كــــــلــــمة و رؤيــــــــا

السويداء مجدداً

مها الأطرش

السويداء من جديد تعود للمشهد المراد منذ فترة إشعال فتيله وفي كل مرة كانت حكمة ورجاحة أبناء المحافظة الحقيقيين تفشل مثل هذه المحاولات.. من قال إن هذه الصورة حالة تعبير عن الرأي أو مطالب! بالرصاص والنيران؟
عند هذا المشهد تحضر في ذاكرتي حادثة تاريخية نحفظها عن جدنا العتيد سلطان باشا الأطرش عندما قابله وكيل مطران دمشق وفاوضه بموضوع التفاهم مع الفرنسيين حول مشروع فصل الجبل عن سورية وتعيينه حاكما عاما عليه فأجابه .
"إن الجبل جزء متمم من سورية ولا يجوز بتر عضو من هذا الجسم المقدس فلا أقبل بأي صلح أو تفاوض على أساس الإخلال بالوحدة السورية".
فقال وكيل المطران : إن الذين استسلموا من زعماء الدروز يؤيدون هذا الرأي فلماذا تشذون عنه. فأجابه:
"إنهم أحرار برأيهم ونحن أحرار برأينا وإن الحكم الوحيد بيننا هو السيف وسنحاربهم كما نحارب فرنسا من معقلنا هذا".
فودعه الوكيل بعد هذا الجواب والفشل ولسان حاله يقول.
إن هذا البطل لا يخدع....
تنبهوا واستفيقوا واحسنوا التقدير للعواقب ولا تكونوا ضحايا مآرب قاومها وهزمها أجدادنا بحد السيف، المعاناة اليوم حال السوريين في كل بقعة من هذا الوطن الذي مرت عليه أعتى الظروف والحروب.. فلا تفركوا الجرح بالملح يكفينا ألماً ونزيفاً.
في الصورة المقابلة للمشهد المؤسف تستوقفني منشورات وكتابات السوريين اليوم التي تتكلم بذاكرة ولغة واحدة تعكس عمق أثر محافظة السويداء أو جبل العرب كما أسماها سلطان الأطرش في نفوس أبناء هذا الوطن على امتداد رقعته الجغرافية، وثقتهم بحكمة شرفاء وعقلاء الجبل البريء من همجية ورداءة الفعل الذي حاول البعض تكريسه في مشهد اليوم.