كــــــلــــمة و رؤيــــــــا

إنه طلال سلمان..

علي سليمان يونس

ذلك المناضل الذي لم يطأطئ رأسه لاحد.. ذلك الرجل الذي حمل قضية فلسطين على كاهله، حيث كانت قضيته الأولى، كان عروبيا ومحبا لعبد الناصر ولحافظ الأسد كان عابرا لكل الأحزاب والمذاهب.. طلال هو ذلك القلم الذي لم ينكسر.. كان مدرسة في الأخلاق المهنية، وفي الالتزام بقضايا العرب.
كنت من المعجبين بصحيفة السفير, وكنت انتظرها بفارغ الصبر لأقرأها من الصفحة الأولى إلى الأخيرة.
ما كان يشدني إلى طلال سلمان انه رجل صادق لم يتغير أبداً حتى عندما ضاقت به الأمور رفض مد يد العون إليه مقابل بعض التنازلات.. وأقدمَ في لحظة حزينة ومؤلمة على إغلاق الصحيفة وأصيب الفقراء والمهمشين بإغلاقها بفقدان صحيفة كانت تعبر عنهم.. حيث كانت صوتا لهم.
اجتمعت به مرة واحدة ربما كان ذلك في عام 2004 أو 2005 لا اذكر التاريخ بدقة , وكان ذلك بناء على طلب أحد زملاء السلاح الذين كانوا يخدمون في القوات السورية في لبنان، حيث اتصل بي وقال لي: اعرف انك من المحبين لأبو احمد وهو موجود الآن في دمشق، هل لديك متسع من الوقت لكي نرتشف فنجان قهوة عندك؟ قلت له: على الرحب والسعه أنا بانتظاركما... عندما حضرا إلى مكتبي.. تطرقنا في الحديث إلى مواضيع شتى ,وكان مهتما جدا ان يعرف رأيي بها.. لا سيما ان زميلنا وضعه بصورة إيجابية عني.. قبل نهاية اللقاء قال لي: أخي أبا سليمان هل لي بسؤال خصوصي، ولك الحرية في الإجابة أو الرفض. قلت له: تفضل. قال مررت اليوم إلى مكتب (فلان) وحاولت ان أناقشه بقرار فتح الأسواق السورية أمام البضائع التركية وخطورته على الاقتصاد السوري وعلى الصناعة السورية.. فانتفض قائلاً: "إن قرار فتح الحدود مع الأتراك، وفتح الأسواق السورية أمام بضائعهم، لا يعادله في الأهمية سوى قرار حرب تشرين التحريرية"، وكان وقع هذا الكلام عليّ كالصاعقة.. فما رأيك؟ قلت: بداية أنا احترمه، ولكنني اشفق عليه، فكلامه يجافي الحقيقة، ويدل على انه بعيد كل البعد عن الواقع... وشرحت له رأيي.. فأجابني:
ما كان زميلنا العميد له الشكر، مخطئا عندما نصحني بأن التقي بك..
رحم الله طلال سلمان وتغمده بواسع رحمته..
كم نحن بحاجه إلى كتّابٍ ورجال صحافة أحرار كطلال...