كــــــلــــمة و رؤيــــــــا

وكان في المدينة تسعة رهط

باسل علي الخطيب- فينكس

وقد يكون بيت شعر واحد بألف قصيدة...
يقول المتنبي:
لاتشتري العبد إلا والعصا معه
إن العبيد أنجاس مناكيد..
ترى مالفرق بين عبد الفتاح السيسي وكافور الاخشيدي؟..
يوماً ما أسميتها (الفاجعة العربية)...
نعم، تلك كانت كذبة كبرى اسمها (الجامعة العربية)....
ثمَّ تلومون مظفر النواب أنه استعمل تلك الألفاظ؟!!...
وكان أن اكتشفنا في هذا الهزيع الأخير من الأمة أن (بيلاطس) مازال يعيش بين ظهرانينا..
يغسل يديه ويصرخ: أنا براء من دم هؤلاء!...
تأكدنا بعد الطعنة الخمسين أن الأعراب يبقون أعراباً...
تتذكرون وذات حرب فاجرة، انشب هؤلاء سكاكينهم في خاصرة سورية....
ذات حرب فاجرة على سورية، كانت مهنة المنافق والعميل والمهرج والبهلوان مهنة جد مربحة لتلك الزعامات القبيحة على طول تلك الصحراء من جاكرتا إلى طنجة....
أولئك الذين كانوا ومازالوا ابداً أذلاء، أستمرؤوا أن يكونوا طبول تلك الحرب..... ولاتسلوا ماذا يمكن ان يفعله الطبل إذا استقوى على شمس الحقيقة...
مأجورو الضمير واللسان والذين جبلوا من فحش الفضيحة، ماعادوا يأكلون ويشربون أو ينامون انهم يفكرون بالشعب السوري.......
أما وقد دوت المدافع في غزة، ترى أولئك الأعراب قد اكتشفوا فجأةً أن جلد النعاج أقرب إلى المنطق من جلد النمر، واكتشفنا بهمة شيوخ النفط وكافور الأخشيدي إياه أن تلك البيداء قد تحولت إلى حديقة غناء للمومسات...
صحيح، ماهو مذكر مومس؟!...
إذاً، خذوا علماً:
هؤلاء الأعراب لهم جد يدعى أبو رغال، يلاعبون اللغة على طريقة بديع الزمان الهمذاني، يراقصون الفول المدمس، يتناولون الفياغرا، ويضاجعون أو يضاجعهم كامب ديفيد ووصيفاتها...
إن كل من يتجرأ ويقول (لا) للولايات المتحدة أو الكيان الصهيوني على طول هذه الصحراء، يرجم بالحجارة الآتية من خاصرة الفضيحة في عقر دارنا، قبل أن يرجم بالقاذفات الآتية من وراء الريح...
لم يعد (الكيان الصهيوني) هو العدو، ذاك العدو يمكن أن يكونه أي أحد عداه، العدو هو سورية أو ايران أو المقاومة، يمكن أن يكونه طفل من نابلس يرمى الحجارة على الميركافا، أو فنان ما يغني لشهداء فلسطين، أو شيخ اعتلى منبراً ما يدعو لاهل غزة، أو إعلامياً كتب مقالاً عن جرائم الصهاينة...
نعم، لم يعد يفترض بنا أن نذهب بعيدا في القلق، لاحاجة لهذه الامة بعد الآن لشاربي عنترة، ولاحتى لصوت فيروز، الذي يحاول أحياناً أن يغسل بضوء القمر قلوبنا الصدئة المثقلة بالقضايا التي سقطت بمرور الزمن…
أو بمرور الدبابات الأمريكية أو الإسرائيلية....
غريب أن تكون الذاكرة السياسية خاوية وراقصة ومتراقصة، بل وعاهرة وعاهرة جداً إلى هذا الحد .
هل سبق وحدثكم أحد عن ذاكرة البغايا؟..
ذاكرة البغايا أيها الأصدقاء قصيرة جداً...
ألم يجوب أمراء وملوك الاعراب قبل تلك الحرب الفاجرة على سورية وأثنائها، ألم يجوبوا عواصم الكراهية والحقد والعدوان والغطرسة وصولاً إلى يافا المحتلة (تل أبيب) ولسان حالهم، لماذا لاتجتاحون (دمشق) وتجلسون القرفصاء على ظهورنا دون أن يعكر صفوكم أحد إلى يوم القيامة؟....
تسألون عنهم الآن؟...
ملك (البيبجي) عبد الله الصغير يستعرض عضلاته وهو يلقي بأكوام البندورة في بحر غزة، أما كافور فظني أنه يظن أن معبر رفح إياه بين سيناء والهند، فتراه هو الآخر يرسل طائرة (مساعدات)، أما صاحب المنشار فقد دعا للتبرع، وقد تبرعوا، الحصيلة بضعة ملايين من الريالات، اشتروا بها اكفاناً للأخوة في غزة، أما هامان صاحب أرام ذات العماد، فما عاد بقي من دم في وجهه، شاحناته تنقل الطعام من أبو ظبي للأخوة في الكيان....
وترى ذاك الإعلام العاهر يهلل لهذه البطولات....
إنها رؤية 2030....
وضحك بافومت كثيراً....
إذاً، لاثقافة الآن إلا ثقافة مولانا، لاعبقرية إلا عبقرية مولانا، مولانا الذي لايفكُ الحرف، لكنه يفك كيسه أو محفظته لمن كان مداحاً لجلالته، نبّاحاً على أعداء جلالته....
نعم، لاقيمة لأي مثقف في هذه الصحراء إلا إذا أخذ شكل الدجاجة وراح يصيح في أرجاء البلاط....
أمّة يدوي في أرجاء جسدها قرع الطبول الفارغة...
أهذا عصر السبات الأعرابي؟...
ام أنها بالأحرى ثقافة الشعير؟!!....
انظروا إلى ثقافة الشعير كيف تصنع شكل رؤوسهم، حدود خيالهم….
خيالهم؟!...
خيالهم بكل بساطة لا يتجاوز أكبر صحن حمص أو أجمل نعجة في العالم، خيالهم لايتجاوز شفتي المقبور يوسف القرضاوي..…
أي صحراء بشرية هي هذه الجموع على طول هذه القارة؟...
هذه الأمة ليست إلا كوميدية لغوية، تبدأ بالفراغ وتنتهي بالفراغ…
أولئك الذين يهزّهم ثغاء معزاة خضعت للكثير من الجراحات الاستراتيجية لتظهر بكل فجورها على الشاشة، أكثر مما يهزّهم هدير هذا الاعصار الذي يكاد أن يجتث عظام يعرب بن قحطان من عظامنا....
وكان في المدينة تسعة رهط؟!...
فقط؟!...