كــــــلــــمة و رؤيــــــــا

مصفاة حمص و محطاتها و معامل غازها الاقتصادية تسمع صوت سفير الكرامة رغم ضجيج الحروب!

"تطعميني خبزة و زيتونة و تعشيني بطاطا" هذا ملخص الصمود السوري العظيم الذي لن تزيله من الوجود كلّ جرعات الجوع و وصفات الآلام المعدَّة في مراكز أعتى الدول الاستعمارية البغيضة و قد باح به سفير الكرامة لواء الأبجديات الوطنية الصارخة في سورية و المشرق رغم أنَّ كلمته تُحاصر بمقدار ما يحاصر وطنٌ بحجم سورية الدكتور بهجت سليمان فارس الأسد السوري المخلص وسط ما تعانيه سوريانا من حصارٍ لم و لن يمرّ مثله على مرّ العصور!

عندما قال حمد بن جاسم الثعلب القطري الإرهابيّ عام 2009 للأسد البشَّار أنا أحلم بالعمل مدير مكتبٍ لديك لم يكنْ يبحث عن الحقيقة بقدر ما كان يودُّ الوصول إلى إرهاب الخديعة كي ينال بحلاوة اللسان ما عجز عنه و سيعجز عنه دوماً تحت مرمى السلاح و الإرهاب بجعل دولةٍ كسورية ألعوبة في مسار التطبيع الأعرابي الخليجي الصهيونيّ و لكنَّ الأسد السوريّ لا يناور في رؤى الوطن الاقتصادية انطلاقاً من قرار المصير الوطني المجرَّد من جعل مفاتيحه خارج البيت السوريّ و داخل عواصم تأخذ مباركة قرارها من عاصمة واحدة تضمّ العمّ سام و طفله الصهيونيّ الوحيد في هذا العالم الخاضع لهما بامتياز و بغضِّ النظر عن طبيعة المغريات و المعطيات!

و عندما خسر الصهاينة جنوب لبنان عام 2000 بعد خروجهم منه مدحورين لم يفرح ثعالبة كيانهم بهذا الاندحار بقدر ما فرحوا لمَّا فاضت روح الأسد الحافظ الذي أسَّس المقاومة و حفظها بقدر ما رسَّخ انهيار مشاريع التقسيم في هذه المنطقة اللاهوتية المتحركة لأنَّ معنقدهم كان يحوم حول التصديق بوهم نجاح مشاريعهم ناسين أنَّ "منْ خلَّف لم يمت" و أنَّ الأسد البشَّار رغم كلِّ مرونته في فنِّ إدارة الحدث أقسى و أصلب منْ أن يخضع لمشاريعهم و ينساق وراء رغباتهم بالخنوع و التبعية و الاستسلام!

التوازن الاستراتيجي خارج الحدود فكرة خلقها حافظ الأسد و لم يسقطها على كوبا التي صمدت لخمسين عاماً مع كاسترو بل أسقطها على سورية الكبرى سيدة الصمود المئويّ التام كي لا تتحول المنطقة بهذا الإعصار الصهيو أعرابي الصهيو أميركي الصهيو عثماني إلى منطقة ذائبة دونما هوية و دونما عنوان و تعريف خاضعة بدلاً من أن نقول إلى منظومات الشعب و الجيش والمقاومة و الشعب و الجيش و القائد إلى التبعية السياسية و الريعية الاقتصادية و المذهبية الدينية بلا مقاومة مسلحة و لا ممانعة سياسية تدعمها في المحافل الدبلوماسية المشتعلة!

لم يغفل سفير الوئام الوطني عن أخطاء الحكومات والحكَّام في هذه المنطقة لكنه لم يتنازل عن إصراره عن لجوء دول المحور الصهيوني إلى سياسة الحصار الاقتصادي المر و التجويع الممنهج كي يكون التركيع و خلق الفجوات ما بين الحاكم و المحكوم نتيجة لا مفرَّ منها و ما جرى من اعتداءات إرهابية متزامنة على مصفاة حمص و معمل غاز جنوب المنطقة الوسطى و محطة الريَّان و حقل الهيل يؤكِّد بما لا لبس فيه أنَّ الحرب القادمة كما رآها الدكتور بهجت سليمان و كما يراها الناظرون بعين الوطن السوريّ هي حرب اقتصادية بكلِّ فصولها العسكرية الإرهابية صادق عليها ترامب أخيراً بالتوقيع على قانون "سيزر قيصر" الذي يشرعن إرهاب الدول على دول أخرى دونما رادع و دونما تأنيب أمميّ وسط انهيار الحماية العالمية ممَّا يجعل المسؤولية كبيرة على أقطاب المشرق العالميين روسيا و الصين و الهند كي يحموا سوريتنا من هذا الصلف و الاستكبار!

قاوموا برغيف الحياة مهما غمَّسوا زادكم بالدم و لكنْ لا تسكتوا عن سلطويٍّ يتاجر بكرامتكم كي لا يكون الوطن حقبة من ذلّ و زمناً من أزمان الاستعمار!

 

بقلم

الكاتب المهندس الشاعر

ياسين الرزوق زيوس

سورية حماة

السبت 21\12\2019

الساعة الثانية و العشرون