كــــــلــــمة و رؤيــــــــا

عيد الأم.. من نافذةٍ سورية

هيام عباس صالح - فينكس:

يعتبر شهر آذار بشكل عام شهر المرأة لأنه يحمل عدة مناسبات تدعم المرأة وتعّظم دورها... من يوم المرأة العالمي في ٨ آذار إلى عيد الأم في ٢١ آذار، حيث أنه يوم بداية فصل الربيع.. فصل الدفء والعطاء.. تُرى هل المرأة أخذت صفاتها منه؟ أم آذار استمد منها معاني الدفء والجمال؟ لم يكن عبثاً تحديد يوم ٢١ آذار للاحتفال وتكريم الأم وإنما لوجود هذا التشارك والرمزية حيث أن فصل الربيع يرتبط بتجدد دورة الحياة والإنبعاثات في الطبيعة، كالحياة التي تقدمها الأم لأبنائها بطابعها الأسطوري...
تلك الأيقونة التي تفوقت على كل مقاييس الصبر والتضحية والعطاء... نعم لقد خصّها الخالق وميّزها عن سائر خلقه بغريزة الأمومة لتنعم البشرية بطاقة لا محدودة من الحب والإنسانية.
لقد احتفلت شعوب عدة ودول كثيرة بعيد الأم مع اختلافٍ بسيط في التاريخ وحتى في الاسم احياناً، كالمصريين القدماء قد احتفلوا  بعيد الأم منذ سبعة آلاف عام وورثه الأحفاد.. وقد جاءت نقوش المعابد المصرية لتظهر مدى تقديس المصري القديم للأم لدرجة أنهم رفعوها إلى مصافِ الآلهة كالآلهة ((إيزيس)) ربة الأمومة.
وحددوا ٢١ آذار من كل عام ليحتفلوا بالأم وأطلقوا عليه عدة تسميات كعيد الأم المقدس وعيد أم الحياة، ومع تتالي السنوات أخذ بعداً انسانياً واجتماعياً كما هو الآن.
وتختلف صيغة الكلام عند الحديث عن الأم السورية أو حتى عن المرأة السورية بشكلٍ عام، حيث أنها أثبتت للعالم أجمع مقدرتها الأسطورية على الصبر وتحمل أصعب وأقسى أنواع العذاب خلال هذه السنوات العجاف التي تعيشها سورية، فبقيت على مدى هذه الأيام والشهور والسنين تبث روح القوة والدعم والتمسك بالمبادىء في نفوس أبنائها، فكم من أمٍ تحملت فقدان ابنها وأكملت رسالتها في الحياة؟ وكم من زوجةٍ أكملت تربية أبنائها وحيدةً بعد أن فقدت زوجها؟ وكم فتاة يتيمةً عاهدت نفسها على المضيّ في مواجهة الحياة بكل ثبات ونجاح؟... فما هذا إلاّ نتيجةٍ لتربية أمٍ أطعمت وسقت أبناءها إرادة الحياة.. هذه هي الأم السورية.. التي حتى الاحتفال بعيدها أخذ شكلاً مختلفاً عما اعتدنا عليه نتيجة حربٍ شعواء دمرت حتى الذكريات وجعلت عيد الأم يوماً لوجع قلوبٍ فقدت فلذة كبدها، وكم من أمٍ تترقب ليطل عليها ابنها المهاجر عبر شاشة جوالٍ صغير ويقتصر العيد على كلماتٍ ظاهرها يحمل فرحاً لكنها محملة بدموع شوقٍ تقيلةٍ ساخنة. فأصبحنا نفتقد للجمعات واللقاءات ومراسم الإحتفال من طبخاتٍ وحلويات..
ورغم كل ذلك نرى الأم السورية تدرك أهمية دورها وتتحمل مسؤوليتها كحاميةٍ  حقيقيةٍ لسورية كونها المسؤولة عن غرس مفاهيم الصدق والأمانة في نفوس أبنائها، فهذا هو الرصيد الحقيقي الذي يبني الأوطان. فكل عام وأمهات العالم بخير والأمهات السوريات بألف خير.