كــــــلــــمة و رؤيــــــــا

حكومة "بتنباس من عيونها"!

زياد غصن- فينكس:

في البيان المالي الوزاري حول مشروع قانون الموازنة العامة للدولة للعام 2022، أوردت الحكومة عشرة إجراءات، قالت إنها اتخذتها خلال النصف الأول من موازنة العام 2021.

من يقرأ هذه الإجراءات سيكتشف سريعاً إن معظمها ليس أكثر من حبر على ورق، وأن ما تحقق فعلاً على أرض الواقع كان عكس ذلك تماماً، وتالياً فإن الشكوك حيال إمكانية تنفيذ الأهداف المعلنة لموازنة العام القادم محقة.

فمثلاً... من بين تلك الإجراءات، التي قالت الحكومة إنها نفذتها خلال الفترة المذكورة، "العمل ما أمكن على تحسين مستوى معيشة المواطن"، والواقع يشير إلى أن الوضع المعيشي للمواطن استمر بالتدهور الشديد، بدليل تفاقم مستوى التضخم، ارتفاع معدل الفقر، اتساع عدد الأسر التي تعاني من انعدام في أمنها الغذائي، وغير ذلك.

كذلك الأمر عندما تدعي الحكومة أنها عملت على "تعزيز البيئة الاستثمارية من خلال الاستمرار في تعديل الأنظمة والقوانين لتحسين المناخ الاستثماري وزيادة عدد المنتجين والمستثمرين"، في حين أن كل المؤشرات تؤكد أن العام 2021 شهد أكبر هجرة لرؤوس الأموال والصناعيين، وهذا نتج عنه نقص كبير في كميات السلع والمواد في الأسواق المحلية.

وحتى في حديثها عن جهودها في تطوير القطاع الزراعي، فإن الحكومة تنسى أنها قامت بتحرير أسعار الأسمدة (وهو ما لم تفعله حكومات ما قبل الحرب)، عجزت عن تأمين حوامل الطاقة للمزارعين وتركتهم فريسة السوق السوداء، وقفت تتفرج على خسائرهم جراء فشلها في تأمين أسواق تصديرية للفائض من بعض المحاصيل....إلخ.

وهكذا في معظم الإجراءات المتبقية..

لو أن الحكومة قالت إنها تمكنت من زيادة عدد الأسر الآمنة غذائياً من حوالي 5% بنهاية العام 2020 إلى حوالي 10% خلال النصف الأول من العام الحالي، لكان من حقها علينا أن نشكرها ليل نهار!

لو أنها قالت إنها تمكنت من تثبيت - وليس تخفيض- أسعار السلع والمواد الضرورية خلال الفترة المذكورة أعلاه، لكان واجباً علينا أن "نبوس" جبين كل وزير ومسؤول على جهوده.

لو أنها حلت مشكلة الطوابير، وعملت على تأمين احتياجات المواطنين بما يحفظ كرامتهم ووقتهم ووضعهم المعيشي، لحق لها أن تكون أفضل حكومة تمر على السوريين.

لو أنها صارحت المواطن، واعترفت له بفشلها في تحقيق ما وعدت به في بيانها الوزاري، لكان ذلك أفضل ما يمكن أن تفعله مع نهاية عام مأساوي آخر!

لكن يبدو أننا سوف ننتظر طويلاً... وقد لا يتحقق ما سبق لأسباب نعرفها جميعاً!