كــــــلــــمة و رؤيــــــــا

الصهيونية.. الاصحاح الأخير

باسل علي الخطيب- فينكس

 من يظن أن الأساطير هي أساطير، واهم و واهم جداً....

تلك (الأساطير) تسويقها على أنها أساطير لتبقى هكذا...

الأساطير هي التاريخ الحقيقي لكوكب الأرض، أنتقي الكلمات بدقة، لم أقل الجنس البشري، إنما قلت كوكب الأرض....
يتحدث موروث المسيحية-الصهيونية عن معركة فاصلة بين قوى الخير والشر، يسميها معركة ارماجدون، قوى الخير وفق هذا التصنيف في هذه المعركة هي تلك الدول والكيانات التي تتبع فكر المسيحية-الصهيونية، أما قوى الشر فيتقدمها حسب تصنيف ذاك الموروث العرق السلافي، الذي يشكل الروس عموده الفقري.....
اعتمد هذا الموروث في تصنيفه على المعيار المذهبي، حيث يتموضع في الفريق الأول البروتستانت والكاثوليك والانجيليين واللوثريين واليهود، أما في الجانب الثاني فيتموضع الأرثوذكس والمسلمون والبوذييون والكونفوشوسيون والهندوس....
أعتقد أن تلك المحافل في الغرب، تنظر إلى هذه الحرب في اوكرانيا، على أنها إحدى مقدمات معركة ارماجدون، لذلك تراهم يدفعون الدولة العميقة في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا وغيرها، لتدفع حكومات هذه الدول للانخراط أكثر في الحرب......
المحافل أبعد من مفهوم الدولة العميقة، المحافل لاتحمل بعداً وطنياً، إنما هي كيانات ذات امتداد عالمي عابر للقوميات...
الموروث إياه يقول أن معركة ارماجدون لن تحصل إلا بعد خراب اسرائيل، إذاً وبناءً عليه أن قرار التخلص من الكيان الصهيوني قد تم اتخاذه، ويبدو أن الصهيونية بدأت بحزم حقائبها، وعزمت على الانتقال إلى مكان آخر.....
اسرائيل تبدو وكأنها تشتري الحروب، إسرائيل تسعى إلى الحروب بكل مافيها من عقل وجنون، هناك عدة أحداث افتعلتها وتفتعلها إسرائيل كأنها تستفز أعدائها لتجرهم إلى الحرب....
إذا إسرائيل تشتري وتلهث خلف الحرب....
ولكن السؤال الذي يطرح نفسه، هل هذا القرار اسرائيلي؟...
هذا القرار ليس اسرائيلياً، بل هو قرار صهيوني....
إسرائيل ليست جاهزة للحرب....
إسرائيل كجيش أُنشئ لأجله دولة، بدأت تفقد مبررات وجودها، واقصد مبررات وجود الجيش، العصا الغليظة لم تعد غليظة، ولم تعد تخيف أحداً...
إسرائيل فقدت قوة الدفع التي كانت عند الجيلين الاول والثاني، وفقدت معها الرغبة في التضحية، وأقصد بالجيل الأول أولئك المهاجرين إلى أرض فلسطين، وأقصد بالجيل الثاني أبناء ذاك الجيل الأول، الذين عاشوا في كنفه، وخاضوا أو شهدوا انتصارات الصهاينة العسكرية، أبناء هذين الجيلين كانوا مستعدين للتضحية، وهذا ما افتقده الجيل الثالث، وبدرجة أكبر الجيل الرابع....
الجيل الرابع من الصهاينة بخيل جداً، يريد أن يأخذ فقط ولا يعطي شيئاً، هو جيل فقد على مايبدو حس الانتماء، وهو غير مستعد البتة للتضحية.....
قد يكون الجيش الصهيوني يمتلك كل وسائط القوة النارية الهائلة والتكنولوجيا، التي تجعله يضاهي أعتى جيوش العالم تسليحاً وتدريباً، ولكنه يفتقد إلى العنصر الأهم ألا وهو الجندي،أنا لا أتحدث عن افتقاره للكفاءة أو افتقاده للعسكر، أنا أتحدث عن افتقاره الروح، والعسكري ليس هو الجندي.....
هناك من يدفع إسرائيل نحو الحرب، والقرار قد أتخذ، أنه سيكون خراباً، ولكم أن تتخيلوا الفوضى العقائدية التي ستدخل فيها كل شعوب المنطقة إن زال الكيان الصهيوني...
لطالما كان الكيان الصهيوني تلك الشماعة التي علقت عليها الثورات والانقلابات والبيانات التي تحمل الرقم 1، علقت عليها كل الانكسارات والنكبات والنكسات، علقت عليها كل التحالفات والخلافات.....
تخيلوا ذاك الفراغ العقائدي الذي سيكون، وتخيلوا تلك الفوضى التي ستنتج عن ذاك الفراغ العقائدي...
نعم الصهيونية بدأت بحزم حقائبها، على فكرة الوجهة ليست بعيدة.... هل تعتقدون أن منح الامارات جنسيتها لعدد كبير من الصهاينة هو من باب التطبيع أو حسن العلاقات فحسب؟!....