كــــــلــــمة و رؤيــــــــا

في رحاب ذكرى جلاء المستعمر الفرنسي

د. أسامة اسماعيل- تكساس- فينكس:

نعيش هذه الأيام ذكرى عزيزة على قلوبنا، مقدسة في ذاتها وذاتنا، ناضل أجدادنا من أجلها طويلاً، وننتظرها نحن كل عام بفارغ الصبر، إنها ذكرى جلاء المستعمر عن بلادي المجيدة سوريا، هذا المستعمر الذي دنس أرضنا عشرات السنين، مارس أقسى أنواع الإرهاب بحق شعبنا، وأسقط بأسلحته مئات الآلاف من الشهداء، دمر جمالها وروعتها، وزرع الفتنة بين طوائفها، منزوع الرحمة والشفقة، عديم الأخلاق مجهول التاريخ الذي لم يفرق بين مسلم ومسيحي، مدفوع بالطمع والجشع، لاستغلال خيرات سوريا وثرواتها، سرق ونهب وقتل ودمر كل ما وجده في طريقه، لذا تعتبر ذكرى الجلاء محطة هامة في تاريخ سوريا، استرجعت بموجبها سيادتها الكاملة على أرضها، حيث لم يتوقف النضال إلا عند اعتراف فرنسا باستقلال البلاد.
في ظل لملمة الذكريات الجميلة التي ورثها الأبناء عن آبائهم وأجدادهم، وحملت قصص رجالات سورية الأبطال الذين أخرجوا آخر جندي مستعمر من سورية ورفعوا علمها عالياً..
عيد الجلاء أجمل يوم في تاريخنا وأغلى ذكرى على قلوبنا، وهو عيد لكل سوري وعربي أصيل.
يتزامن عيد الجلاء هذا العام مع عيد القيامة حيث تحتفل جاليتنا السورية و المسيحية بالمناسبة تأكيداًً منها على اعتزازها بالهوية السورية و بعلم الوطن الغالي و الالتفاف حوله، والعمل المسيحي بتمتين الوحدة الوطنية السورية و الدفاع عنه بكل طاقاته.
و برغم جروح شعبها الأبي التي تنزف يومياًً، إلا أن روح الأمل بالفرح و الحياة الكريمة تحت سقف علمه الغالي تنعش الروح و تجدد الثقة بزوال المستعمر الإرهابي المتعدد الوجوه بكل أشكاله، وجلاء المحتل الفرنسي من سوريا مثل علامة فارقة في سماء الوطن والمنطقة، ودرساًً بالغ الأثر في التحرر والتضحية من أجل الحرية والكرامة ورفض المستعمر والمستبد، لذا أدعو كل أبناء الوطن وقواه الخيرة إلى مواصلة النضال ضد الإرهابيين ودعم الجيش العربي السوري لتحقيق جلاء جديد ونصر جديد.