلعثم سياساتهما الآن تجاه موضوع الحرب على غزة، بعد أن كانتا قد أعطت الضوء الأخضر لإسرائيل للدخول الى قطاع غزة ونشر الفوضى والدمار هناك، ظناً منهم بأن هذه العملية تستطيع كسر قوة رجال المقاومة، وفي هذا المشهد بات تقدم المقاومة الفلسطينية من جديد هو المعادل الطبيعي لطرد الاحتلال الصهيوني من هناك.
غزة اليوم ذاهبة الى لحظة الإنتصار الكبير، بل ربما نطرق أبواب النصر قريباً، وما يعيشه الأعداء من خيبة في ظل الإنتصارات التي يحققها رجال المقاومة الفلسطينية، نقرأ واقعنا فيها أن المقاومة أسقطتهم وحافظت على غزة من السقوط، وبذلك خسرت إسرائيل والغرب وأدواتهم رهاناتهم العسكرية ولم يعد يراهن سوى على تفكيك تماسك الجبهة الداخلية الفلسطينية، وهذا الرهان بدأ يسقط أمام وعي شعبي عال من قبل الشعب، وحنكة سياسية وأمنية ملموسة في تعاطيها مع الامور.
مجملاً: إن عام 2024م سيكون مرحلة مفصلية في تاريخ غزة كونه يحمل في جعبته الكثير والكثير من المفاجآت التي ستغير شكل المنطقة، لذلك سنتوقع في الأسابيع المقبلة أن يكون هناك تحول كبير بالساحة الفلسطينية ، كما أن هناك بعض الدول ستخسر رهانها بالحرب على غزة، فالأحداث والوقائع الميدانية تشير إلى إنهيار كبير بين صفوف الجيش الاسرائيلي، يقابله صمود رجال المقاومة وإصرارهم على تحرير دولتهم من الإرهاب وتحطيم الجيش الاسرائيلي وأدواته.
تحية إلى المقاومة التي أنقذت وحمت غزة... وأجهضت المؤامرات الخارجية لإعادةتقسيممنطقة الشرق الأوسط... وأهنىء كل حبة تراب فلسطينية تخضبت بدماء الشهداء وتعطرت بدماء الجرحى من أبناء الشعب الفلسطيني... فهنيئاً لغزة التي بقيت قوية صامدة عصية على إسرائيل وذيولها.