كــــــلــــمة و رؤيــــــــا

حين توجه الثقافة النظام الاجتماعي

أحمد غانم- فينكس
- لن ندخل في متاهة تعريف الثقافة فهناك آلاف التعريفات مما يعني أنها مفهوم ذو دلالة فضفاضة ونسبية. إلّا ان ما يجمع بينها كما أرى هو أنها رموز لها طابع الشعائر والطقس وهي موجّه أساسي للسلوك الفردي المندغم في الجماعة التي ينتمي إليها هذا الفرد.
- أما النظام الاجتماعي فهو النظام المسلح بالاجراءات الذي يدعي أنه يشكل وحدة الدولة على اختلاف ثقافة أفرادها.
- في البلدان المتخلفة تطبع الثقافة بطابع ديني وطائفي وحتى قبلي وعشائري وصولاً إلى العائلي.
ويسعى رجال الدين لتحويل الدين (العقيدة) إلى ايديولوجيا وذلك في سعيها للإمساك بالسلطة. وبذلك تنتقل القداسة إلى الايديولوجيا
كما يسعى السياسيون لتحويل الايديولوجيا إلى عقيدة، وبذلك يضفون القداسة على الايديولوجيا فتصبح مقدسة.
- وفي هذا الحوار- الصراع يحصل التواطؤ بين أصحاب العقائد التي صارت ايديولوجيا والايديولوجيات التي تحولت إلى عقيدة. وتصبح هذه الثقافة الهجينة المضادة لكل تقدم وعقبة في طريق أي تطور محتمل وتصبح العلمانية منبوذة من الطرفين. ويصبح الدستور سندا شرعيا وقانونيا لهذه التركيبة غير المتالفة حين يحدد فيه دين الدولة.
- وتتحول القوى الحامية لهذه الهجانة المضادة للتاريخ الى "كلاب حراسة" كما يقول جيل دولوز. لأنهم مشبعون بهذه الثقافة. وعلى الرغم من أنهم يعملون ضد مصالحهم ومصيرهم فإنهم يشكلون القوة المدافعة عمن يسحقهم.
---------

ملاحظة: تحليل بنية كلاب الحراسة لها حديث خاص.