تخبط وتوتر "إسرائيلي" بانتظار اطلالة السيد نصرالله
الدكتور خيام الزعبي- فينكس
في ظل التطورات الجارية في المنطقة يتابع الأمين العام للحزب حسن نصر الله مجريات المواجهة بين رجال المقاومة وقوات الاحتلال وما يحدث في لبنان ساعة بساعة ولحظة فلحظة، وهو يشرف على إدارة هذه المعركة في تواصله المباشر مع القيادات الميدانية للمقاومة، ويشرف على كل المجريات الميدانية والعسكرية والسياسية، ليقول للجميع: إننا معاً على قلب رجل واحد... فلا بد من وقفة حاسمة وشديدة في مواجهة الاحتلال ودحره وتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة بأكملها.
اليوم ينتظر الكيان الصهيوني والغرب، وتترقب أميركا ومعها العالم كله خطاباً هاماً من السيد حسن نصر الله لمعرفة ما سيقرُّ عليه رأيه، ولإدراكهم أن صمته ينطوي على الحكمة والخبرة العميقة تزرع الذعر والخوف في نفوس الاسرائيليين، ولعلها تشكل جزءاً لا يتجزأ من الحرب النفسية التي يشنها السيد ضدهم.
من الواضح أن السيد نصرالله سيبعث برسائل ساخنة وخطيرة إلى دول إقليمية تدعم الإرهاب وتستخدمه بكافة الوسائل والإمكانيات، ورسائل أخرى إلى دول كبرى تمارس نفس الشيء، في استخدام الإرهاب وإستثمار نتائجه لتحقيق مصالحها وأهدافها في المنطقة، كان أهمها إن حزبه يخوض معركة كبرى ضد إسرائيل وعملاءها، كما ستتضمن رسائل واضحة وصارمة لمن يعملون ضد محور المقاومة، وأنهم لن يستطيعوا تدمير وطننا وهذا يحمل بين طياته معاني معينة يريد أن يوصلها السيد نصر الله لأعداء محور المقاومة وهي أن من يخطط بشر أو سوء لهذا المحور سوف يمحى من على وجه الأرض وأن الردع هو المعادلةُ السابقةُ والباقيةُ بوجهِ الكِيانِ الصهيوني وحلفائه.
بالمقابل إن إندلاع المواجهة على ساحات لبنان، سورية، غزة، والضفة الغربية وبمساعدة من ايران بات العنوان الابرز الذي يؤرق قادة الاحتلال الصهيوني، الذين عقدوا في الاسابيع الأخيرة مجموعة من المناقشات الأمنية تناولت حالة التصعيد المحتمل مع سورية و حزب الله وإيران، وهذا القلق لم يستطع وزير جيش الاحتلال يوآف غالانت إخفاءه حيث نقلت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي عن غالانت قوله: إن "الأخطار التي تواجه إسرائيل تتزايد"، مضيفا بأن "المهام ثقيلة والتحديات كبيرة والواقع الذي نجد أنفسنا فيه معقد".
هذا الواقع المعقد حذر منه الجنرال عاموس غلعاد، الرئيس السابق للدائرة السياسية والأمنية بوزارة الحرب، في مقابلة نشرتها صحيفة "معاريف"، أن "المحور المقاوم وتهديده يزداد قوة، ما يزيد من التوترات الأمنية في الشمال، خاصة أن حزب الله مستعد لأعمال "عدوانية"، لأن جرأته أثّرت على صورتنا الردعية، وربما أن إيران وحزب الله يخططان لإدخالنا في صراع مع الفلسطينيين، والانطباع السائد في المحافل الأمنية والعسكرية أن إيران وحلفاءها يزدادون قوة، ونحن بحاجة للردّ، والحزب مستعد لأعمال أكثر عدوانية، من المحتمل أن تندلع في أي لحظة".
اليوم باتت المواجهة بين الكيان الإسرائيلي والمقاومة قاب قوسين أو أدنى، فالردود الأخيرة المتبادلة بين الطرفين كانت عبارة عن رسائل أولية محسوبة بينهما، قد تتدحرج الكرة وتنزلق إلى معركة كبيرة كما حدث في العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة، وهنا يمكنني القول إن إنجاز رجال المقاومة هذه العملية تحمل رسائل متعدّدة، وموجهة للكيان الصهيوني وحلفائه القدامى والجدد في الوطن العربي، وأهم هذه الرسائل هو تكريس مقولة أن حزب الله لن يسكت على دماء مجاهديه ومقاومي فلسطين، وأن ثأره لهم آتٍ لا محالة، مهما طال الزمن، وإنه على جهوزية كاملة لردع الإحتلال الصهيوني.
على الجانب الآخر إن كلمة الفصل والقرار اليوم لم يعد لأحد سوى للأبطال في الميدان، فهم باتوا الأمل الوحيد للأمة في رسم خارطة طريق جديدة للدولة الفلسطينية، فما نراه من إنجازات يمثل ثمرات لما غرسته أيادي الشهداء، ولم يعد تحرير القدس وفلسطين مستحيلاً بعد أن قدمت المقاومة الفلسطينية بسالة منقطعة النظير أمام العدوان والغطرسة الصهيونية في حروبها الأخيرة.
وهنا لن أستطيع، بالطبع، في هذه المساحة الوجيزة، أن أعدد ما فعله الأمين العام لحزب الله لرجال المقاومة والذيكان له أثر السحر في رفع معنويات المقاومين المشاركين في المعركة، وعلاقة الصداقة المتينة التي تربطه بالفلسطينيين والسوريين، لكنني فقط أردت أن أحييه كمواطن سوري على ما فعله ويفعله، عندما وقف إلى جانب سورية في حربها على الإرهاب والإرهابيين والمشروع الإسرائيلي في المنطقة ليوصل رسالة للجميع بأن سورية وحزب الله "يد واحدة"، في مواجهة الإرهاب بكافة أشكاله.
مجملاً.. إن إسرائيل العدوانية ستزول لأنها اغتصبت حقوق وأرض الشعب العربي... وستعود الأرض إلى أهلها عاجلا أم آجلا، لذلك ففناء الكيان العبري باتت وشيكة، وأنا على يقين بأن الذين يحلمون بالقضاء على المقاومة في فلسطين يعيشون في وهم كبير، بعضهم ليس لديهم قدرة على الفهم ولا إستيعاب حقائق الواقع لأصحاب العقيدة، فأصحاب العقيدة الذين هم على إستعداد للتضحية بأنفسهم في سبيل عقائدهم يستحيل القضاء عليهم.
ويبقى القول: إنَّنا أمام لحظة تاريخية فارقة في مسيرة هذه الأمة، لحظة غير مسبوقة، فالانتصارات التي تتحقق على أرض فلسطين، تؤكد أن النصر بالفعل "قد أتى"، وأن الغضب الفلسطيني انفجر في وجه المحتل الغاصب، لذلك آن الأوان أن تتلاحم كافة الفصائل الفلسطينية، وأن نرى وحدة فلسطينية حقيقية دون خلافات سياسية لتحرير جمع الأراضي المغتصبة.