كــــــلــــمة و رؤيــــــــا

احملوا العصي واضربوا على ظهر التاريخ..

باسل علي الخطيب- فينكس
نحن الذين نعاني من طوفان الماضي....

متى سيستطيع النص أن ينتج كائناً أقل ولاءً للعالم الآخر؟...
هناك سؤال يتبادر إلى الذهن، كيف حدث ذلك الخلل في التفسير الذي جعل تلك الجدران ترتفع بين المسلم والمسلم؟ ترتفع بين المسلم وغير المسلم؟!...
علماً أن النص الديني وضع لكي يرتقي بالإنسان إلى رتبة الإنسان، وضع لكي تنتفي المسافة مع الآخر، لا لكي ينفي الآخر....
هل أدركتم الآن ماذا يعني الخلل في التفسير؟....
نعم، حمالة الحطب لم تمت، مازال أبو لهب يذكي نار الحقد في الصدور، إنهم كهنوت العصر إياهم أولئك الذين لا يجدون إلا السكاكين وفقط السكاكين طريقة لتفسير النصوص، أولئك الذين يصرون ان نبقى حملة الوحول، يقفلون المستقبل بالشمع الأحمر...
هل دققتم مرة في وجوههم؟...
في خطبهم؟...
وجوه كأنها تدحرجت للتو من العصور الوسطى، لاشيء سوى ثقافة الصدأ، ثقافة لا تتقيأ إلا الدم...
من قال أن الأصنام قد دمرت؟...
دققوا جيداً إنها تتحول في رؤوسنا....
نعم، ليس التلوث ذاك الذي في الهواء إنما ذاك الذي في الداخل....
تُستهلك الساعات والأعصاب والأفكار - هل حقاً توجد أفكار؟ - في مسائل تعكس هبوطاً في العقل....
إنه اللامعنى يأكل كل شيء، حيث الإبداع ممنوع أقله حتى يموت الإنسان الذي فينا.... أيها السادة كفى دفعاً لهذه الأجيال نحو العدمية، فالكائن البشري يجب أن لايشبه القطب المتجمد الشمالي....
لاتبحثوا عن الخلاص في النصوص، احملوا العصي واضربوا على ظهر التاريخ، دعوا ذاك التاريخ يتقيأ كل ذلك الأنين، كل تلك الجثث، اننا بحاجة للصراخ، لمصارحة الذات، لقد صدئت أرواحنا وبتنا بحاجة لأن نصنع الزلزال ولو بالصراخ.....
كلنا شركاء في هذا الهواء، لدينا الرمق الأخير، لنوظف الرمق الأخير لاستعادة الإنسان الذي فينا...
القطار يسير، هل تسمعون صفيره؟... 
أخشي أن يأتي اليوم الذي لا نجد فيه موطىء قدم لإقدامنا...