كــــــلــــمة و رؤيــــــــا

من الاسكندرية حتى الاسكندرون

باسل على الخطيب- فينكس

تستغربون العنوان؟......
حسنا، حاملات الطائرات تلك التي تتربص قبال هذه 
السواحل لم تأتنا هنا من أجل أبو عبيدة....
سبق وكتبت يوماً مقالاً عن ثقافة الكاوبوي.....
وهل لنا نحن بالنسبة لاولئك القابعين في واشنطن او لندن 
سوى هنود حمر؟!!......
نحن بالنسبة لهم الهنود الحمر السمر...... 
نعم، ثقافة الكاوبوي إياها، بذاءة الكلام والأسلوب، فوضوية الشكل، العنجهية والغطرسة، والأسلوب الأوحد للتعامل هو ذاك المسدس ذو البكرة...
لاتنسوا البصاق والسيكار في طرف الشفة.....
والنتيجة دائماً، الرجل صاحب القبعة المعكوفة يربح، لا يهم كيف يربح، المهم أنه يربح، ولو داس في طريقه على جثث آلاف الهنود الذين قتلهم...
أولئك الهنود الذين صورتهم تلك الثقافة أنهم مجموعة من المتوحشين المتعطشين للدماء، والذي لايسيل لعابهم إلا إن شاهدوا فخذي امرأة بيضاء....
هولاء المتوحشين الذين يجب أن تتم إبادتهم، أنهم ليسوا إلا حشرات يعكرون صفو الرجل الأبيض (العظيم).... ولكن لابأس من ابقاء عينة منهم لأجل الدراسات الأركولوجية....  
تسالون عن النتيجة؟....
تم ابادة 150 مليون هندي أحمر.... 
المأساة - المهزلة لم تنته هنا، فثقافة الرجل الأبيض وحتى تظهر جانبها الانساني، قدمت  اعتذارها وفق رؤيتها، وعليك أن ترضى، شئت أم ابيت، قدمت اعتذارها ليس لسبب إلا لإرضاء عنحهيتها، قدمته عبر السينما، فلم (الرقص مع الذئاب) مثالاً، وقد نال الفيلم الكثير من الاوسكارات، وحصلت ثقافة الكاوبوي على صك براءتها....
أوسكار لهذا الفيلم، و أوسكار لذاك الفبلم....
ولكن ماذا يعني ذلك لمئات الملايين الذي قتلوا أو سلبت منهم أراضيهم وأحلامهم؟!..... 
بالمناسبة، لاتستهينوا بخبث ثقافة الرجل الابيض، هؤلاء لم يصلوا ألى ماوصلوا إليه مصادفة، هؤلاء يجيدون تسويق الأفكار التي يريدون لأنهم يملكون داتا معلومات كبيرة، ويملكون مراكز دراسات متميزة....
ألم تصنع الدعاية الهوليودية من مايكل جاكسون ومادونا أنصاف آلهة؟ ولاتستهينوا بهولاء، هم  وغيرهم والثقافة التي روجوها أسقطوا الاتحاد السوفييتي....
هل أحدثكم عن الأميرة ديانا؟...
من هي؟..
ليست إلا امرأة مارست الخيانة الزوجية على الملأ...
صنعت منها الدعاية الهوليودية أيقونة.... 
نغم، قدمتها تلك الدعاية مثالاً وقدوة....
خذوا علماً...
وحدها هوليود تجيد تحويل الحثالة قديسين وملائكة....
تريدون مثالاً؟...
زجاجة الكوكاكولا....
نعم، هؤلاء يعرفون ماذا يفعلون، هل تظنون تسميتهم للمركبة الفضائية التي يزعمون أنها نقلت رواداً إلى القمر باسم أبولو صدفة؟ وأنها حملت الرقم 11 صدفة؟....
حسناً لماذا الرحلة الوحيدة من رحلات ابولو والتي حملت الرقم 13 قد فشلت؟....
هل تظنون أن ذاك كان خطأً فنياً؟...
ليس عبثاً أن الأمريكان قد أسموا افضل انواع طائراتهم الهيلوكوبتر المقاتلة باسم الأباتشي...
من هم الاباتشي؟....
أكبر قبيلة للهنود الحمر، وهذه القليلة قد تم ابادتها بالكامل...
لاحظوا كيف أتى اعتذار الرجل الأبيض.. 
الطائرة التي تقتل البشر في كل مكان على وجه هذا الكوكب تحمل اسم قبيلة تم إبادتها بالأسلوب نفسه...
هل تريدون خبثاً أكثر من هذا؟....
نعم أيها السادة، هل كنتم تظنون مقالاتي السابقة عن الاستعباد الثقافي شكلاً من أشكال جلد الذات؟....
تلك المقالات كانت قرعاً لناقوس الخطر....
هاكم النتيجة...
هانحن نستورد عبر مجارير العولمة كل ذاك الهراء، تركي آل الشيخ هو عنوان المرحلة المقبلة....
وتسألون لماذا لا يكترث أولئك الاعراب لما يحصل في غزة؟!!..
ولماذا يكترثون؟... 
هذه ثقافة (المبلع والمدفع) قد طغت وسادت...
أما المبلع فقد عرفتموه طبعاً، حشو الكرش إياه...
تسألون عن المدفع؟...
حسناً سكان تلك المشيخات هم أكثر شعوب الأرض استهلاكاً لحبوب الفياغرا.... 
إذاً لماذا سبفكرون بأهل غزة؟!... 
حتى ولو كانت غزة على مرمى حجر...
البعض يقول على مرمى صرخة، أو اقله على مرمى فتوى....
ترى من قال إن الولايات المتحدة لاتغزو بلداً يوجد فيه مطعم ماكدونالد؟....
أنا قلت ذلك...
مطاعم الماكدونالد ليست مجرد طعام، هذه ثقافة وطريقة حياة، وهذا ماتريده ثقافة الكاوبوي، إما تابعاً أمعة..... 
أو في أحسن الأحوال ميتاً.....
هل سمعتم بثقافة الخواجة؟....
ترى كم عندنا في الشرق من هم عبيد لثقافة الخواجة؟...
وتراهم يتغنون بحضارة الغرب...
ولكن ماذا تراني فاعل لمن لايرى نفسه إلا حذاءً يرتديه هذا (الخواجة) أو ذاك؟....
نعم، ميتاً، هكذا كان في سبعينات وثمانينات القرن الماضي، العربي الجيد هو العربي الميت، هكذا كان لسان حال ثقافة الرجل الابيض، توسع المفهوم في تسعينات القرن الماضي ليصير المسلم الجيد هو المسلم الميت.....
نعم، من الإسكندرية في مصر إلى الاسكندرون في اللواء السليب، تلك الأساطيل أتت لقتلنا...
كنت سابقاً أجامل في بعض تعابيري، ولكن في هذا المقال لن  أجامل، فقد طفح الكيل من سماكة الغشاوة على الأعين... هؤلاء يبغون قتلنا كلنا،  نحن بالنسبة لهم سواسية...
ألم يذكر ذلك القران الكريم؟....
مسلمون أو مسيحيون، سنة أو شيعة، علويون أو دروز أو اسماعيلية، وأي ظن من أي شخص أو فئة أو طائفة غير ذلك فهو ظن مشتبه وغبي وساذج، وتلك الرؤية النفقية التي لا ترى الأمور إلا وفق تصورات مسبقة أو تاريخ سابق أو ثارات ما أو اخطاء او خطايا ما تشبه - وقد قلت إنني لن أجامل- تشبه انه عندما كانت تساق البغال في شوارع المدن، وحتى لاتهيج أن تأثرت بشيء ما يحصل حولها، كانوا يضعون على جانبي عيونها قطعاً من الجلد تمنعها من رؤية ماحولها فلا ترى إلا الطريق الذي أمامها.... 
هذا هو حال من لا يرى في حماس إلا أنهم اخوان مسلمين، أو أنهم قد أخطأوا يوماً ما وغدروا بالدولة السورية، وهذا حال من يرى أن استهداف غزة هو لغزة فحسب....
مطران كبوتشي ليس من قريتي، ولكنه بعض اهلي، وضريح عز الدين القسام ليس في قريتي، ولكن كانت قريتي لتتشرف لو كان فيها...
هل تعرفون لماذا اسم قائد كتائب القسام هو محمد (الضيف)؟... لأنه ولكثرة تنقله بسبب الاحتياطات الأمنية، لايستقر في مكان، فيحل ضيفاً على بيوتات كثيرة...
لكان لي الشرف الكبير لو استضفته في بيتي، وكنت لأقول له أن اخي قد استشهد وهو يحارب الإرهابيين في سورية على طريق القدس في فلسطين....
ختاماً، لا تذكرني تلك المثلثات الحمراء التي تظهر في الأفلام التي تبثها المقاومة الفلسطينية عن عملياتها إلا بالمثلث الاحمر في علم فلسطين... 
هذا المقال هو أحد تلك المثلثات الحمراء.... 
والناطق الرسمي باسمه هو أبو حيدرة، الاخ غير الشقيق لـ"أبو عبيدة"....