كــــــلــــمة و رؤيــــــــا

أرنولد توينبي: لسنا أبرياء!

خالد فهد حيدر- فينكس
توينبي (١٨٨٩- ١٩٧٥) المؤرخ البريطاني الأصل و المعروف لدى المشتغلين بالتاريخ له مواقف من عموم قضايا العرب، وقد شكّل علامة فارقة مختلفة و جريئة بموضوعيته، حيث أنصف العرب وقال عن الحضارة العربية مثلا بأنها أصيلة لم تشتق من غيرها، و لكن موقفه من القضية الفلسطينية والصراع العربي الصهيوني يعتبر العلامة الأكثر تميزاً و الأكثر جرأة حين أعلن تعاطفه وتفهمه للعمل الفدائي المسلح مديناً الغرب وخاصة بريطانيا لدورها في خلق هذه المأساة لشعب فلسطين، وكان مناسبة حديثه في مقال له بداية السبعينات من القرن الماضي تعليقاً على العمليات التي قامت بها إحدى المنظمات الفلسطينية في قلب أوربا، حين قال صراحة: "حتى لو كنت أنا في أي مطار في العالم وأصبت أو قُتلت، فأنا لست بريئاً لأن حكومة بريطانيا هي من صنع هذه المأساة لهذا الشعب، وإن من حق هذا الفدائي أن يطلق النار كيفما "تمكن و أينما سنحت له الفرصة حتى يحقق استعادة أرضه..

رحل توينبي، ولكن للأسف الشديد لم يعد اليوم، وبعد أكثر من نصف قرن، من يجرؤ أن يتحدث عن الضحايا الأبرياء الفلسطينيين ولا عن حق العودة و لا عن أبسط الحقوق لهذا الشعب.
إن ما مرّ على شعب فلسطين يجعل من حق هذا الشعب و عموم العرب و أحرار العالم أن يبدعوا في أساليبهم وأدواتهم، وهذا ما لم يتوقف عنه هذا الشعب الأبي الذي من المحال أصلاً إلّا أن ينتصر.