كــــــلــــمة و رؤيــــــــا

عندما يكون التعلم شكلاً من أشكال الجهل....

باسل علي الخطيب- فينكس

أن تنتشر الخرافات عندما يسود الجهل والأمية المعرفية، فهذا نتيجة طبيعية، أما أن تنتشر الخرافات حيث الشهادات الجامعية تملأ حيطان البيوت، والطلاب تتكدس فوق بعضها البعض في صفوف المدارس والجامعات، والمعرفة في المتناول بكبسة زر وأحياناً بكبستين، فهذا مما يدعو للدهشة والاستغراب، ويجعلك تستنتج أن كل ذاك التعلم لم ينتج حالة وعي، ولم يحقق أي شكل من أشكال الديناميكية الفكرية أو المماحكة العقلية....
حيث اقتصر دور المعلومة التي تم اكتسابها على الدور المادي، أنها وسيلة للحصول على الشهادة، أو أداة للنجاح على المستوى المهني، وفي أحسن الأحوال للمشاركة في برامج المسابقات.....
نعم، لم تصر تلك المعلومة وسيلة لإعادة برمجة طرق التفكير....
مناسبة هذا الكلام هو كم الاشاعات والخرافات التي استشرت مع حادث اختفاء الشاب في مغارة عين الدلبة، وعدم العثور عليه فيها أو في أماكن اخرى، حيث ربط الكثير من الناس ذلك بالشعوذة أو السحر الاسود أو القوى الغيبية..
وهذا الذي اقوله ليس من باب التكهن أو الاستنتاج، إنما هو مضمون أسئلة وجهت لي شخصياً من قبل الكثيرين في محاولة فهمهم سبب الاختفاء....
عدم فهمنا لشيء ما لايعني أن ذاك الشيء غير مفهوم، بل إما المعلومات ناقصة، أو أن التفسير غير صحيح، أو أن هناك نمطية في التفكير.....
ليس هناك من شيء أو حدث إلا وله تفسيره الطبيعي المنطقي، وله قوانينه التي تحكمه، وعدم ادراكنا لذلك التفسير، أو عدم معرفتنا بتلك القوانين لايعني أنها غير موجودة، مع مايتبع ذلك من محاولة نسبة الحادثة أو الشيء إلى قوى غيبية أو خارج سياق الطبيعة....
أدرك تماماً أنه في فترات الأزمات والعوز والفقر والعجز يكثر اللجوء إلى المنجمين والبصارات والمشعوذين، ينحو التفكير باتجاه القوى الغيبية في تفسير كل مايحصل، هذا لأن الواقع يكون على تلك الدرجة من القسوة، والناس على تلك الدرجة من العجز، فيكون اللجوء إلى الغيبيات طريقة الناس في محاولة الفهم أو الهروب من الجنون....
ستنجلي الحقيقة فيما خص ماحصل مع ذاك الشاب، ونتمنى أن تنجلي خيراً، وسندرك عندها كم نحن بحاجة إلى إعادة العمل على الاعدادات التي تحكمنا.....