كــــــلــــمة و رؤيــــــــا

اقرأ تاريخ عدوك ثم تعال نتحاور

عقيل هنانو

في العراق أتوا بقادة من الشيعة على دبابات الأمريكي ليسلموهم الحكم، بعد احتلال دمّر البنيان والإنسان وارتقى فيه أكثر من مليوني شهيد، وكانت الفتنة السنية - الشيعية/العربية - الكردية، وتم تقسيم البلاد… خدمةً لمصالح المحتل….
‏في إيرلندا دعموا الإرهاب بين حزبين مسيحيين، فجّروا لبعضهم البعض الجنازات والقبور والكنائس… خدمةً لمصالح المحتل…
‏في الهند خلقوا فتنة بين الهندوس والمسلمين، ودعموا التقسيم، وخلقوا دولة الباكستان، ثم قسموا الكائن الجديد الباكستاني وخلقوا منه بنغلادش… خدمةً لمصالح المحتل…
‏في فلسطين أشتروا بعض من كان يقاوم ووقعوا معه اتفاق سلام، وقسّموا البلاد بين المقاوم والمطبع… خدمةً لمصالح المحتل…
في لبنان قسّموا المسيحين لفئتين، فئة تتحدث بلسان الكرامة والمقاومة وفئة تتحدث بلغة ومفهوم الصهيوني، وكذلك فعلوا بسنة لبنان وشيعة لبنان حيث خلقوا فيهم قيادات تطبّع وتسالم وتطالب بنزع سلاح المدافع والإستسلام للمهاجم والمُحتل والمحاصر… خدمةً لمصالح المحتل…
في السودان خلقوا حرباً إسلامية مسيحية، فقتلوا الملايين، ثم قسّموا البلاد وخلقوا دولة جنوب السودان واستولوا على بترولها وخيراتها، وكانت اول سفارة فيها سفارة الصهيوني… ثم دبّروا انقلاباً على البشير، وسلّموا البرهان وهو عميل طبّع مع الصهيوني، وسلّم له قرار البلاد، ومع ذلك خلقوا له عدواً وخصماً جديداً استعداداً لتقسيم ثالث… واليوم السودانان المسيحي والمسلم غارقان في حروب أهلية ودماء ودمار وصمت تام لدول الحصار والعدوان والاحتلال… كله…خدمةً لمصالح المحتل…
وفي إيران خلقوا معارضة مسلحة ضد الدولة الوطنية، وقاموا باغتيال العلماء وتدمير مراكز الأبحاث، وحرضوا الصهيوني أو الصهيوني حرّض الأميركي، لا فرق بالتسميات بين الأعداء، بهدف تغير النظام وتدمير القدرات… خدمةً لمصالح المحتل…
في أوكرانيا قتل فيها مليون أوكراني حتى اليوم في حرب الاستعمار الغربي ضد الروسي، ولازال الغرب الاستعماري يصر على استمرار القتال، فجثث القتلى حصراً روسية أوكرانية… خدمةً لمصالح المحتل…
وهم… البريطاني والفرنسي والأميركي والصهيوني… قادرون بمال وبطش وتهديد وتسلط على الإتيان وتصدير وخلق ألف بن لادن بيننا، وآلافاً من الجولاني والبغدادي والزرقاوي وعباس وسادات وبن علي وعبدالله وبن زايد وبن سلمان بلبوس العقيدة والدين والعرق الذي يناسب أهدافهم وما له يسعون… فقبل ان ترفض الفكرة وتحتد معتبراً الأمر إهانة لك ولعقيدة ودين ومذهب وعرق، فأنت وأنا ونحن وهو وهي وهم ومجتمعاتنا وديننا وعقيدتنا لا علاقة لنا بلأمر، إذ سوف يصدر لنا من يتكلم بإسمنا ويدّعي أنه جزء مننا ويزوّر تاريخ مولده ويفبرك لنا اسم أم وأب ليؤكد لنا انه ابن البلد والعقيدة والمذهب، إسم البغدادي لم يأت من عبث وكذلك الزرقاوي لم يطلق دون هدف والجولاني اسم يرمز زوراً للوطن… فلديهم في تل أبيب عاصمة الصهيوني… ما يدعى الكلية الإسلامية لتصنيع الجولاني السني والشيعي والعلوي والدرزي والاسماعيلي، ولديهم فاتيكان يرسل لهم مطارنة يبيعون أملاك الكنيسة العربية ويعين لهم بطاركة تبصم لهم من لبنان لفلسطين والعراق…
كمجتمعات… لا أحد معصوم عن الفتنة، ولا أحد معصوم عن الخيانة، ولا أحد فوق الاختراق، فالمال مفسدة خاصةً حين يأتي بعد حصار وتهجير وجوع وفقر وحرب… اقرأ تاريخ عدوك قبل أن تسرد لي تاريخك وتاريخ عقيدتك لألف سنة وأكثر، فأنا أعرف عراقة الأنتماء وأصالة المنبت ونقاء الإيمان… ولكن البعض لا يعلم قذارة العدو ونجاسة المحتل وإرهاب المحاصر.… أقرأ تاريخ عدوك… وبعدها إن كان لايزال هناك خلاف… لا سمح الله… نتحاور…