كــــــلــــمة و رؤيــــــــا

بمناسبة عيد الغدير

غزوان أحمد علي

[خُـم] هو غدير قُرب مِنطقة الجُحفة بين مَكة المُكرّمة والمَدينة المُنوّرة، وهو الموضع الذي أشار فيه الرسول (ص) إلى مكانة الإمام علي بن أبي طالب وذلك أمامَ الناس كافة، وحديث الغدير هو حديث مُتواتر عـند السنة والشيعة، و[المُتواتر] بحسب التصنيفات الشرعية هو أقوى أنواع الحديث -شرعاً- وحُكمه قطعي يقيني، واتّفق الجميع عليه ولكنهم اختلفوا في شرحه ودلالته وفي أسبابه، ومِن نص الحديث بِحَسْب مكتبة الحديث عامة: [مَـن كـنـتُ مـولاه فـهذا عليّ مـولاه اللّهـم والِ مَـن والاه وعـادِ مَـن عـاداه..]، والـولاية -بِحَسْب الدلالة- منها ما كان فـي الـدين ومنها ما كان فـي الـدنيا، ومِن ذلكم: [الوليّ] في الـدين و[الوالي] في الـدنيا، وإن كانتِ الكلمتان من الجذر اللّغوي نفسِهِ، كقولك: "اتّـق الله" وقولك: "اتّـقِ النار" وكذلك: [التقوى] و[التقية] فـ كلاهما من الجذر [وَقَيَ] ومِن ذلك: [مَـن لا تـقـيّـةَ لـه لا ديـنَ لـه]، ومِن الشروحات العامة: [الـوَلاية] بفتح الواو للخـالق و[الـوِلاية] بكسر الواو للمخلوق، وسواءٌ في الـوِلاية أم في الـوَلاية فـ الطاعـة لله الفـرد الصـمد الأحـد وحـدَه لا شـريك له، لا إله إلا هـو سبحانه إليه المصير، له الحُـكم وإليه تُرجعون، والآية: [هُنَالِكَ الْوَلَايَـةُ لِلَّهِ الْحَـقِّ..] فهي بفتح الواو: [الْـوَلَايَة]، وربما مازال بعضُ رجال الدين يقرؤها بكسر الواو -جهلاً- ولو تكّلفَ فتحَ القرآن الكريم لعَرَف أنها بالفتح، ومُناسبة الغدير هي مُناسبة على رؤوس الأشهاد، ومِن شعر لحسان بن ثابت في ذلك:
يناديهُمُ يومَ الغديرِ نبيُّهمْ
.............. بِخُمٍّ وأَسْمِعْ بالرسولِ مُناديا
وقد جاءَهُ جبريلُ عن أمرِ ربهِ
.................بأنّكَ معصومٌ فلا تَكُ وانيا
وبلّغْهُمُ ما أَنزَل اللهُ ربُّهمْ
............ إليكَ ولا تخشَ هناكَ الأعاديا
فقامَ بهِ إذْ ذاكَ يرفعُ كفَّهُ
............ بكفِّ عليٍّ مُعلنَ الصّوتِ عاليا
يقولُ: فمَنْ مولاكُمُ ونبيُّكمْ
.......... فقالوا ولم يُبدوا هناك التّعاميا
إلهُكَ مولانا وأنتَ نبيُّنا
......... ولن تجِدَنْ مِنّا لكَ اليومَ عاصيا
هناكَ دعا: اللّهُمّ والِ وَليَّهُ
............... وكُنْ للذي عادى عليّاً مُعاديا
فيا ربّ انصُرْ ناصرِيهِ لنصرِهِمْ
......... إمامَ الهُدى كالبدر يجلو الدياجيا
وقد ذكر القصيدة رواةٌ كثر مِن مختلِف الأحياز الإسلامية ولعل أشهرهم في العصر المُتأخر الحافظُ جلال الدين السيوطي في كتابه: [الازدهار فيما عقده الشعراء من الأشعار].
وعَودٌ على بَدء: فكلمة: [كل] هي بفتح اللام في:
[كـلَّ عـام وأنـتـم بـخـيـر]
*******
د. يوسف عيسى
في رحاب عيد الغدير الأغر عيد الولايةد. يوسف عيسى
لماذا يعتبر عيد الغدير الآغر هو عيد الله الأكبر وليس عيد الفطر أو عيد الأضحى على جلالهما وفضلهما؟
_ عيد الفطر بعد إتمام نعمة الصيام والصيام جزء من الدين وليس الدين كله.
_ عيد الأضحى بعد إتمام نعمة الحج والحج جزء من الدين وليس هو كل الدين.
ولكن في عيد الغدير الآغر نزلت الآية الكريمة قوله سبحانه وتعالى:
(الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا).
وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بعدها:
(الحمد لله على إكمال الدين وإتمام النعمة وضى الله سبحانه وتعالى)
فلقد كمل الدين بعيد الغدير الآغر ومن هنا هو العيد الأكبر.
وسُمّي عيد الله الأكبر لأنّ كلّ الأعياد يحتفل بها المسلم الصادق والمنافق إلّا في عيد الغدير الآغر، فلا يحتفل به إلّا المؤمن الصادق تأكيداً لقول سيدنا رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم:
(يا علي؛ لا يُحبّك إلّا مؤمن ولا يبغضك إلّا منافق).
عيدكم مبارك أيها المؤمنون وثبتنا الله وإياكم على ولاية أمير المؤمنين وسيد الوصيين علي بن أبي طالب عليه الصلاة والسلام. 
كل عام وأنتم بخير بمناسبة عيد الولاية